منى صفوان
اليمن.. ورؤوس ايران في المنطقة
[ الاربعاء, 22 مايو, 2019 ]
ليس هناك حاجة للتأكيد أن آخر من يتم أخذ رأيهم ولو من باب المشورة في أي موضوع يهم اليمن، هم الحكومة “الشرعية”، الذين لا تتم دعوتهم لأي اجتماع يخص اليمن، وغائبين عن الكواليس السياسية وغرفة العمليات العسكرية ، وأصبح لهم 5 سنوات يؤكدون أنهم أخر من يعلم،منذ إعلانهم بأنهم لا يعلمون شيئا عن انطلاق عاصفة الحزم، وانتهاء بتفاصيل اتفاق السويد، وفي كل منعطف لايجدون أحداً يلقون عليه اللوم ، هل سيتهمون الحوثيين مثلا بأنهم السبب لأنهم لم يخبروهم؟!.
بعد هذه المقدمة المتهكمة، والتي نحتاجها ونحن نتحدث عن أحداث متسارعة تعصف بالمنطقة، ستحدث تحولات كبرى تكون اليمن جزء منها، فان هذه العواصف اليوم يشارك فيها اليمن مؤثرا وليس فقط متأثراً، يمكنك النظر له كمركز تهديد، أو مرتكز قوة، وأن القوة الجديدة الصاعدة أصبح لها وزن.
فان يكون هناك احد يكرهك ويعمل لك حساب ، لهو أفضل ألف مرة من أن تكون صفراً على الشمال ، وتمر عليك الأحداث ، كما تمر الرياح على القبور. أليس كذلك..
هذا التصعيد غير المسبوق في المنطقة، اليمن اليوم في قلبه، وكما تعلم لقد أجبر اليمن أن يدخل إلى حلبة الصراع ، وفرضت عليه حرب إقليمية ، وكون الحوثيين كانوا قد تصدوا لها بعد حالة ارتباك عسكري ، إلا أن اليمن الآن كله أصبح في قلب العاصفة ، وفي صدر المقاومة.
إن السبع المُسيرات كن حدثا فارقاً، غير من مسار الحرب والتصعيد والأزمة، ليس في اليمن فقط بل في عموم المنطقة ، اليمن اليوم منصة إطلاق ، ويتم النظر لليمن بهذه الطريقة وليس فقط للحوثيين.
الحوثيون إذا اثبتوا أنفسهم وأصبحوا (ناجح ومنقول للصف الخامس) ، ودخلوا العام الخامس بشعار “قادمون.. وإنهم يألمون كما تألمون”، وإننا ونحن نرفض التصعيد وندعو للسلام والحوار ، لا يمكننا ولا يمكن لأي عاقل أو دولة أو منظمة دولية أو مشروع قانوني أو ديني، أن يحرم أو يجرم طرف ، وينتزع منه حقه في الرد وفي الدفاع عن نفسه.
وقلنا مع بداية العام الخامس إن جماعة الحوثي تدخل العام الجديد ، بتحدي جديد كمهاجم وليس فقط كمدافع، وهي المرة الأولى التي يدافع فيها اليمني عن نفسه ، ويؤكد حقه بالرد.
وكون هذا اليمني شئنا أم أبينا أم تحفظنا على مضض ، قد أصبح جزء من تحالف إقليمي * إيراني
فإن هذا من حقه أيضاً أن يرعب السعودية ، وهي التي دخلت بكل ثقلها لمنع اليمن من أن يتحول إلى منصة إطلاق، وأن يكون حليفاً لإيران، أو ذراعا لها بحسب التوصيف السعودي.
هاهي السعودية إذا ، تجد أن إيران عبر حلفائها، توصل لها رسائل بان الخطة فشلت ، لذلك من حق السعودية عقد مؤتمر فاشل جديد ، تشتري به القرار العربي والخليجي ، لتقول لهم شفتم أرأيتم ماذا تفعل إيران في اليمن .
نعم لقد صار الحوثيون أقوى مما توقعت السعودية ، وهناك سر في هذه العلاقة الجدلية بينهم وبين إيران ، فهم يبرزون كقوة، يمكنها فعل شيء ، وتحالفهم أو علاقتهم بإيران لم تحولهم إلى إمعة أو تابع لا يستشار ، ولا يمثل اليمن، وليس له قرار أو فعل “تعلمون من اقصد”..
إن حلفاء السعودية في اليمن وهم كثر، بكل أحزابهم ومعسكراتهم ومليشياتهم، وقادتهم، وشيوخهم، ووزراءهم وجنودهم ومثقفيهم وكتبتهم ومرتزقتهم، وكل ما له علاقة بهم..لا يحسب له حساب ولا يكلف أحداً لوي عنقه ليراهم.
في حين أن حليف إيران الوحيد والمزعج، جعل العالم يتطلع لكل رد فعل منه، ويحسب عليه النفس، المسالة أن إيران تقوي حلفائها، تدعمهم وتترك لهم القرار العسكري والسياسي،، تماما كما في فلسطين ، وليس فقط في لبنان والعراق، إن إيران تصنع منظومة حلفاء، وهم ليسوا أذرع… إنهم رؤوس، حان الوقت أن نتحدث عن رؤوس إيران في المنطقة.
إما السعودية فهي مفتونة بقصص الجواري والقصور، إنها تصنع جواري لا يرتقون لأن يكونوا حتى تابعين…، لذلك ليس لدينا وقت نضيعه بالحديث عن جواري السعودية في المنطقة .
بقي أن أضيف شيئاً، أن كل يمني بلا شك يرفض الوصاية السعودية ، سيرفض قطعا الالتحاق بالمنظومة الإيرانية ، إن قرار اليمن المستقل هو المشروع والهدف المنشود، لكن يبدو أن الظرف العسكري الطارئ اجبر اليمن أن يكون رأساً ومنصة إطلاق، وجزء من محور، وأن يتلقى الدعم أفضل من أن يتلقى الضرب، وأصبح نسخة من تجربة المقاومة الفلسطينية ، التي خذلها العرب ودعمتها إيران.
ولكن وجودك في محور لا ينفي استقلاليتك، وقرارك الوطني، ومصلحة بلدك، ولابد أن الأولوية اليوم هي في الدفاع عن اليمن، وأن ينتهي زمن استصغار اليمن ، فهو يفضل أن يكون رأساً على أن يكون ضمن الجواري
مشاركة: