الرئيسية > أخبار اليمن
شاهد.. السيول تنال من الأديب والشاعر اليمني الكبير عبدالله البردوني
المهرة بوست - صنعاء - خاص
[ السبت, 08 أغسطس, 2020 - 04:23 مساءً ]
في قلب مدينة صنعاء استقر الشاعر والأديب اليمني الكبير عبدالله البردوني، وإلى جوارها كان ينتصب منزله منتظراً قراراً رسمياً بتحويله إلى متحف.
مضى وقت طويل جداً على تلك المطالبات، وجاء الرد من سيول جارفة تسللت منذ اسبوعين، دون استحياء إلى منزل البردوني، ويوم الجمعة طرحته أرضاً.
اقرأ أيضاً | مصادر في عدن تكذب الجميع وتكشف حقيقة شحنات نترات الأمونيوم في الميناء
الجهات المختصة في العاصمة اليمنية صنعاء، حضرت بعد غياب، لتؤكد فقط انهيار منزل أحد عظماء اليمن، بالتزامن مع ذكرى رحيله الحادية والعشرين.
يقع منزل البردوني المكون من طابقين في حارة بستان المنصور بحي بير العزب المجاوز لمدينة صنعاء القديمة، وقد تعرض للإهمال بسبب خلافات بين الورثة اشعلتها وزارة الثقافة اليمنية في العام 2012 عندما سعت لشرائه، وقالت إنها ستحوله إلى متحف يُخلد إرثه الثقافي، لكنها لم تفعل.
قيمة البردوني كبيرة جداً عند اليمنيين، بما فيهم الفرقاء السياسيين الذين اختلفوا حول كل شيء، لكنهم اتفقوا على قيمة هذا الرجل "الأسطوري".
في الخامسة من العمر فقد عبدالله البردوني بصره إثر إصابته بمرض الجدري، لكن ذلك لم يمنعه من أن يصبح شاعراً وناقداً ومؤرخاً بارزاً على مستوى الوطن العربي وليس اليمن فقط.
وللبردوني 12 ديوناً و8 كتب نقدية وتاريخية، بعضها تم ترجمته إلى اللغتين الانجليزية والفرنسية.
وكرمت الأمم المتحدة الشاعر والأديب اليمني عبدالله البردوني في العام 1981، بإصدار عملة تذكارية فضية عليها صورته كمعاق تجاوز العجز، وأصبح علماً من أعلام اليمن الذين أثروا الحياة الأدبية والثقافية بشكل استثنائي.
وقبل نحو عام، أطلق مثقفون وأدباء يمنيون نداءات إلى اليونسكو للتخصيص يوم 30 أغسطس من كل عام يوماً عالمياً للاحتفاء بعبدالله البردوني، انطلاقاً من مكانته، ولأن أدبه ومنجزه الفكري الذي لاينتمي لليمن وحدها، وإنما للإبداع العربي والإنساني.
قبل 21 عام رحل "مبصر اليمن" عن 71 عاماً، كانت حافلة بالعطاء والإبداع.. لكن الرجل الذي قال في إحدى قصائده أنه "نسيًا أن يموت"، أصبح بلا دار ولا مأوى، كانت السيول قاسية على منزل البردوني وكان الإهمال أشد قسوة عليه..
قبل سنوات تسأل البردوني، قائلاً:
ماذا؟
أيدري إخوتي وأبي أني يمانيٌ بلا يمن؟!
هل لي هنا أو ها هنا وطنٌ؟
لا، لا: جراحي وحدها وطني.
أسئلة، لا تزال عالقة، تنتظر إجابة، يبدو أنها لا تأتي، وكم هو موجعاً أن يصبح "الوطن" هو جُرح اليمنيين الغائر الذي لا يندمل أبداً.
مشاركة الخبر: