الرئيسية > ترجمات
جست سيكورتي: هذا ما يجعل الحرب في اليمن عصية على الحل ( ترجمة خاصة)
المهرة بوست - ترجمة خاصة
[ الأحد, 25 نوفمبر, 2018 - 11:14 مساءً ]
ظهر يوم الثلاثاء، أصدر الرئيس دونالد ترامب بيانا حول وفاة جمال خاشقجي، مشيرا إلى أن السعودية ستنسحب بكل سرور من اليمن إذا وافق الإيرانيون على الرحيل"، كما زعم ترامب أن إيران "مسؤولة" عن "حرب دموية بالوكالة " في اليمن.
وهي لهجه غير مستنيرة من رئيس بشكل منقطع النظير، فلا أحد لديه أيد نظيفة في اليمن، لا إيران ولا المملكة العربية السعودية، ولا الإمارات العربية المتحدة، أو الحوثيين، أو الحكومة اليمنية المنفي معظمها، . ولا حتى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من المتفرجين الأبرياء، وعندما يتعلق الأمر "بأسوأ أزمة إنسانية في العالم"، فهناك الكثير من اللوم للجميع.
لكن ما هو دور إيران بالضبط في اليمن؟ هل هذا هو ما يقترحه ترامب العبد الشرير، وهو السيطرة على الحوثيين كقوة بديلة، أم أن شيء آخر يحدث؟ للوصول إلى حقيقة ما يحدث على أرض الواقع في اليمن، من المفيد النظر إلى التاريخ الحديث وتتبع علاقة إيران المتطورة مع الحوثيين.
لكم يكن ترمب اول رئيس يصف الحوثيين بوكلاء ايران، وبالعودة الى يونيو 2004، قام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بنفس الشيء، وفي ذلك الوقت، كان صالح يحاول ربط مشاكله الداخلية بمخاوف دولية أكبر، أملاً في اللعب على المخاوف الأمريكية والسعودية من التدخل الإيراني في شبه الجزيرة العربية.
المشكلة الوحيدة بالنسبة لصالح هي انه لم يصدقه أحد-وهو محق في ذلك، وكان الحوثيون مجموعه محليه ذات مظالم محليه، وحتى في 2009وبعد خمسه حروب منفصلة للحوثيين في اليمن، قالت السفارة الأمريكية ان هناك "أدله قليله" تدعم ادعاء صالح، كان السعوديون متشككين بالمثل، وقاموا بإخبار شيخًا محليا حينها بإنهم يعرفون أن صالح يكذب بشأن إيران، وأنه لا يوجد شيء يمكنهم فعله حيال ذلك الآن".
ولكن 2009 كان العام الذي بدأت فيه الأمور تتغير، حيث بدأت المملكة العربية السعودية حرب الحوثيين في اليمن، واتخذت ايران من ذلك إيران فرصه سانحه للإضرار بمنافسها الإقليمي، وعلي مدي السنوات التسع الماضية، انتقلت علاقة إيران مع الحوثيين من الانجذاب إلى التحالف، حيث تحولت مخاوف السعودية من النفوذ الإيراني في اليمن إلى نبوءة تحققت بالفعل.
وكلما كانت تحاول المملكة العربية السعودية محاربة إيران في اليمن تصبح إيران متورطة في اليمن بشكل اكبر وكلما انسحب الحوثيين إلى فلك طهران.
ما يلي هو رسم لتاريخ تلك العلاقة المتطورة وكيف جاء التحالف الحوثي والإيراني، من خلال الفهم الحقيقي لهذه الديناميكيات، يمكن لصانعي السياسة والجمهور البدء في إيجاد الطريق الأفضل للتقدم في اليمن وفي العلاقات الأمريكية السعودية.
.
الجذب: 2009 - م2011
في تشرين الثاني/نوفمبر 2009، وفي خضم الحرب المحلية السادسة التي شنها الحوثيون في اليمن ، عبر مجموعه من المقاتلين الحوثيين إلى المملكة العربية السعودية، وكان هدفهم هو السيطرة علي بعض الأراضي المرتفعة داخل المملكة العربية السعودية، والتي قالوا ان الجيش اليمني يستخدمها لتطويقهم، ولكن بينما كان المقاتلون يعبرون الحدود صادفوا دوريه سعودية، وفي المعركة المسلحة التي تلت ذلك، قتل أحد الحراس السعوديين وجرح آخر وتوفي بعد ذلك.
هذا الصدام الصغير، الذي تلاه بسرعة عدد أكبر من الصدامات، مثل بداية تدويل الصراع الحوثي، وخلال الأسابيع التي تلته، انغمست المملكة العربية السعودية أكثر في الحرب، وعلى بعد أكثر من ألف ميل، لاحظت إيران ذلك.
وهناك القليل من الأدلة التي تشير إلى أن إيران كانت تدعم الحوثيين أو تزودهم قبل عام 2009، ولكن بعد تورط المملكة العربية السعودية في القتال، بدأت إيران في وضع الأساس للتعاون المستقبلي مع الحوثيين، ومن بين الخطوات التي اتخذتها، ووفقا لما ذكره مقال نشره مؤخرا مايكل نايتس، فقد تم وضع "سفينة إيرانية لجمع المعلومات الاستخباراتية في البحر الأحمر قبالة سواحل اليمن.
المساعدة: 2011 – 2014
لكن وفي أعقاب احتجاجات الربيع العربي في عام 2011، عندما انحازت المملكة العربية السعودية إلى النظام في مصر وأرسلت قوات إلى البحرين، بدأت إيران في تقديم المساعدات والمساعدة للحوثيين.
بدأ الأمر صغيرا وبحسب تقرير لنييورك تايمز فقد جاءت المساعدة بدون قيد او شرط، وفي أيلول/سبتمبر 2011 ومره أخرى في 2012 كانون الثاني/يناير، قامت إيران بنقل عدد من النشطاء اليمنيين، بمن فيهم الجنوبيون وغيرهم من الحوثيين، إلى طهران لعقد مؤتمر حيث تلقي المشاركون التمويل والتشجيع لمواصلة الاحتجاج.
استقال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بعد شهر من المؤتمر الثاني، في 2012 فبراير/شباط، مقابل الحصانة، وتراجع الحوثيون ببطء إلى محافظه صعدة، كانت الحكومة اليمنية الجديدة ضعيفة وغير منظمة، ولم يكن لدي الحوثيين سوي القليل من المتاعب في أقامه دولتهم الصغيرة في صعده. وذلك عندما بدأت الأسلحة الإيرانية تظهر.
في البداية كان معظمها من الأسلحة الصغيرة والمتفجرات، لكن في 2013 كانون الثاني/يناير، استقلت عمليه مشتركه بين اليمن والولايات الأمريكية سفينة خشبيه بطول 130 قدم تدعي جيهان-1. وكان علي متن الطائرة الكثير من الأسلحة الصغيرة والمتفجرات ولكن أيضا إيرانية الصنع بما في ذلك نظارات الرؤية الليلية وصواريخ ارض-جو.
وبعد ذلك بعام، ومع انهيار الحكومة اليمنية، بدا الحوثيون يضغطون من أجل المزيد، وخرجوا من صعده وفي ذات الصيف تجاوزوا القاعدة العسكرية في محافظه عمران المجاورة، وفي أواخر سبتمبر/أيلول ، كانوا قد أخذوا العاصمة اليمنية صنعاء، وفي نهاية المطاف، وضع الحوثيون الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تحت الإقامة الجبرية في ما يرقي إلى الانقلاب، وفي وقت لاحق هرب هادي، وشق طريقه إلى السعودية، وطلب مساعده عسكريه خارجيه لمساعدته علي استعاده صنعاء.
التحالف: من عام 2015 حتى الآن.
كانت المملكة قد استجابت لدعوة هادي في 26 مارس 2015 وقامت بإطلاق عاصفة الحزم، التي تدعمها أسلحه أمريكية وبريطانية وفرنسية ودعم لوجستي كبير من الولايات الأمريكية، وكلما دخلت المملكة العربية السعودية الأكثر عمقا، بتحالفها مع الدول الأفريقية وبلدان الشرق الأوسط ، الحرب في اليمن، كلما ردت إيران بتهريب أسلحه متطورة بشكل متزايد إلى الحوثيين، وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2016، ضبطت شحنه من الطائرات المسيرة في محافظه مارب اليمنية، وقالت أبحاث تسلح النزاعات، التي فحصت الطائرات بدون طيار ، انها علي الأرجح من صنع إيراني.
وبعد بضعة أشهر، كان هناك "زورقًا بدون طيار"، وبدا أيضًا أنه من أصل إيراني، بعد ذلك، في صيف عام 2017، وجدت الصواريخ البالستية، التي يتم تفكيكها، و تهريبها إلى اليمن، وإعادة لحامها، ثم إطلاقها في المملكة العربية السعودية.
لا تملك إيران الآن ولن تملك أبداً القيادة والسيطرة على الحوثيين، الحوثيون حليف إيراني، وليس وكيلاً إيرانياً، وما بدأ كاهتمام إيراني بالحوثيين نما إلى تحالف كامل قائم على أهداف مشتركة وعدو مشترك، وهذه هي الحقيقة التي تجعل من الصعب حل الحرب في اليمن، وخلافا للسنوات الماضية، فان إيران لديها الآن مصلحه في البقاء السياسي للحوثيين وكذلك في قدرتها علي ابراز قوتها في جميع انحاء شبه الجزيرة العربية.
ليس هناك حلا عسكريا للصراع في اليمن، وقد قال فريق الخبراء المعني باليمن التابع لمجلس الأمن الدولي بالمثل ، وكذلك الولايات المتحدة ووزارات الدفاع.
ان بيان الرئيس ترامب يوم الثلاثاء يجعل التوصل إلى تسويه سياسيه أكثر صعوبة بكثير، ومن خلال رسم الحرب في اليمن بالأسود والأبيض-الأبرياء والمجرمين-فإن ذلك يوفر غطاء للقتال المستمر، ولدى اليمن ما يكفيها من ذلك ، وما يحتاجه الآن هو الضغط الدولي المتواصل والمنسق علي جميع الأطراف لتقديم التنازلات الصعبة من أجل السلام.
مشاركة الخبر: