محمود ياسين
رمضان يعود
[ الأحد, 22 أبريل, 2018 ]
يعود رمضان هكذا ليذكرك بالأشياء التي لم تعد تعنيك ، فليكن أن احتسب عمري بالسنوات الهجرية بفارق سنة ، ولقد صمت كثيرا وأفطرت يوما فصفعني أبي لما نطلت البسكتة من فمي
ومن يومها تطن أذني كلما تذوقت طعم البسكويت .
صفعة شوال لم تكن لها علاقة بالبسكويت وإن كانت أيضا لسبب تجاوز أخلاق العائلة المتدينة ذات العمائم واللحى ومجلدات التفسير ، كان يقرأ في تفسير ابن كثير قبل العشاء وإلى جواره رجل غريب حل ضيفا وراح يتحدث عن مجموعة من صبيان الدنوة شوهدوا في السوق يقلون أدبهم على
فتاة مرت في الجوار وسألني الغريب :كنت بينهم يا ابن الطيبين ،؟ فابتسمت تلك الابتسامة الفخورة لما يقال عنه " عزب الويل " الذي يفرح بالتهم ، لا أحد يعرف إلى الآن لا أنا ولا عبد للطيف أو وليد أو محمد كيف يرفع أبي يده بتلك المباغتة ، صفعني حتى ارتد رأسي عن الجدار ، فتذكرت
لحظتها أنني لم أكن في السوق ، تلك اليقظة التي يتحلى بها إنسان كان بحاجة لصفعة لاستعادة واقعيته ، أما الثالثة فكانت بعد المغرب وقد تقمصت شخصية كلفوت إذ قمت بملامسة خيوط الكهرباء ببعض فانطفأ المولد وغرقت الدنوة في الظلام ، فصفعني الحاج قاسم ونحن في السطح حتى أضاء لي بين الخافين ورأيت قرى سمارة .
افتقد يدك أيها الثمانيني الرائع ، أقبلها وأفكر في صفعة أخيرة توقظني من آخر الأوهام .
من صفحة الكاتب على (فيس بوك )
مشاركة: