الرئيسية > ترجمات
صحيفة فرنسية : الإمارات تهرب من مستنقع اليمن (ترجمة خاصة)
المهرة بوست - ترجمة خاصة
[ الأحد, 14 يوليو, 2019 - 03:02 مساءً ]
قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية في تقرير لها إن الانسحاب الجزئي الذي أعلنته الإمارات من اليمن، يعكس حالة الجمود في الحرب التي يقودها تحالف السعودية والإمارات منذ مارس 2015.
وأشارت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمه "المهرة بوست" حمل عنوان (الإمارات تفر من المستنقع)، إن القرار الإماراتي بتقليص تواجدها في اليمن بعد أربع سنوات من الحرب كان مفاجئاً، وإن كان جاء على خلفية التصعيد بين طهران وواشنطن، لكنه يسلط الضوء على مأزق الصراع الذي يواجه قوتين عظيمتين في المنطقة؛ السعودية وإيران، بدون تحديد نهاية الحرب التي أسقطت أفقر بلد في شبه الجزيرة العربية.
تطور الوضع العسكري
تطرقت التقرير الذي نشرته الصحيفة إلى مدة الحرب التي أعقبت دخول الحوثيين صنعاء والمحافظات اليمنية في 2014، وإعلان أكثر من هدنة لم يتم احترام وقف إطلاق النار فيها، وتقلصت المواجهات في الخطوط الأمامية إلى النصف.
تضيف الصحيفة إنه منذ أول هجوم شنه الحوثيون على صنعاء في سبتمبر 2014، ثم دعمهم عدوهم السابق، الرئيس صالح، الذي غادر السلطة بعد ثورة فبراير 2011، كنتاج للمبادرة الخليجية، وضع القوات الموالية له تحت تصرفهم في الأشهر التالية ليواصل الحوثيون التقدم نحو بقية المحافظات.
وتابعت : في ربيع عام 2015، اقتربوا من عدن ، المدينة الرئيسية في الجنوب، لترد السعودية في 26 مارس على دعوة هادي للتدخل، والذي كان حينها يغادر البلاد.
"التحالف يواصل هجومه، الطائرات السعودية تقصف، والجنود الإماراتيين يتقدمون على الأرض"، وفي يوليو تم إعلان محافظة عدن "محررة". وبعد شهر ونصف ، تم الاستيلاء على محافظات جنوبية أخرى، لكن المواجهات بدأت تأخذ في البطء.
تستمر الصحيفة في سرد الأحداث في اليمن، حيث تنوّه إلى المواجهات التي اندلعت بين أنصار صالح والحوثيين والتي قُتل فيها حليفهم الذي أبدى مرونة تجاه التحالف في خطابه الذي سبق المواجهات الأخيرة، تتابع : يستمر الحوثيون في الهجوم، دون المضي قدماً.
وفيما يستمر الوضع الإنساني في التدهور، بدأت القوات الحكومية في 13 يونيو 2018، هجوماً باتجاه الحديدة التي تمر عبرها 80? من المساعدات الإنسانية، و70? من واردات الأغذية، وبعد سبعة أشهر، وعقب محادثات ستوكهولم، توقف القتال في المدينة الساحلية، لكن الوضع الإنساني مايزال متدهوراً.
اللعبة الإقليمية
لفت إعلان الإمارات مؤخراً عن تخفيض عدد قواتها في اليمن الانتباه إلى تورط ممثل يقف خلف السعودية المسؤولة عن حرب مدمرة بشكل كبير منذ أكثر من أربع سنوات، حيث تقود الرياض العملية، التي خلّفت الكثير من الضحايا المدنيين، وبدأت حملات تدعو لإيقاف شحنات الأسلحة من مختلف الدول الغربية إلى الرياض.
مؤخراً، أصبحت الأراضي السعودية مستهدفة بشكل متزايد بالصواريخ والطائرات بدون طيار من اليمنن وهذه الهجمات – تقول الصحيفة- التي تعلن عنها جماعة الحوثيين، ترتبط ارتباطاً واضحاً بالأزمة بين الولايات المتحدة وإيران التي تثير التوترات في المنطقة.
وتنقل الصحيفة عن "فرانسوا فريسون روش"، وهو أخصائي في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، أن الإمارات التي تهتم لصورتها الدولية، ترغب في إعطاء الدور الجيد لنفسها.
وقال روشن، إنه يمكن النظر إلى إعلان الإمارات الأخير كعملية الاتصالات، مشيراً إلى أن الإمارات تشارك بشكل رئيسي على أرض الواقع، حيث الإمساك بمقاليد الأمور الحقيقية للسلطة، لأنها تدّرب وتسلح الميليشيات الجنوبية المؤيدة للانفصال، والتي من خلالها تسيطر الآن على موانئ عدن ، مقر الحكومة اليمنية الشرعية، والمكلا ، ومواقع على امتداد الساحل اليمني.
الصحيفة أكدت التقارير التي أشارت إلى أن الإمارات دربت 90ألف جندي، وعملت على تعزيز الانقسام بين تلك القوات والحكومة اليمنية.
الوضع الإنساني
"أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، تقول الصحيفة إن هذه الجملة أصبحت مهيمنة، وأشارت إلى تقارير الأمم المتحدة التي أكدت سقوط عشرات الآلاف، بينهم مدنيون، إلى جانب 3 مليون نازح، و24 مليون شخص في حاجة للمساعدات الإنسانية، تتابع : لا يزال الوضع صعباً للغاية، وخاصة في المناطق الريفية، حيث هناك المزيد من المراكز الصحية يصعب الوصول إليها نقلاً عن الصليب الأحمر.
وأوضح التقرير أنه مع طول فترة الحرب، بدأ النظام الصحي في اليمن ينهار، وفي حال لم تكن المرافق الصحية هدفاً لغارات جوية، فإنهاغالباً ما تعاني من نقص في الموظفين المؤهلين، وبالتالي تقلص عدد المستشفيات العاملة، ويحتاج طفل مريض في بعض الأحيان إلى قطع 300 كيلومتر ليصل إلى المرافق الصحية للعلاج.
وإلى جانب الوضع الصحي فإن البنية التحتية للمياه والصرف الصحي منهارة، وهذا يجعل المواطنين أكثر عرضة للخطر، المرافق الصحية تحتاج إلى دعم حقيقي لمنع عودة ظهور أمراض مثل الدفتريا والحصبة والكوليرا التي تستوطن اليمن، وهناك بالفعل آلاف الحالات المشتبه إصباتها بالكوليرا، ووفق منظمة إنقاذ الطفولة، فقد توفي 193 طفلاً على الأقل بسبب الكوليرا.
وفي الوقت نفسه، فإن الأزمة الاقتصادية تقوض البلاد، ومع تفاقم الحرب زاد تأثير العمليات العسكرية على الوضع الإنساني، وانخفاض قيمة الريال اليمني، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، والنفط، أدى إلى انعدام الأمن الغذائي في اليمن، وسجلت معدلات سوء التغذية تزايداً كبيراً رغم أن المسح لايصل كل المناطق بسبب صعوبات الوضع.
غياب الحل
تقول الصحيفة إن الجميع محلياً وإقليمياً ودولياً، يعترفون بالكارثة في اليمن، لكن يجب أن يتم تقاسم الرغبة في رؤية مشهد النهاية، بما في ذلك من تسبب في تفاقمها، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يريد الخروج، ومع ذلك، فهو لا يريد أن يفقد ماء وجهه، ولا يستطيع أن يصل لمرحلة أن الحوثيين تمكنوا من الوقوف في وجه القوة الأولى في شبه الجزيرة العربية، ولايمكن أن يبقى ذا مصداقية في الداخل السعودي إذا أعطى انطباعاً بفقدان السيطرة على الصراع الذي بدأه؟
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: قبل بضعة أشهر ، بدا الاتفاق في متناول اليد، كان الحوار بين الحكومة اليمنية والحوثيين الذين اجتمعوا في ستوكهولم في ديسمبر الماضي مع الأمم المتحدة على قدم وساق، لكن الأمور تدهورت مرة أخرى، خاصة بسبب التصعيد بين إيران والولايات المتحدة.
اليمن هي مسرح المواجهة بين طهران والحلفاء العرب للأمريكيين، وهي حرب بالوكالة بين إيران والسعودية، حيث تمكنت طهران من اللعب على خبرة ولي العهد السعودي، وقال روش، إن إيران تستفيد إلى أقصى حد من استنزاف السعودية، ونتيجة ذلك أصبحت المأساة اليمنية معقدة، إذ لا توجد إرادة حقيقية أو ضغوط دولية للمغادرة.
مشاركة الخبر: