أحمد بلحاف
السعودية تنتهك كرامة الإنسان اليمني في المهرة
[ الاربعاء, 26 سبتمبر, 2018 ]
القضية ليست اصطفافات قبلية أو تنافسات حزبية داخلية انما وجود قوات أجنبية تستهدف السيادة وكرامة الإنسان وثروته وهويته وذلك من قبل القوات السعودية وادواتها في المهرة حيث تلعب دورا كبيرا بالاتجاه إلى النفخ في جمر الفتنة والتحريض على امن واستقرار المهرة ورموزها وكوادرها ، وقد شوهت المشهد السياسي بتمكين المنبطحين لها في السلطة المحلية من أجل الاعتداء على القانون والدستور اليمني الذي كفل حق حرية التعبير وحق الاعتصام السلمي ضمن فقراته ومواده ،علماً أن تواجد التحالف في محافظة المهرة منذ الوهلة الاولى هو بعيد عن التنسيق مع مؤسسات الدولة اليمنية و كل ما تقوم به الادوات التابعة له يعتبر خارج أطر قوانين الدولة وسياقاتها البرلمانية والدستورية .
و اليوم نشاهد المذكرة السخيفة التي أُصدرت لاعتقال الوكيل السابق الشيخ علي سالم الحريزي ، وكأن الأمر بهذه السهولة متجاوزين القانون اليمني وفق توجيهات خارجية وبهمسات واضحه من الشيطان الأملس !! ، والجميع يعلم ان الشيخ علي الحريزي في وطنه شارك مع المعتصمين وفاءً لبلدة وفق ما ينص عليه القانون اليمني دعما للشرعية ومدافعا عن السيادة الوطنية وحامياً للهوية المهرية وهذا موقف وطني أجمع عليه الكل في محافظة المهرة وهناك ميثاق شرف بخصوص ذلك واهداف ومطالب تم توقيعها مع الجانب السعودي الذي نقض العهد ويحاول بطريقة او باخرى وعبر أدواته ان يخلق فوضى تنصلاً وهروباً مما وقع عليه ، الا ان قيادة الاعتصام فوتت عليهم كل ذلك ولازالت تعلن التزامها بالعمل السلمي المنظم داخل محافظة المهرة ووفق القانون اليمني للتعبير عن رأي الشعب والدفاع عن حقوقه .
فاليوم لا عذر للمنظمات الحقوقية والانسانية للسكوت عن ما يجري ويحدث ، يجب أن تتناول هذه البوادر الخطيرة على محمل الجد في تقاريرها الرصدية وتحليلاتها القانونية ، حيث أن هذه البوادر التي دخلت الى محافظة الامن والسلام (المهرة) مثل الإقدام على إصدار مذكرات الاعتقال بحق الشيوخ والرموز والكوادر والناشطين ، وجلب مليشيات لتعمل خارج المؤسسات الامنية كلها دخيلة على المجتمع المهري المسالم الذي لا يرغب بشيء غير أن لا يغتالوا السلام الذي ينعم به منذ آلاف السنين ، وان هذه الخطوات يرى فيها السكان المحليين والاهالي انها مبررات لأعمال تخريبية وفوضى قد جُهزت لتنفيذها (مليشيات في مطار الغيظة ، والقصر الجمهوري ،والمعسكرات المنتشرة على السواحل وفي الشريط الصحراوي ) .
وعن الاعتصام السلمي في محافظة المهرة فقد قام بتقديم صورة حضارية للعالم حيث بدأ سلميا واستمر ولازال سلميا ولم تُسجل عليه أي حالة فوضى او قطع طريق او اعتداء ، وهو موثق بالصور والوثائق الموضحة الأهداف والمطالب ، كما أن الاتفاق الموقع مع الجانب السعودي والسلطة المحلية لتنفيذ المطالب وأهداف الاعتصام هو ايضاً اعتراف صريح بمشروعية العمل وأهداف المعتصمين من قبل الطرف الآخر كما أن نقض الجانب السعودي لذلك الاتفاق هو أيضا دليل على رغبتهم بتنفيذ اجندتهم الخاصة في التوسع والتمدد والهيمنة ويتضح ذلك تماشيا مع تصرفاتهم بالمحافظة في ظل شرعية لاتتمتع بحرية قرارها كونها مسلوبة الارادة والادارة من قبل الرياض .
ابناء محافظة المهرة الى الان لازالوا متمسكين بالخيارات السلمية و لم ينجرفوا الى العنف الذي يحاول الجانب السعودي الإيقاع بهم في محاولات استفزازية وتصعيد بخطاب تهييجي تحريضي يحمل كثير من المغالطات والتزييف محاولين إلصاق تهمة الإرهاب لهذه المحافظة تارة والتهريب تارة أخرى وفي كل يوم بل و كل لحظة يستهدفون سلامها باكذوبه يرويها تركي المالكي على قنوات العربية والحدث دون دليل ودون حياء !!
ولذلك اننا ندعوا ان تتحرك الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث وسفراء (بريطانيا ، امريكا ، الاتحاد الأوروبي ، كندا ، سلطنة عمان ، الكويت ) في اليمن ، وكل الدول والمنظمات التي يهمها السلام والحفاظ عليه ، أن تلتفت نحو محافظة المهرة التي قد تشتعل فيها النيران بالاعتداء السعودي على سكانها وذلك نراه في تلويح واضح من خلال تصعيدها تجاه المعتصمين سلميا والناشطين الاعلاميين ، وان التدخل لكبح أطماع السعودية وغطرستها وهمجيتها اصبح واجب عليكم لضمان عدم إحداث كارثة انسانية اخرى تُضاف الى تلك التي قد أحدثتها هي والامارات في مختلف محافظات الجمهورية، وهذا في اطار دوركم تجاه اليمن يجب اخذه بعين الاعتبار والأهمية .
مشاركة: