الرئيسية > تقارير
أطماع السعودية تتجه لمنفذ شحن..رئة اليمن ومتنفس اليمنيين
المهرة بوست - خاص
[ الأحد, 08 مارس, 2020 - 07:20 مساءً ]
منذ الوهلة الأولى لدخول قواتها محافظة المهرة، بدأت السعودية التخطيط للاستيلاء على منفذ شحن الحدودي، الذي يربط اليمن بسلطنة عمان، ويعتبر المتنفس الأهم والأبرز لملايين اليمنيين، حيث تدخل عبرة شحنات الغذاء والدواء ومختلف احتياجات الحياة، كما يستخدمه المرضى والطلاب ممراً للسفر إلى الخارج.
يربط منفذ شحن اليمن بالعالم الخارجي عبر سلطنة عمان، وهو المعبر البري لعبور نحو 70% من البضائع المستوردة إلى اليمن، في ظل إغلاق عشرات المنافذ البرية والبحرية، وسيطرة القوات السعودية والإماراتية على المطارات في المهرة وحضرموت وعدن، وإغلاق عشرات المطارات الأخرى.
في فبراير الماضي، اقتحمت قوات سعودية منفذ شحن، بأكثر من عشرين عربة عسكرية، وسط سخط شعبي رافض لانتهاكات القوات السعودية، ومساعيها لفرض حصار على المواطنين في محافظة المهرة واليمن بشكل عام.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتجه فيها أعين السعودية إلى المنفذ الحدودي، فقط سعت القوات السعودية في أغسطس 2018، إلى استحداث نقاط عسكرية بالقرب من المنفذ على خط عاصمة المحافظة "الغيظة، بعد أن خرقت اتفاقاً أبرمته مع أبناء المحافظة في يوليو من العام نفسه.
يشير مسؤول التواصل الخارجي لاعتصام المهرة، أحمد بلحاف، أن منفذ شحن يعتبر الشريان الوحيد الذي تمر عبره الحركة التجارية إلى اليمن، وهو أيضاً ممر عبور للحالات الإنسانية من جرحى الحرب التي تشنها السعودية على اليمن.
ويضيف بلحاف، في تصريح خاص لـ"المهرة بوست"، أن لمنفذ شحن أهمية بالغة، فهو إلى جانب كونه ممراً إنسانياً، يرفد خزينة الدولة بمئات المليارات سنوياً، وهذا الأمر ينعكس في مرتبات الموظفين ونفقات وموازنات مؤسسات الدولة وتمويل المشاريع محلياً.
وأوضح الناشط بلحاف أن أهمية المنفذ زادت عندما قام التحالف السعودي الإماراتي بحصار الشعب اليمني، وإغلاق جميع المنافذ الجوية والبحرية والبرية، حيث ظل منفذ شحن الحدودي مفتوحاً لكل اليمنيين لسبب أن المهرة بعيدة عن مراكز الحرب والصراع، إلى أن قامت السعودية باحتلال المحافظة وبسطت قواتها على كل المنافذ في المهرة .
إقرأ أيضاً
ومنذ سيطرة القوات السعودية، وفي ظل سلطة المحافظ السابق، راجح باكريت، تم رفع جمارك البضائع القادمة عبر المنفذ بنسبة وصلت 100%، وعدم اعتماد الوثائق الصادرة من المنطقة الحرة في عُمان، وهو الأمر الذي ضاعف معاناة المواطنين، وساهم بشكل كبير في ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بنسبة عالية.
واجه المواطنون والتجار والمستثمرين عراقيل مختلفة بعد وصول القوات السعودية إلى محافظة المهرة، وبدأ المنفذ يفقد مكانته كمعبر استراتيجي لليمنيين، خاصة بعد منعها دخول عشرات السِّلع والمنتجات والأجهزة والمعّدات.
بلحاف أكد أن السعودية ترغب في إكمال حصارها للشعب اليمني، ليكون تحت رحمتها فقط، وبالتالي تتحكم بمصيره، حيث أن منفذ شحن والمهرة عموماً تمثل متنفساً لكل اليمنيين، وممر لعبور الحالات الإنسانية، ورافداً لخزينة الدولة وهذا مالا ترغب به السعودية.
وتابع بلحاف: ولهذا أحكمت السعودية، بقوة السلاح، السيطرة على كل المؤسسات الحيوية رغم وجود معارضة لتواجدها، كون ذلك الوجود العسكري لايحمل أي مبرر، وأحد أهدافها حصار رموز المعارضة، كي لا يتمتعوا بحرية التنقل من وإلى الخارج، وأيضاً الضغط على المواطنين في المحافظة للانصياع لتوجيهاتها وتوجهاتها.
المحلل السياسي ياسين التميمي، أشار في لقاء مع قناة "بلقيس" بثته في فبراير الماضي، إلى أن السعودية تواصل حصار اليمنيين والتضييق عليهم، في الوقت الذي لم تعد فيه تحارب الحوثيين، ولم تعد أهداف إعادة السلطة الشرعية إلى صنعاء ضمن خططها.
وأضاف التميمي، أن ما تقوم به القوات السعودية في المهرة، يؤكد بمالا يدع مجالاً للشك أن السعودية جاءت إلى اليمن لغرض استهدافه واستهداف السلطة الشرعية، وتضع يدها على البوابة الشرقية لليمن ضمن مساعي الهيمنة، واستغلال ضعف السلطة الشرعية.
وأكد ألا حق للسعودية في إغلاق المنافذ على اليمنيين، ومنعهم من حرية الحركة والتنقل، باعتبار تلك المنافذ تتعلق بالحركة التجارية والسفر والدراسة، وما تروجه السعودية في محافظة المهرة مجرد مزايدات وذرائع الهدف منها تمرير أجندات احتلال.
وعلى مدى سنوات رفض أبناء المهرة مساعي القوات السعودية لتحويل منفذ شحن إلى ثكنات ومبان عسكرية تحت مبررات واهية، هدفها بالدرجة الأولى فرض سيطرتها الكاملة على المحافظة التي لا يستدعي الوضع فيها أي تواجد عسكري، لبعدها الجغرافي عن مناطق الصراع.
وطالب المواطنون والقبائل ولجنة اعتصام المهرة، بضرورة مغادرة القوات السعودية التي تقوم باستفزازات مستمرة للمواطنين، وتعطيل حركة التجارة، في إطار ما يراه المواطنون حرباً اقتصادية على محافظة المهرة بشكل خاص، واليمن عموماً.
مشاركة الخبر: