أحمد بلحاف
الوحده اليمنية انصفت المهرة والحل ليس في انفصال الجنوب
[ الأحد, 23 يونيو, 2019 ]
المرحلة الحالية في اليمن جدا حسّاسه والتدخل الخارجي(الاماراتي السعودي) يتصدر المشهد السياسي والعسكري والرغبة جامحه لديه في ان يرسم شكل الدولة في اليمن وفق مصالحة الخاصه فقط ودون مراعاة للانسانية بالدرجة الاولى او اي اعتبارات للنظام اليمني ومؤسساتها وحكومته الشرعية التي أذنت لهم بالدخول لحمايتها من الانقلاب الذي وقع ، عموما لا اريد ان أسهب في المقدمه اكثر مما قلته باختصار .
وهنا أود ان اتحدث عن محافظة المهرة التي لم تسلم من التدخلات والتجاوزات السعودية الاماراتية مما جعل وزير الداخلية وكثير من قيادات الشرعية ورموزها ان يتحدثوا عن الأمر باعتباره تجاوز غير مبرر وان ذلك ياتي ضمن الاطماع الخارجية واستغلال ظروف الحرب وضعف الدولة الشرعية ، اضافة الى الرفض الشعبي الذي تقوده اللجنة المنظمة لاعتصام المهرة يؤكد ان التواجد السعودي يخدم اجندته الخاصه فقط ، ومن وجهة نظري ارى ان القيادة الشرعيه في واقع الامر تستطيع ايقاف كل ذلك بشخطة قلم من الرئيس هادي وهو ذلك الذي اعتقد انه ليس ببعيد .
و في ذات التوجه الامارات تعمل على تكوين مليشياتها ومكونات تعمل تحت توجيهاتها من ابوظبي في المحافظات الجنوبية تحديدا و تدفع بها للانقلاب على شرعية الدولة ومؤسساتها للاتجاه نحو انفصال الجنوب عن دولة اليمن وارتكاب جرائم بحق الانسانية وهذا الأمر بالتاكيد يجعل الامارات وادواتها في وضع المُساءلة القانونية وملاحقت رموزها في المحاكم الدولية دون ادنى شك في حال تفعيل هذا الملف من قبل القيادة الشرعية .
و أُحب الاشارة هنا الى ان في خضم هذه المرحلة تظهر اصوات وهي قليلة جدا في محافظة المهرة وتتحدث عن دولة الجنوب و المكون الانتقالي الاماراتي ..الخ ، انه من غير الحكمه ان تكون المهرة ضمن ذلك التوجّه غير السليم والذي لا يمتلك الشكل القانوني او الشرعي في اتخاذ القرار بذلك ولا سيما ان هناك اجماع شعبي بارادة محليه يرفض التدخل الخارجي والهيمنة على سيادة الوطن وقراراته ، لا يوجد هناك من ينكر قضية الجنوب فهي قضية عادله ولكن حلها لن يكون الا تحت سقف الدولة اليمنية الواحده وذلك ما تؤكده المعطيات على ارض الواقع ، فموقف ابناء الجنوب جميعا موقف واضح ووطني وثابت وليس هناك من احد تم تخويله للحديث نيابة عن ابناء المحافظات الجنوبية في اليمن ، ابناء الجنوب هم ابناء اليمن وكل المظالم سيتم حلها بالتحاور والتفاهم والاتفاق على شكل الدولة بعيدا عن اي تدخلات خارجية هدفها خلق شرخ في اللحمه اليمنية ونسيجها الاجتماعي ، و كيف لناس ان تقبل بمشروع الانتقالي الاماراتي وهو مكون يستلم توجيهاته من الخارج ..كما ان اي مشروع وطني لا يقوم على سفك دماء الابرياء وتكميم الافواه ومحاربة بالراي والراي الآخر !!
ان من يتحدث عن اعادة النظام الجنوبي السابق وان تكون المهرة جزءً منه لن يحدث ذلك ثم لننظر بتمعن نحن في شرق اليمن محافظة المهرة بالتحديد بعد عام 1990م كيف حظت محافظتنا بشيء من الاهتمام الذي لم تحظى به في ظل دولة نظام الرفاق و التي في احدى مراحلها المُره أممت ممتلكات الناس وصادرت ارواحهم ولك ان تتخيل عزيزي القارئ ان تلك الجرائم لم يكن سببها ابدى الرأي اومعارضة للاحداث و مجرياتها والسلوك المُتّبع حينها فقط ، بل وصل الأمر الى ان الصمت جريمة وعدم التصفيق للباطل ونهجه جريمة كبرى وعلى أثر ذلك توُجّه تهم العمالة والخيانة تمهيدا لتنفيذ حكم الاعدام (تصور ان يتم معاقبتك على صمتك لانك لم تصفق لعصابات الرفاق ) !!
لو تحدثنا عن محافظة المهرة لوجدنا ان الوحدة اليمنية كان لها الفضل الكبير في إعادة للمهرة اعتبارها التاريخي على الأقل من خلال إعادة التسمية لها (محافظة المهرة) بعد ان كانت مجرد رقم (6) في ظل دولة الجنوب والنظام الشيوعي الذي هضمها كامل حقوقها جاعلاً منها منفى للعقوبات الوظيفية لا غير ، لو نظرنا ايضا لم تكن المهرة تمتلك مشاريع طرقات او خدمات عامه و مقارنة بما تحقق للمهرة بعد 1990م نجد ان الوحدة اليمنية انصفت المهرة كثيرا عن نظام دولة الرفاق ذات التجربه الدموية .
انا هنا لا ابرر للاخفاقات التي رافقت مراحل نظام دولة الوحدة منذ 1990م ، ولكن بالامكان ان يتم تسوية كثير من الامور في الاتجاه نحو تصحيح مسار الوحده اليمنية التي كانت الهدف الابرز لثورتي سبتمبر و اكتوبر وحلم كل يمني وهي الخطوة الناجحه في السير نحو تحقيق الوحده العربية .
محافظة المهرة هي البوابة الشرقية للجمهورية اليمنية وقلعه من قلاع اليمن الصامدة في وجه اطماع الخارج ومخططاته ، اليوم ابناء هذه المحافظة بكافة قبائلهم وشرائحهم ومكوناتهم وفئاتهم يرسلون للعالم رسالة التعبير عن رأيهم في الرفض القاطع للتدخل الخارجي وذلك عبر الاعتصام السلمي لابناء محافظة المهرة والذي شاهده العالم أجمع وأشاد به الجميع وبذلك عبرت المهرة عن صمود اليمنين ورغبتهم في التخلص من العدوان الخارجي وهيمنته .
مشاركة: