الرئيسية > ترجمات
موقع هندي: " فرق تسد" سياسة السعودية لإضعاف اليمنيين ( ترجمة- خاصة)
المهرة بوست - ترجمة خاصة
[ الخميس, 28 فبراير, 2019 - 12:53 صباحاً ]
سلط موقع هندي الضوء على السياسية السعودية في حرب اليمن، وكيف تحولت المملكة من داعم للحوثيون في الماضي الى مناوئ لهم في الحرب التي تدور رحاها منذ اربع سنوات .
وقال موقع " وورد إ ز ون " الهندي أن السعودية تشكل تهديدا على اليمن منذ فترة طويلة، نتيجة لانتهاجها لسياسة فرق تسد التي تسعى من خلالها الى اضعاف اليمن ككل.
وأشار الموقع الذي يهتم بتحليل القضايا العالمية ان هذا التهديد يتجاوز حاليا الدعم الإيراني للحوثيين، مضيفا ان المشاكل الحقيقية بدأت في المملكة العربية السعودية في وقت سابق نتيجة لسلوكها في حرب اليمن.
ويشير المقال الذي كتبه جيمس م. دورسي و ترجمة " المهرة بوست "، أن المواقف السعودية تغيرت تجاه الحوثيين عن طريق الحملة التي تقودها السعودية للترويج لمعاداة الشيعة، والتي ساهمت في تمهيد الطريق أمام الأزمة الحالية في اليمن.
وذكر الكاتب انه منذ نصف قرن فقط ، كان الحوثيون جزءًا من جهد سعودي لمواجهة القومية العربية، لافتا الى تعاون السعوديون والإسرائيليون بالفعل مع الطائرات العسكرية الإسرائيلية التي كانت تسقط أسلحة للمتمردين المدعومين من السعودية، بما في ذلك الحوثيين إلى أن تسارعت وتيرة تدهور العلاقات بين السعودية والحوثي مباشرة بعد هذا التحول إلى هذا القرن عندما مول السعوديون افتتاح مركز سلفي على ضواحي العاصمة الحوثية صعدة .
وبحسب الموقع لم يشكل ذلك المركز تحديًا للحوثيين فحسب بل أيضًا لسلطة قيادة الحوثيين، فقد نجح في جذب الشباب المحرومين اجتماعيًا وكذلك الشباب الذين اجتذبتهم مساواة السلفية، واستاءوا من قوه الجيل الأكبر سنا، ورأت الإسلام المتدين كوسيلة لتحدي التسلسل الهرمي التقليدي.
ويشير الموقع إلى أن الخوف من التعدي الوهابي/السلفي أدى إلى تأجيج المعركة المسلحة التي قام بها الحوثيون ضد حكومة الرئيس آنذاك علي عبد الله صالح، وخليفته المدعوم من السعودية عبد ربة منصور هادي، وأدى كذلك الى تدخل السعوديون عسكريا في اليمن في 2015 آذار/مارس.
وأفاد الكاتب أن قياده الحوثيين والزيديين الشيعة الذين لديهم ممارسات أقرب إلى طقوس المسلمين السنه لجأت إلى إيران لمواجهه هذا التهديد في البداية للحصول علي الدعم في التعليم الديني، وهو تطور اغضب المملكة بشكل أكبر، وارسي الأساس للحرب التي دمرت بلدا التي تصنف بالفعل باعتبارها واحده من أفقر الدول في العالم.
ويلفت المقال إلى ان التدخل السعودي كان أكثر من مجرد مواجهه وكيل إيراني علي أعتابه، وكانت نتيجته دفع الحوثيين والإيرانيين إلى الاقتراب من بعضهم البعض، مضيفا بأن الحوثيين لا يزالون يشكلون فرصة في التنافس السعودي الإيراني الأوسع نطاقاً وليس هدفاً استراتيجياً للإيرانيين.
ويشير الموقع إلى ان السعوديون يعملون على نظرية " فرلندنج " لكارل ماركس، التي تقول يجب أن تسوء الأمور لتصبح أفضل، وهذا هو جزء من خلفية التدخل العسكري المتعثر في اليمن، وهو تهويل إيران لأن التهديد الحقيقي المنبعث من اليمن يخدم هدف السعوديين.
ويضيف الكاتب: " على الرغم من مليارات الدولارات التي تجنيها المملكة من صادرات النفط و قدرتها علي الاستثمار في الخارج والفرص الاستثمارية التي تخلقها في المملكة نفسها، لكن حقيقة الأمر هي ان مستقبل المملكة العربية السعودية علي المدى الطويل ليس الهيمنة الإقليمية.
وأشار الى ان القيادة الإقليمية للسعودية -حتى لو شوهت في اليمن من الناحية العسكرية والسمعة-، فإنها تسعى إلى استغلال الفرصة المتاحة بدلا من الاعتماد علي الأصول والقوة اللازمة للحفاظ عليها.
.
ويرى الموقع أن مصلحة المملكة العربية السعودية هي تمديد الفرصة السانحة لها لأطول فترة ممكنة، وهذه الفرصة موجودة ما دامت القوي الإقليمية الواضحة-إيران وتركيا ومصر-بدرجات متفاوتة من السوء.
ووفق الموقع فإن ذلك هو ما يلدغ، فإيران قد لا تكون عربيه وتحافظ علي إحساس بالتفوق الفارسي، ولكن لديها مثل تركيا ومصر الأصول التي تفتقر إليها المملكة العربية السعودية: وهي قاعده سكانية كبيره، وقاعده صناعيه، وسوق محليه ضخمه ،وعسكر ذو قدرات قتاليه عالية ، وثقافة عميقة الجذور، وتاريخ الإمبراطورية والجغرافيا التي تجعلها في مفترق طرق، عندئذ لن تكون مكة المكرمة والمال قادره علي المنافسة.
وأضاف الكاتب بأن النظام الإسلامي جاء إلى السلطة في ثوره سبقت الانتفاضات العربية 2011 ب32 سنه، وعلاوة علي ذلك، أطاحت الثورة الإيرانية بملك وليس رئيسا ورمزا للسلطة الأمريكية في الشرق الأوسط.
bilques alabarah:
وأشار بأن الأهم من ذلك، إذا تجاهل المرء العقوبات التي فرضتها إيران، فإن إيران بدلاً من السعودية هي التي ستشكل بنية الطاقة المستقبلية لأوراسيا، فالنفط يتضائل الطلب عليه، وإذا كان المستقبل على المدى الطويل هو مصادر الطاقة المتجددة، فان الأمد المتوسط سيتشكل بالغاز، وإيران لديها غاز، أما المملكة العربية السعودية لا، وبغض النظر عن العقوبات، ستتاح لإيران في السنوات الخمس القادمة توفير 24.6 مليار متر مكعب للتصدير السنوي للأنابيب.
وتسائل الموقع عن مغزى تدخل السعودية في اليمن إذا كانت لا تستطيع القضاء على إيران ، التي تشكل تهديداً وجودياً لحكم عائلة آل سعود ،حتى مع دعم الولايات المتحدة ، فإن السؤال هو ما هو هدف السعودية في اليمن وكذلك في تنافسها الأوسع. مع ايران.
ويقول الموقع أن هناك من يجادل بشكل متماسك أن هدف المملكة العربية السعودية في اليمن ربما كان في البداية هو دحر تقدم الحوثيين واحتلالهم للعاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء كبيرة من اليمن، وتدمير القوه الحوثية وفرض واقع كانوا سيضطرون فيه إلى قبول نهاية الحرب التي تمليها السعودية.
ورجح الكاتب انه بعد اربع سنوات من الحرب من المتصور ان المملكة العربية السعودية بدون النصر التام سترغب في الحفاظ علي اليمن ضعيفا، وأن بقاء الحوثيين عسكريا في موقف دفاعي قد يكون قصيرا، وهذا في افضل الأحوال على المدى القصير.
ويجد الكاتب أن محادثات السلام التي توسطت فيها الأمم المتحدة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إنهاء الحرب، لكن المشكلة ستكون في حقبه ما بعد الحرب التي ستشكل تهديدا أكبر وأكثر واقعيه.
ولفت الموقع الى أن اليمن كانت للكثير من تاريخ الحرب العالمية الثانية حدثا ثانويا للمجتمع الدولي، ومع ذلك ، فان ما سيمثله اليمن في فتره ما بعد الحرب هو بلد مدمر تحتاج اليه إلى حد كبير ان يعاد بناؤه من الصفر ، وهي دولة عانى سكانها المتضررون من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، وسوف يحتاجون إلى كل ما يلزم من رعاية لاحقة.
ويختم الكاتب مقالة بالقول "ليس هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بان المستثمرين والحكومات التي لديها حزم مساعدات ضخمه وعروض لأعاده الاعمار سيطرقون أبواب اليمن، وكما هو الشأن في سوريا وليبيا، فان الخطر هو ظهور جيل ليس لديه ما يتطلع اليه ولا شيء يخسره، وفي اليمن ، من المرجح ان يشعر هذا الجيل بالاستياء الشديد مما فعلت المملكة العربية السعودية ببلدة.
مشاركة الخبر: