من هو ذي يزن بن هيثم؟ ..أصغر وزراء عُمان ونجل السلطان الأكبر

منذ وصول السلطان هيثم بن طارق آل سعيد إلى سدة الحكم في البلاد، في يناير 2020، عمل على سلسلة من التغييرات الواسعة في جهاز الدولة، مع تعهدات بإحداث نقلة نوعية في نهضة البلاد للوصول إلى رؤية 2040.

وأجرى السلطان تعديلات شاملة في الحكومة مستبدلاً معظم الكوادر الوزارية السابقة بآخرين، كما أصدر قراراته بإنشاء وزارات وهيئات ومؤسسات متخصصة وإلغاء أخرى.

وفي معرض ذلك أصدر السلطان 28 مرسوماً جديداً تضمنت دمج عدد من الوزارات والهيئات الحكومية، وتقليص الحقائب الوزارية، حيث قُلِّصت الحقائب الوزارية من 26 حقيبة إلى 19، وقُلصت الهيئات الحكومية من 19 هيئة إلى 10 هيئات، إضافة إلى إلغاء عدد من الوزارات والهيئات الحكومية.

كما نصت المراسيم السلطانية على إنشاء وزارة العمل، وأخرى للاقتصاد، وثالثة باسم "وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات".

وذكرت وكالة الأنباء العُمانية أن السلطان هيثم قضى بإنشاء وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وتعيين نجله ذي يزن بن هيثم بن طارق وزيراً لها، ودمج وزارة العدل ووزارة الشؤون القانونية باسم وزارة العدل والشؤون القانونية، بالإضافة إلى قرارات أخرى مرتبطة بالاقتصاد وغيره.

وكان لافتاً تركيز السلطان الجديد على وضع بصمة للعمانيين الأصغر سناً في حكومته، مبرزاً دور الشباب، مع احتفاظه بعدد من رجالات الدولة ذوي الخبرة.

أصغر وزير شاب

ويبدو أن السلطان العُماني فاجأ شعبه بتعيين نجله "ذي يزن" وزيراً للثقافة والرياضة والشباب، جامعاً بين ثلاث وزرات مهمة للجيل الجديد في السلطنة، ومنحهم فرصة لتعزيز دورهم في قيادة الدولة.

ذي يزن هو أصغر وزير شاب في حكومة سلطنة عُمان الجديدة، وهو من أصغر الوزراء الشباب في العالم؛ حيث لا يتعدى سنه الـ30 عاماً.

ويخلف الوزير الشاب وزير الشؤون الرياضية السابق سعد بن محمد المرضوف السعدي، وسعاد بنت محمد بن علي اللواتية وزيرة شؤون الفنون السابقة.

عمل ذي يزن قبل أن توكل إليه الحقيبة الوزارية بالحكومة الجديدة في وزارة الخارجية العُمانية كسكرتير ثانٍ لسفارة مسقط لدى لندن في بريطانيا.

ويظهر أن توليته لوزارة الشباب تعود لاهتمامه بهم في السلطنة من قبل تولي والده لزمام الأمور، في يناير 2020، حيث كان ذي يزن راعياً يوم الشباب العماني في أكتوبر 2019، والذي نظمته "اللجنة الوطنية للشباب"، كما كان راعياً لكأس السلطان لكرة القدم، في أكتوبر من نفس العام أيضاً.

ونجل السلطان حاصل على درجة بكالوريوس بالعلوم السياسية من جامعة "أوكسفورد" المرموقة في المملكة المتحدة، وهذا ما يزيد من خبرته في قيادة الوزارة.

ولذي يزن أخ شقيق هو "بلعرب بن هيثم"، وأختان شقيقتان هما "ثريا" و"أميمة"، وأمهم هي عهد بنت عبد الله.

وعلى الصعيد الشعبي تداولت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً لذي يزن أثناء رعايته ليوم الشباب العالمي في السلطنة، متحدثاً عن أهمية المبادرات التي تهتم بالشباب العُماني، وضرورة إشراكهم في المجالات المختلفة.

ابتسامة فخر

وفي يوم أداء الحكومة الجديدة اليمين أمام السلطان العُماني برز ذي يزن من بين الجميع في مشهد لافت قلما يتكرر في المشاهد السياسية الرسمية والأعراف الدبلوماسية.

وتداول مغردون وناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً أحرز تفاعلاً واسعاً داخل وخارج عُمان لحظة قيام "الوزير الشاب" بأداء اليمين أمام والده لاستلام مهامه رسمياً وزيراً للثقافة والرياضة والشباب، إلا أن ابتسامة السلطان عند دخول نجله إلى قاعة القسم أظهرت فرحة فخر لوالد بابنه أكثر من الحضور السلطاني الرسمي.

وقال عبد العزيز بن حمدان البلوشي في تغريدة على موقع "تويتر": إن "ابتسامة الأب هي دليل على صفاء القلب وحب جميع أبناء عُمان".

فيما قالت إحدى المغردات: "من نظرة السلطان هيثم لابنه وابتسامته التي يملؤها الحنان والفخر والحب أحسست وكأنه ينظر لعمان وأبناء عُمان بتلك النظرة.. نجدد لك الحب والولاء يا سلطان عمان، ونسأل الله أن يكون القادم أجمل بكثير مما مضى، وأعانكم الله على حمل هذه الأمانة".

وكتب قيس الشبلي في تغريدة: "من أجمل اللقطات هذا المساء دخول صاحب السمو السيد ذي يزن لأدائه القسم. كانت لقطة عفوية من جلالة السلطان، تلك الابتسامة الأبوية البعيدة عن كل بريستيج، الحنان الأبوي الذي يدل على أن كل أبناء عمان وبناته هم أبناء السلطان، ولذلك أوكل أمرهم لمن هو قريب منه".

ويأتي صعود ذي يزن مشابهاً لمسيرة والده في بداياته؛ حيث ترأس الاتحاد العُماني لكرة القدم للفترة من 1983 إلى 1986، وعيّن سنة 2002 وزيراً للتراث والثقافة، وهو المنصب الذي بقي فيه حتى تنصيبه سلطاناً لعمان في 11 يناير، كما ترأس قبل ذلك اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الآسيوية الشاطئية الثانية، التي أقيمت في مسقط عام 2010، بالإضافة إلى مناصب أخرى في الخارجية العُمانية، وأحد المبعوثين الخاصين للسلطان الراحل قابوس بن سعيد.

مشاركة الخبر:

الرئيسية > عربي و دولي