الرئيسية > ترجمات
ميدل إيست آي : لماذا تحاول السعودية محو تاريخ اليمن؟ (ترجمة خاصة)
المهرة بوست - ترجمة خاصة
[ الجمعة, 23 نوفمبر, 2018 - 07:13 مساءً ]
لماذا كان من الضروري تدمير البلاد وإعادتها إلى العصر الحجري واستهداف مدنييها من قبل التحالف، بهذا التساؤل استهلت الكاتبة غادة كريمي مقالا لها بموقع ميدل ايست آي بعنوان "كيف تحاول المملكة العربية السعودية محو تاريخ اليمن.
تقول الكاتبة الفلسطينية انه وبعد اقتراب الحرب التي تقودها السعودية على اليمن من بلوغ عامها الرابع لم تنتج سوى التدمير التدريجي للبلاد والشعب .
وفي المقال الذي ترجمه " المهرة بوست " تشدد كريمي بان المعركة ظاهريا، يتم خوضها لاستعادة حكم الرئيس المخلوع في اليمن، عبد ربه منصور هادي، الذي فر إلى المملكة العربية السعودية في أعقاب استيلاء الحوثي عام 2014 على صنعاء، و إحباط خطة إيران المزعومة لنشر سيطرتها في جميع أنحاء اليمن باستخدام المتمردين الحوثيين كوكلاء.
لكن الشراسة العشوائية بحسب الكاتبة لهجوم التحالف على اليمن لا يمكن تفسيرها من خلال هذه الدوافع المزعومة، وللإجابة عن التساؤل الذي طرحته في مستهل حديثها تذكر بانه، يجب أن نفهم التاريخ العربي والمكانة السعودية الصغيرة فيه.
حضارات مزدهرة
تلفت الكاتبة الى انه وفي العصور القديمة، كانت اليمن موطنًا للعديد من الحضارات المزدهرة، وقد تطورت هنا ست ممالك على الأقل من القرن الثاني عشر قبل الميلاد، ومقرها في معين، وقتبان ، وحضرموت، وأوسان، وسبأ، وحمير.
كانت مملكة سبأ هي الأبرز، التي استمرت 11 قرنا وكانت واحدة من أهم الحضارات في الشرق الأدنى.
وقد تم ذكر مملكة سبأ في القرآن، وكانت عاصمتها مأرب، حيث بنى السبأيئون سدًا كبيرًا كان أعجوبة الهندسة القديمة. وطوروا نظام ري متقدم من خلال شبكات القنوات وثروة من الأراضي الزراعية. .
وبحلول 700 ق.م، انتشر حكم السبأئيون في معظم جنوب شبه الجزيرة العربية،و كانت الحضارة الرائعة التي أنشأوها مبنية على تجارة التوابل في البخور والمر، والتي توسعت من خلال شبكات التداول التي وصلت إلى الصين والهند والشرق الأدنى.
لتسهيل تجارتهم، قام السبأئيون ببناء سلسلة من المستعمرات على طريق البحر الأحمر إلى الشرق الأدنى، وكانوا يتحكمون في مخرج باب المندب إلى المحيط الهندي والقرن الأفريقي، و قد تم العثور على آثار الفن والهندسة المعمارية السبئية في أماكن بعيدة مثل شمال إثيوبيا.
تتابع الكاتبة: ومع ظهور الإسلام، لعبت القبائل اليمنية دورا رئيسيا في الفتوحات العربية لمصر والعراق وبلاد فارس وبلاد الشام، وفي القرن الثالث عشر، كان اليمن يتمتع بثقافة إسلامية مزدهرة ، إلى جانب العديد من المدارس الدينية ومراكز التعلم الإسلامي.
تزامن ذلك مع تطوير بنية مميزة تعتمد بشكل شبه كلي على مواد البناء المحلية، الفريدة في المنطقة العربية، وتعتبر مدينة صنعاء القديمة التي يرجع تاريخها إلى القرن المسيحي الأول، مثال ساطع لذلك.
جذور تاريخية
وعلي النقيض من هذه الإنجازات الأسطورية اليمنية، فان شمال الجزيرة العربية، التي يشكل معظمها المملكة العربية السعودية الحديثة، كان يجب ان تقدم ما يمكن مقارنته بذلك عن بعد .
إلا أنه حتى وصول الإسلام في القرن السابع، كان هذا الجزء من الجزيرة العربية يحكمه عادة زعماء القبائل، ومعظمهم معزول وغامض، وبالتالي لا يمكنه أبدا أن ينافس ممالك اليمن.
حتى بعد الإسلام، لم يتم إنشاء روعة الحضارة الإسلامية في شمال الجزيرة العربية.
تتابع كاتبة المقال "على الرغم من كون مبانيها حديثه في شكلها الحالي ، الا ان اليمن لها جذور تاريخية، اما المملكة العربية فقد تم إنشاؤها حديثا عندما تأسست في الثلاثينات فقط من القرن الماضي، وقد أنشأت الإمارات العربية المتحدة، شريكتها في التحالف في الحرب، مؤخرًا في عام 1971.
وعلقت بالقول "لديهم القليل من التاريخ أو المظاهر الثقافية التي لا يمكن مقارنتها بالحضارات التي دمرتها بالحرب. مضيفة بأن تدمير عائله سعود الوهابية للمباني والمقابر والآثار التاريخية في مكة المكرمة والمدينة المنورة يشكل سابقه خطيره لما يحدث في اليمن.
ضرر لا يمكن إصلاحه
وترى الكاتبة بأن الأضرار المادية التي لحقت بالبنية التحتية في اليمن - مدارسها ومستشفياتها وأسواقها - شديدة، لكنها على الأقل يمكن إعادة بنائها في وقت سلام، ولا يمكن قول الشيء نفسه عن الضرر الذي لا يمكن إصلاحه في المباني التاريخية لليمن.
وقد وثَّقت اليونسكو الآثار المدمرة للحرب على مدينة صنعاء القديمة، ومساجدها، وحماماتها، وبيوتها المبنية من الطوب اللبن بنوافذها المميزة ، المقوسة ، ذات إطارات الجبس.
وذكرت بعض المباني التي نالها الخراب كما في مدينة صعدة القديمة، وسد مأرب القديم، ومدينة براقش التاريخية ، ومقابر حضرموت القديمة التي لا يمكن تعويضها. هذه الخسائر دائمة
وخلصت الى ان تقصي هذه الدرجة غير المتكافئة من الموت والدما، يجعل المرء يتساءل ما إذا كان الدافع الحقيقي للحرب اليمنية، هو حسد عميق لعظمة مكان هذه الدولة في التاريخ البشري، وذا كان الأمر كذلك، فإن قصف اليمن من الوجود لن يحذف ماضيها المجيد، ولن يعط المملكة العربية السعودية ما لم يكن لديها.
مشاركة الخبر: