تضرر سفينة بعد تعرّضها لهجومين قبالة سواحل اليمن     إصابة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير إثر انقلاب سيارته     تحذير أممي جديد من فيضانات بسبب الأمطار خلال الأيام المقبلة في اليمن     القوات الحكومية تعلن إحباط محاولات تسلل للحوثيين في جبهات تعز     الصحة العالمية تعلن تسجيل نحو 240 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال باليمن     الداخلية تحيل موظفا في مصلحة الأحوال المدنية بسيئون للتحقيق     شركة بريطانية تعلن رصد 3 صواريخ على بعد 15 ميلا بحريا جنوب غربي المخا     شركة أمبري تعلن عن حادثة جديدة على بعد 15 ميلا بحريا من المخا     وفاة وإصابة أربعة أشخاص بحادث سير في شبوة     القوات الأمريكية: دمرنا زورقًا ومُسيرة والحوثيون أطلقوا صاروخا مضاد للسفن     الأرصاد.. توقعات بهطول أمطار متفاوتة وأجواء حارة     جماعة الحوثي تدين القمع الأمريكي للطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة     وزير الداخلية يبحث مع السفير الفرنسي التعاون الأمني بين البلدين     مباحثات يمنية فرنسية بشأن تعزيز التعاون المشترك في مجال التعليم العالي     الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومواقع إسرائيلية في منطقة أم الرشراش    
الرئيسية > ترجمات

التصعيد العسكري يهدد فرص السلام ويطيل أمد الحرب في اليمن (ترجمة خاصة)

المهرة بوست - ترجمة خاصة
[ السبت, 25 يناير, 2020 - 11:01 صباحاً ]

نشرت مجموعة الأزمات الدولية تقريراً مطولاً، سلّطت فيه الضوء على الأوضاع في اليمن، والتطورات العسكرية التي عادت في يناير الجاري، واعتبرتها قد تغلق النافذة الضيقة لفرصة إنهاء الحرب في البلاد.

وقال التقرير، الذي ترجمه "المهرة بوست"، إن القتال العنيف بدأ مرة أخرى، بعد أشهر من الهدوء، ما قد ينهي مساعي السلام التي بدأت أواخر العام الماضي، حيث يستمر القتال على طول خطوط المواجهة الرئيسية شمال اليمن، واستئناف القصف الجوي لتحالف السعودية والإمارات، ما يهدد بانزلاق النزاع نحو تصعيد كبير.

لا تزال هناك فرصة لإعادة السلام إلى اليمن من خلال توسيع قنوات الاتصال المفتوحة حديثاً بين المتمردين الحوثيين، والمملكة العربية السعودية لتشمل الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وغيرها من أجل التفاوض على هدنة على جميع الجبهات الرئيسية، لكن النجاح سيتطلب جهداً إقليمياً ودولياً منسقاً ومستمراً.

بعد أن وصف المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، الوضع في اليمن، بأنه يشهد أكثر فترات الصراع هدوءً، اتهمت الحكومة اليمنية جماعة الحوثي بإطلاق صواريخ على أحد معسكراتها في محافظة مأرب ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 جندي، في واحدة من أكثر الحوادث فتكاً في الحرب حتى الآن.

ويستمر القتال العنيف على طول الخطوط الأمامية، في الطريق إلى الجوف، ونهم ومأرب، وأصبحت هذه المعارك أكثر ضراوة حيث تكبد الجانبان خسائر فادحة، ومنذ ذلك الحين، أطلق الحوثيون عدة صواريخ على منشآت عسكرية في مأرب، ويصف المسؤولون السعوديون القتال بأنه محاولة من الحوثيين للاستفادة من مفاوضات وقف إطلاق النار الحدودي الجارية منذ أكتوبر، في الوقت الحالي، لا يرغب الحوثيون والسعوديون في التخلي عن المحادثات، لكن عملية إنهاء التصعيد تتعرض لضغوط شديدة.

تكافح الأمم المتحدة من أجل الحفاظ على "اتفاق ستوكهولم"، الذي أوقف معركة الحديدة لأكثر من عام، وفي الوقت نفسه تضغط السعودية على الحكومة والمجلس الانتقالي الانفصالي، لتنفيذ "اتفاق الرياض"، الموقع في نوفمبر الماضي.

كان العديد من المراقبين ، بمن فيهم مجموعة الأزمات، يأملون في أن يتمكن الطرفان من ربط هذين المسارين المتباينين مع التصعيد بين السعودية والحوثيين على الحدود، إلى عملية واحدة تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب.

ومع ذلك ، تشير الأحداث الأخيرة إلى أن مساعي السلام ترتكز على أسس ضعيفة بطبيعتها، وهي سلسلة من الاتفاقات الثنائية المصممة لإيقاف أجزاء معينة من الصراع دون معالجة أسبابها الكامنة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه سوى بالمحادثات الوطنية متعددة الأحزاب، أما الأمر الذي لم يعالج، فهو القتال بين القوات المتحالفة مع الحكومة والحوثيين على الجبهات في الشمال والجنوب، مما يجعل نجاح أو فشل المفاوضات رهن الأحداث على الأرض.

إن سبب التصعيد المفاجئ في الشمال موضع خلاف، يستشهد الحوثيون بسلسلة من الغارات الجوية السعودية المزعومة والهجمات الأرضية التي يقولون إنها وقعت قبل الضربة الصاروخية في مأرب، وتقول الحكومة إن الحوثيين شنوا سلسلة من الغارات الصغيرة على المواقع الاستراتيجية، بما في ذلك الطرق السريعة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.

بغض النظر، من الواضح أن كلا الطرفين كانا يستعدان لتجدد القتال في الشمال بعد فترة طويلة من الجمود، حيث ادعى كل من الحوثيين والحكومة أن خصومهم كانوا يخططون لعمليات جديدة كبرى في الأسابيع والأشهر التي سبقت التصعيد، ربما ازدادت المخاوف من الحوثيين في الأسابيع الأخيرة حيث تم نقل القوات الحكومية التي كانت متمركزة سابقاً في جنوب اليمن إلى مأرب كجزء من اتفاقية الرياض.

نشرت المواقع الإخبارية الموالية للحكومة ووسائل الإعلام الاجتماعية شائعات غير محتملة بأن الإمارات أو المجموعات الانفصالية المتحالفة مع أبو ظبي، أطلقت الصواريخ، حيث أزالت الإمارات نظام الدفاع الصاروخي "الباتريوت" من مأرب منتصف عام 2019 ، تاركة المنطقة عرضة للهجمات الصاروخية قصيرة المدى من الحوثيين.

في وقت كتابة هذا التقرير، بدا أن الحوثيين كانوا يحققون أكبر المكاسب في ميدان المعركة، وبحسب ما ورد فقد سيطروا على مواقع في جبهة نهم المهمة شمال شرق صنعاء بعد عدة أيام أعلن فيها الجانبان سلسلة من الانتصارات الرمزية إلى حد كبير بينما عانى العديد من الضحايا.

في إشارة إلى الإحباط الشديد والإجهاد بين اليمنيين العاديين، تحولت الانتقادات العلنية إلى الداخل؛ فقد انتقد حلفاء الحوثيين القبليين، المتمردين بسبب التكلفة الباهظة للمعارك المحتملة غير الحاسمة، في حين أن مؤيدي الحكومة قد قاموا بتوبيخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، نتيجة الفشل في الانتصار على الحوثيين، وبعض الأصوات المناهضة للحوثيين تلقي باللوم على الرياض لعدم توفيرها الدعم الكافي لما يعتقدون أنه نقطة تحول محتملة في الحرب.

قد يثير القتال تجدد الصراع في أماكن أخرى في اليمن، يرى الكثيرون من المناهضين للحوثي أنها فرصة لتحري المعارك في محافظة الحديدة، التي أوقفت باتفاق ستوكهولم، "التي من شأنها أن تضعف الحوثيين وتسمح بتسوية سياسية وطنية بشروط أكثر إنصافا".

سيكون توسيع الصراع بمثابة ضربة مدمرة للجهود الحالية لإنهاء الحرب، وقد راهن الحوثيون على "مبادرة وقف التصعيد مع السعودية"، ربما تكون التطورات في التنافس الأمريكي الإيراني قد حفزت قرار الرياض بالتفاوض مع الحوثيين، في أعقاب الهجوم الصاروخي على منشآت إنتاج النفط في السعودية في سبتمبر 2019، وربما كانت الرياض تخشى الحرب الإقليمية التي كان الدعم الأمريكي فيها غير مؤكد، وقد سعت الرياض إلى التخفيف من المخاطر على طول حدودها الجنوبية، لكن ربما كان المسؤولون السعوديون قد أعادوا تقييم هذا التوجه (أو على الأقل أبطأوه) بعد الاضطرابات في إيران، والاحتجاجات الضخمة في العراق ولبنان، ومقتل قاسم سليماني، مطلع يناير الجاري.

إن زيادة العنف تبعث على القلق الشديد، إلا أن الجهات الفاعلة التي تدعم المسار السياسي قد لا تزال قادرة على عكس المسار الحالي، حيث توصي مجموعة الأزمات الدولية ضرورة تبني مجلس الأمن الدولي لدعوات المبعوث الأممي إلى اليمن، بوقف التصعيد، والحث على التهدئة في جميع الجبهات، أو حتى اتخاذ خطوات أقوى نحو وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد، والتأكيد على أن الحل الوحيد لحرب اليمن هو الحل السياسي.

ويجب على الولايات المتحدة على وجه الخصوص دفع السعودية، والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وعمان للضغط على الحوثيين، لمواصلة المحادثات، والحفاظ على الهدنة في الحدود، وتنفيذ المزيد من التدابير الثنائية لوقف التصعيد، في موازاة ذلك، يتعين على الولايات المتحدة والأمم المتحدة تشجيع السعودية على إدخال الحكومة اليمنية وحلفائها في مفاوضات مع الحوثيين.

ينبغي أن تقود الأمم المتحدة إنشاء هيئة عسكرية وطنية، تضم ممثلين عسكريين كبار من الحكومة والحوثيين وكبار الضباط العسكريين في الخطوط الأمامية الرئيسية، تكون مهامها التخطيط والتنفيذ للهدنة في الخطوط الأمامية وإعادة فتح الطرق الرئيسية.

لقد دعت مجموعة الأزمات الدولية في السابق، إلى تشكيل مجموعة اتصال تضم أصحاب المصلحة الإقليميين والدوليين الرئيسيين، بما في ذلك السعودية والإمارات والكويت وعمان، فضلاً عن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث يمكن لمثل هذا التجمع أن يجتمع بانتظام من أجل التوعية والضغط وتوفير الخبرة الفنية.

السيناريو الحالي مألوف للغاية، وهو التقدم المتواضع نحو تسوية سياسية لم يتم التراجع عنها بسبب القتال المحلي الذي ينفجر إلى تصعيد على مستوى واسع، مدفوعاً بالثقة المفرطة أو سوء التقدير من جانب الداعمين الرئيسيين، ولا يزال هناك وقت لإيقاف هذا التصعيد، لكن الوقت ينفد بسرعة.





مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات