علي سالم باكريت
تتوازن المصالح إذا توازنت المخاوف؟!
[ الثلاثاء, 12 يناير, 2021 ]
إذا لم تستطيع شعوب العالم الثالث إقناع (الهيمنة الكونية) المتمثلة في الدول الصناعية الكبرى والدول الإقليمية الصاعدة التي تتطلع إلى شراكتها في الهيمنة على مقدرات الشعوب وبقاء نفس منطق الهيمنة القائم على درجة امتلاك السلاح والمال، إذا لم تستطيع الشعوب المقهورة تغيير هذا المنطق، ليتحول إلى منطق (سر الخالق في أضعف مخلوقاته), وأقصد أن تبحث هذه الشعوب المظلومة في اسرار قوتها من حيث التأثير بأدوات بسيطة على المصالح الدولية مثل استغلال موقعها الجغرافي للتأثير على طرق التجارة العالمية، وثرواتها التي أصبحت جزء من موازنات الأقوياء السنوية وشريان اقتصاداتها وعامل من عوامل رفاهيتها!
فمثلا لن تستطيع الدول الصناعية الاستغناء عن بترول الخليج لمدة خمس سنوات متتالية، فلك أن تتصور كم مصنع سيتوقف وكم قوى عاملة ستسرح، لا يكذبوا عليكم أنهم امتلكوا الوقود الصلب والطاقة الشمسية ومركبات تسير على الهواء.. الخ، لو كان ذلك بمتناولهم لماذا تضحي أمريكا بالآلاف من جنودها في العراق وفي أسيا الوسطى، ولماذا تحرجر بي٥٢ إلى مياه الخليج ولماذا تأتي بكل حاملات طائراتها وغواصاتها لتستعرضها أمام إيران التي لا تستطيع ردعها ولن تستطيع لا لان إيران قوية ولكن تخشى مصير نفط الخليج إذا خلقت ( فوضى) مع إيران!!.
اليمن تستطيع تعطيل الملاحة في باب المندب لعشرين سنة، وبدون أسلحة متطورة، الشعب اليمني قادر أن يتحمل شظف العيش لنصف قرن قادم، أقولها حقيقة معاشة!
اللهم أرني اليوم الذي يتغير فيه منطق القوة وتتجلى فيه النظرية النسبية بوضوح، وإن هناك لا قوة مطلقة ولا ضعف مطلق. أعيدوا الحسابات أيها الأقوياء، والا ستنفجر ثورة أخرى لم يخطط لها كيسنجر، بل سر الخالق في أضعف خلقه، فأنتم اليوم ترعبكم سفينة يمنية واحدة (المنصة) إذا تسرب منها النفط في مدخل باب المندب، غدا ستكون (فوضى خلاقة) من مئات السفن المحملة بالنفط, الذي سيتسرب منها (أنفاط!) وليس نفط واحد، (وانتم بصركم) باللهجة الحضرمية، (والقمر قدام الساري) بالمثل المهري. والله المستعان.
مشاركة: