الرئيسية > ترجمات
ميدل إيست آي: الخمور السامه تفتك بالمواطنين في عدن، والإمارات تغض الطرف عن التجار (ترجمة خاصة)
المهرة بوست - ترجمة خاصة
[ الثلاثاء, 30 أكتوبر, 2018 - 07:25 مساءً ]
سلط موقع "ميدل إيست آي" الضوء على حادثة مقتل عشرات المواطنين في عدن نتيجة تعاطيهم الكحول المصنوع محليا، والتي تدفقت عبر المدينة منذ أن أصبحت تحت سيطرة القوات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة.
وقال الموقع البريطاني في تقرير "ترجمة "المهرة بوست" أن مدينة عدن الساحلية صعقت بموجة من الوفيات نتيجة تعاطي خمور سامه ذكرت وسائل الإعلام المحلية أنها تحتوي على مواد قاتلة مثل الكيروسين، متسببة في مقتل 20 شخصًا على الأقل، من بينهم تمباكي -وهو شخصية معروفة في المدينة-، بينما كان عشرات الأشخاص الآخرين في حالة خطيرة.
ونقل التقرير عن طبيب في مكتب الصحة في عدن رفض الكشف عن هويته لدواع أمنية : "خلال الأسبوع الماضي، وصل العشرات إلى مستشفيات عدن ممن كانوا يعانون من آثار الخمور المسمومة، وتوفي ما لا يقل عن 20 في المستشفيات وتوفي آخرون في منازلهم".
وأضاف "هناك المزيد من الحالات التي لا زالت تأتي، وهناك آخرون جاءوا إلى المستشفيات من قبل، لكن أكثرهم وصل في الأسبوع الماضي.
وأوضح "إن معظم المرضى الذين عانوا من آثار الخمور السامة وصلوا إلى المستشفيات في حالة رهيبة، ومات الكثير منهم، لأن الأطباء لم يتمكنوا من المساعدة".
خلال فترة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بين عامي 1967 و 1990م، كان يتم إنتاج الكحول واستهلاكه بشكل قانوني في جميع أنحاء الجنوب، وعندما أعيد توحيد اليمن في عام 1990، تبنت البلاد دستورًا يستند إلى الشريعة الإسلامية، وأُغلقت جميع مصانع الكحول وحظرت تجارة المشروبات الكحولية.
وأشار التقرير الى أنه على الرغم من بيع الكحول في بعض المنشآت المحددة في عدن، فإن أولئك الذين شربوا كانوا يميلون إلى القيام بذلك سراً وبعيداً عن أعين السلطات، إلا أنه في السنوات الثلاث الماضية زادت تجارة المشروبات الكحولية.
وأضاف طبيب مكتب الصحة بعدن "كثير من الشبان مدمنون على النبيذ ولا يمكنهم شراء نبيذ عالي الجودة أو استيراده بسبب أسعاره باهظة الثمن لذا يلجئون لشراء الخمور المحلية التي قد تؤدي إلى الوفاة".
وقال "آمل أن تلاحق السلطات في عدن تجار النبيذ وتعاقبهم لأنهم يقتلون مستقبل عدن والبلد بأسره.
الخمر أو الموت
يقول غمدان، وهو صيدلاني في مدينة عدن، إن العديد من الشباب يأتون إلى صيدليته كل يوم وهم يريدون شراء "الإسبرت"، وهو سائل طبي يحتوي على إيثانول يستخدمه الأطباء بشكل خاص لعلاج الإصابات.
وأضاف لـ "ميدل ايست آي": "لا يمكننا فتح الصيدلية بعد الساعة 9:00 مساءً، لأن الرجال المسلحين يأتون لشراء المشروب بالقوة ويقومون بتعاطيه لأنه نوع من أنواع الكحول، وهدد بعض الناس بقتلي إذا لم أعطيهم زجاجة الكحول هذه، لذلك لم يكن لدي أي خيار سوى أن أعطيها لهم، إذا قاومتهم، فلا يوجد أحد يحميني".
وأكد نائب شرطة عدن في منطقة صيره، سهيل اسكندر، أن فريقه قد رفع تقريرا مع شرطة عدن وبدأ تحقيقا جنائيا في الخمور الخطرة.
وقال اسكندر لموقع وزارة الداخلية على الأنترنت يوم الاربعاء "حققت الشرطة مع أقارب وأصدقاء الأشخاص المسمومين في منطقة صيره يوم الخميس وكشفت النتائج أن جميع الأشخاص المسمومين كانوا مدمنين الكحول".
وأضاف "على الفور، قامت الشرطة بالبحث عن بائع الخمور المسمومة، لكننا فوجئنا بمعرفة أن التاجر توفي في نفس اليوم".
وأصدر المدعي العام علي الأعوش توجيهًا لرئيس نيابة الإستئناف في عدن بالتحقيق في واقعة وفاة عدد من المواطنين إثر تناولهم مادة مجهولة وتكليف وكيل النيابة المختص بالانتقال الى المستشفى وسماع أقول المصابين بحسب صحيفة "عدن الغد".
واتهم سكان عدن الأجهزة الأمنية بالتواطؤ في تجارة النبيذ في المدينة، وبحسب إفادة هشام، أحد سكان عدن لـ "ميدل ايست آي" لا تريد الشرطة حرب تجارة النبيذ، لكنها تريد محاربة تجارة الخمور المسمومة".
وأضاف "يمكن لأي شخص الذهاب إلى صيره والعثور على تجار النبيذ المنتشرين في المنطقة، ولا شك أن الشرطة تعرفهم جيداً، لكنهم لا يحاربونهم لأنهم يعتقدون أن هذا نوع من الحرية".
وينص القانون اليمني على أنه "يجب أن يخضع أي مسلم بالغ يشرب الخمر إلى 80 جلدة كعقاب ويجب أن يتعرض التاجر للسجن لمدة لا تزيد عن ثلاث سنوات".
لكن السلطات لم تعتقل حتى الآن أي مشبوه وراء بيع الخمور السامة، حتى مع استمرار وصول الحالات الحرجة إلى مستشفيات عدن.
سكان يوجهون الاتهام للإمارات بدعم الفساد الأخلاقي في المدينة
وأعرب سكان محافظة عدن عن قلقهم من انتشار الكحول وغيرها من الممارسات في مدينتهم التي يرون أنها تتعارض مع الشريعة الإسلامية.
وقال عقلان زريقي وهو مدرس في عدن أن "مستنقع الفساد الإخلاقي قد اجتاح المدينة".
وأضاف لـ "ميدل ايست آي" : "نطالب جميعنا بالاستقلال لبناء بلدنا، لكن القوى المدعومة من الإمارات العربية المتحدة التي تسيطر على عدن تفهم الاستقلال بطريقة خاطئة، وتدعم الفجور كجزء من الاستقلال".
وقال "إن القوات المدعومة من الإمارات تعتقد أن انتشار مصانع النبيذ هو أول مؤشر على الاستقلال، لذا فهم لا يقاتلون تجار النبيذ، مشكلتنا ليست مع الحكومة و [الرئيس المنفي عبد ربه منصور هادي]، مشكلتنا مع القوى الجنوبية التي تزعزع سمعتنا".
وفي حين يدعم الزريقي فكرة وجود جنوب يمني مستقل، إلا أنه اختلف مع بعض سياسات الجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية قبل عام 1990، والتي كان أحدها انتشار مصانع النبيذ.
نحن مسلمون ويجب أن نلتزم بتعليمات ديننا، لا يمكن لأحد أن يوقف الثورة ضد الفساد الإخلاقي، ولا يسعد أي شخص في اليمن أن يسمع عن مقتل الناس بالخمور السامة في حين لم تعتقل السلطات تاجرًا واحدًا.
يقارن وائل، وهو أحد سكان المدينة الذي التقى بهم " ميدل إيست آي" انتشار النبيذ بالممارسات الأخرى التي اعتبرها "غير أخلاقية" مثل الاغتصاب والسرقة والبغاء.
ويعتقد أن القوات المدعومة من الإمارات تقود عدن نحو أسوأ حالة في التاريخ، حيث لم نسمع عن القوى التي ترحب بالفجور في العالم كله إلا في عدن.
ودعا وائل التحالف الذي تقوده السعودية إلى مساعدة عدن على طرد الفسوق، حيث قال إن هذا الأمر أكثر أهمية من أي قضية أخرى حاليا.
وقال "لقد ساعدنا التحالف الذي تقوده السعودية في محاربة الحوثيين وسمحت للعشرات من السلوكيات السيئة الأخرى بالانتشار في المجتمع، مضيفا "تدمير المجتمع وأخلاقه أكثر خطورة من تدمير المعارك العسكرية".
https://www.middleeasteye.net/fr/news/wine-trade-returns-aden-killer-1516044825
مشاركة الخبر: