الرئيسية > ترجمات
تذكرت خاشقجي والمنشار.. موقع سويسري يكشف تفاصيل جريمة اختطاف "السواري" في سجن سعودي بالمهرة
المهرة بوست - ترجمة خاصة
[ الخميس, 03 أكتوبر, 2019 - 12:16 صباحاً ]
نشر موقع المعلومات السويسري (Le Temps) ، تفاصيل جديدة عن عملية الاختطاف التي تعرض لها الصحفي اليمني "يحيى السواري" في محافظة المهرة اليمنية على يد قوات سعودية و ميليشيات تدعمها الرياض تحتل مطار مدينة الغيضة عاصمة المحافظة منذُ أواخر العام 2017.
يقول الموقع في تقريره الذي أعده الصحفيان " سيباستيان كاستيلير وكوينتن مولر" إن اختطاف السواري جرى عقب موجة الغضب العالمي التي أعقبت حادثة الاغتيال التي تعرض لها الصحفي "جمال خاشقجي" في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية.
يذهب التقرير إلى أن الصحفي "السواري"،شهد عكس تلك الموجه، مشيرا إلى أنه عندما صرح له وقبل أن يتكلم أحمر وجهه وعيناه مالت للون الضبابي وبدا صوته يرتجف بالغضب قائلا: "سألتهم،" هل أنا جمال خاشقجي المقبل؟
ومنذ أكثر من خمسين يومًا، قُبض على السواري في سجن سري سعودي في مدينة الغيضة اليمنية والسجون غير القانونية لميليشيا محلية مملوكة لقوات محلية تدعمها الرياض.
وبحسب الموقع السويسري: خطئ السواري الوحيد هو إجراء تحقيق شامل عن تدخل المملكة المتنامي في المهرة، وهي منطقة معزولة حتى الآن عن النزاع المميت الذي اجتاح اليمن منذ عام 2015.
"الصحفي مثل المجرم"
وحول الأسباب التي قادت "السواري" نحو سجن الغيضة السري يؤكد الموقع أنه في بداية عام 2019، أي بعد أربعة أشهر من مقتل جمال خاشقجي ، تساءل يحيى عن سبب تواجد القوات السعودية في محافظة المهرة ذات الكثافة السكانية المنخفضة شرقي البلاد.
وسلط السواري الضوء على أهداف التحالف في اليمن، والتي، وفقًا للخطاب الرسمي، تهدف فقط إلى وضع حد لحركة المتمردة للحوثيين لتنكشف المصالح الجيواستراتيجية ذات الطبيعة المختلفة تمامًا.
ووفقا لتقرير السواري ، فإن السعوديين يستغلون الفوضى لبناء خط أنابيب وتصدير هيدروكربوناتهم دون الحاجة إلى المرور عبر مضيق هرمز - وهو ممر بحري تهدد أمنه التوترات مع إيران.
وأكدت الموقع السويسري أن تقرير السواري كان حساس، لكن الوقت لم يسعفه لإكماله: فقد تم اعتقاله في 3 يوليو 2019 في مدينة الغيضة عاصمة المحافظة، وتم تسليمه إلى جنود سعوديين.
سجن سري في المطار
تقرير الموقع السويسري سلط الضوء على محنة الـ 56 اليوم التي عاش فيها السواري معصوب العينين، وكل خطوة منها تلقي الضوء على ممارسات الرياض.
وأكد التقرير أن أول ثلاثة عشر يومًا من الاحتجاز تمت في سجن سري يديره الجيش السعودي في مقر مطار الغيضة المدني، الذي استلمته المملكة في عام 2017 وتم تحويله إلى قاعدة عسكرية دون موافقة السلطات المحلية.
يقول التقرير إن يحيى الذي يذكر العميد السعودي هزاع المطيري، مؤكدا أن كل الذين حوله من الجنود ??يتكلمون اللهجات السعودية.
وحول الأسئلة التي وجهت له خلال التحقيق أفاد أن العميد السعودي: "سألني عن افتراضاتي حول العلاقات مع حزب الله وقطر والمخابرات الحوثية والعمانية،" جميع الكيانات التي من المحتمل أن تعارض مصالح السعودية.
الموقع السويسري أكد أنه حصل على تأكيد يثبت صحة حديث الصحفي "يحيى السواري" من قبل مسؤولا عن القضايا الأمنية في محافظة المهرة حتى عام 2016.
ورداً على سؤال Le Temps، يشير المسؤول اليمني إلى وجود سجن سعودي في مطار الغيضة، مؤكدا أنه جزء من شبكة كبيرة تتكون من حوالي 30 قاعدة عسكرية تديرها المملكة العربية السعودية بشكل مباشر أو غير مباشر في محافظة المهرة" وفي المطار، سمعت رجلاً يصرخ بألم تحت التعذيب.
" Le Temps" أوضح في تقريره أنه على الرغم من دحض الناطق باسم التحالف السعودي في اليمن، العقيد تركي المالكي لاتهامات يحيى السواري بوجود سجون سرية تديرها المملكة في اليمن، إلى أن الأخير أفاد أنه اعتقل من قبل قوات الأمن اليمنية لبضع ساعات من قبل الشرطة المحلية، قبل تسليمه، دون أي أمر مكتوب، إلى الجنود السعوديين.
صدمة كهربائية
التقرير أوضح أن الأيام الأولى للاحتجاز حيث تولت القيادة القوات السعودية موضوع التحقيق مع "يحيى السواري"، وهددته خلالها بالترحيل القسري إلى سجن في الرياض واستجواب عضلي.
وبحسب التقرير فإن النغمة تغيرت لدى القوات السعودية بمجرد نشر المعلومات عن "يحيى السواري" على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأكد أن الجنود التابعين للرياض كانوا يخافون من تلطخ أيديهم القذرة بدم صحفي جديد كما هو الحال مع الصحفي جمال خاشقجي.
ولفت إلى أن كابوس "خاشقجي" دفعهم إلى ترك العمل القذر لإحدى الميليشيات المحلية لتمارس مع الصحفي التعذيب الجسدي والعقلي.
وذكر السواري أنه تم إجراء تحقيقات بالصدمات الكهربائية والضرب المتكرر والتهديد بقطع رأس شقيقه المحتجز أيضًا لإجبار يحيى على الاعتراف بصلاته المزعومة مع القوى الأجنبية.
يفيد الموقع السويسري أن المليشيات التي ذكرها الصحفي ليست مملوكة للدولة وتعمل في محافظة المهرة بناءً على أوامر من المملكة العربية السعودية.
وأضاف: في حين أن كبار الضباط والضباط يمنيون بحسب الصحفي يحيى السواري، والذي أكد إن الجنرالات الذين يشرفون على هذه الجماعات هم من السعوديين.
وأضاف أن التحقيقات التي أجراها رجال الميليشيات السعودية واليمنية كانت متطابقة، وهي علامة واضحة على التنسيق، والذي سبق وأن أشار إليها المسؤول الأمني اليمني السابق الذي قابله Le Temps والذي كشف أن هذه الميليشيات تقوم بأعمال تعذيب بموافقة السلطات السعودية".
نفق للحرية
وحول الطريقة التي تخلص منها "السواري" من قبضة السجان السعودي وميليشيات، أكد أنه بعد تنظيف الحاوية على الأرض والتي كانت تمتلئ بالقمامة وجد عصا معدنية.
وقال "السواري" إن أول تفكير له حينها كان استخدام تلك العصا للانتحار، لكنه تراجع بعد ذلك وقرر أن يشق له طريق عبر حفرة للذهاب تحت الحاوية.
وأضاف: "قضيت أربعة أيام في الحفر وكان الدم بنزف من يدي، وعندما تمكنت من الهروب قطعت مسافات طويلة من المشي حتى وصلت المدينة وتمكنت من الاختفاء بعد أن لجأت إلى القبائل والاحتماء بها.
وفي ذات السياق قالت سابرينا بنوي من مراسلون بلا حدود، إن المملكة العربية السعودية، التي لديها واحد من أسوأ السجلات فيما يتعلق بحرية الصحافة، لا تفعل شيئًا لضمان حرية الصحافة.
وتتذكر قائلة: "مصداقيتها هي إيماءة قوية: لقد أرسلنا إلى السلطات قائمة تضم 30 صحفياً محتجزين حاليًا".
ومنذ عام 2017 وتولي منصب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فإن علامات الانفتاح على العالم الخارجي مشجعة. ومع ذلك، لا يزال التعذيب معتادًا على سجناء الرأي، وقد تضاعف عدد الصحفيين أو المواطنين الذين يقفون خلف القضبان ثلاث مرات.
ويختتم الموقع السويسري تقريره بالقول إن يحيى السواري مقتنع بذلك: في حالته كما في قضية جمال خاشقجي ، ترسل المملكة العربية السعودية رسالة واضحة مفادها "لا يوجد مكان للصحافة فيه مصالح المملكة على المحك.
مشاركة الخبر: