أحمد بلحاف
سنة من الفشل السعودي في المهرة
[ الثلاثاء, 13 نوفمبر, 2018 ]
في مثل هذا اليوم 12نوفمبر من العام الماضي2017م دخلت القوات السعودية متسللة تحت جنح الظلام الى محافظة المهرة وفي هذه اللحظات يكون على تواجدها مرت سنة ومن خلالها عرف ابناء محافظة المهرة حقيقة النظام الذي يحكم الجوار الشمالي .
سنة من دعم المليشيات المسلحة وتمكين خريجي السجون والضعفاء على رأس هرم السلطة ودعم المتطرفين في مدن محافظة المهرة وبث الرعب بين الاطفال والنساء في الاودية والقرى من خلال تحليق المروحيات التي كشفت الحقيقة اكثر حين توارت في وقت الشدة ورفض انقاذ المواطنين العالقين في السيول وعلى اسطح منازلهم وقت اعصار لُبان .
ان الذين ادركوا حقيقة خطر التواجد السعودي على السيادة اليمنية والهوية المهرية وثروات الارض منذ الساعات الاولى وقفوا بشموخ رافضين دخول القوات السعودية العسكرية الى محافظة المهرة .. ومع مرور الايام والاسابيع والاشهر فهم الجميع ما المقصد والاهداف من هذا التواجد غير المبرر واصبح الكل يهتف برحيل القوة السعودية من محافظة المهرة ، وكانت الاعتصامات السلمية ولجنتها التنظيمية خير وسيلة للتعبير عن هذا الرفض المبرر.
وفي هذه السنة وجدت القوات السعودية نفسها امام الارادة الشعبية خاضعة لتوقع اتفاق مستحضرة في نواياها الغدر والالتفاف على ما تم التوقيع علية وبالفعل خانت الاتفاق ، ومع كل ذلك ان التوقيع يعتبر اعتراف صريح من الجانب السعودي انه محتل للمطار والميناء والعمل بعشوائية دون اي تنسيق مع السلطات الشرعية واهالي المناطق والقرى او مراعاة المصالح العامة بالمحافظة وذلك بموجب مطالب المعتصمين .
تزامن دخول القوات السعودية مع جلبهم لمن يطلقون عليه لقب محافظ ويعرفه الشعب بمراسل او تلميذ المطار والبعض الاخر يعرفه بالشيطان الأملس نظرا لخبثة وحقدة رغم محاولته تنفيذ وعود قطعها على السعودية الا انه فشل نظرا لضعفه وعدم قدرته وكونه لم يتدرج في السلك الاداري لدولة غير تنقله في سجون عدة دول بقضايا نصب وفساد وهذا معروف لدى الجميع رغم محاولته على محو ذلك بضخ ايرادات المحافظة على المطبلين الا انه لازال في دوامة السمعة السيئة .
احداث كثيرة شهدتها المحافظة في فترة سنة على التواجد السعودي في المحافظة ابتداءً بمظاهرات رفض دخول القوات السعودية الى المطار ومظاهرات قشن الرافضة تواجد العناصر المتطرفة فيها وصولا الى الاعتصامات السلمية التي تصدرت المشهد العربي واهتمامات كثير من دول العالم ، وايدته اراء وكتابات وتقارير صحفية وحقوقية .
وفي الذكرى الاولى و التي اسميها ذكرى الرفض الشعبي للاحتلال السعودي زرت بعض مناطق محافظة المهرة في الساحل واخرى في الصحراء - بعد غياب طويل عن المحافظة و العيش في المهجر او الاغتراب هو ضريبة قولنا للحقيقة ودفاعنا عن حرية الكلمة في حقبة او مرحلة وأد الحقيقة ابرز اهتماماتها - لا شيء اجمل من ان تتنفس الوطن و يحتضنك شعوره اتجاهك ان تتحمل مسؤلية الدفاع عنه .
ان الحياة الاقتصادية في هذه السنة في تدهور غير مسبوق والعبث بايرادات المحافظة وتوزيعها على الاقارب والفاسدين هو العمل الذي ينفذه الشيطان الاملس او تلميذ المطار ، التلاعب باسعار المشتقات النفطية وخلق ازمات وافتعالها لخدمة اجندة خاصة وانهاك المواطن ايضا فساد لا يُخفى على احد ، اما عن الوضع الأمني فلايوجد هناك اي امن غير مليشيات من خارج المحافظة وجندي معين من قبل السعودين لادارة الأمن وهو لايجيد حتى التحية العسكرية او كتابة جملة مفيدة !! ، والجنود السعودين ينتشرون في المعسكرات المنتشرة وتحديدا على السواحل بكثرة دون اي غطاء شرعي او قانوني وهذا الامر الذي دفع بالمواطنين الرفض والمطالبة برحيلهم اضافة الى ان تلك المعسكرات تعمل على منع الصيادين ومضايقة المواطنين في مصادر عيشهم وفي طرقهم ومصالحهم اليومية ، وهناك في الصحراء وقفت على تلك الرمال الذهبية التي لم ارى فيها غير النقاء والطهارة وشموخ ابنائها و الى جوارهم ابلهم التي ترتعي في المروج الخضراء التي تغطي معظم المناطق الصحرواية حاليا حيث انهم يعتبروا ان الامطار هي رحمة من الله ولطفهِ بهم حيث ان ذلك يساعدهم كثيرا في غذاء حيواناتهم ووفرة حليبها وتكاثرها ، وان الارادة عندهم في حماية سيادة بلدهم يرون انها الدفاع عن كرامتهم وحقهم في هذه الحياة .
مرت سنة وحسب الخطة السعودية يراد لكل شيء جميل بالمهرة ان ينتهي ، وبالفعل ان البنية التحتية بالمحافظة تم تدميرها وتهميش كل مؤسسات الدولة واستبداله بالمليشيات والمطبلين ، والمشاريع محرد وهم وهي ليس اكثر من منشور على الفيس بوك او تغريدة على تويتر او رسالة واتساب تُقراء على القناة الاخبارية السعودية ويروج لها الاتباع ذو الدفع المسبق ، المواطنين يشكون ظلم الادوات التي جلبتها السعودية للتحكم بادارة المحافظة حتى المعونات الانسانية والخيرية للمتضررين من اعصار لُبان تم سرقتها وتوزيعها على الاقارب وحرمان المستحقين الاستفادة منها ، كل شيء يُنهب وكل شيء يسرق ويوزع على الاقارب والمطبلين وشراء الذمم ، فساد مالي واداري واخلاقي وظلم لم تشهده محافظة المهرة من قبل الا في بعض من سنين سبعينيات القرن الماضي .
مرت سنة ووجد ابناء محافظة المهرة انفسهم امام مرحلة اما ان يكونوا او لا يكونوا .. فكانوا واثبتوا للعالم أجمع وجودهم و انهم الرقم الصعب في المعادلة وليس من السهل مصادرة حقوقهم او طمس هويتهم وثقافتهم وانهم شريان اليمن النابض بالحياة .
هكذا يرى ابناء محافظة المهرة ان رحيل القوات السعودية مطلب لا رجعة فيه وان محافظتهم الآمنة لا تحتاج الى هذا الكم الهائل من العتاد العسكري والجنود والمعسكرات والرسالة واضحة لمن سيتولى الادارة السعودية بدلا للحالية وان الانسحاب طيب اذا ما ارادت ان تحافظ على العلاقات الاخوية والمصالح المشتركة .
مشاركة: