مجلس الوزراء يوافق على خطة الانفاق للموازنة العامة للعام 2024     بريطانيا تؤكد التزامها بدعم جهود المبعوث الأممي لإحراز تقدم تجاه إحلال السلام في اليمن     الانتقالي يهاجم الحكومة ويتّهمها بالفشل في إدارة ملف الخدمات في مناطق سيطرته     هيئة بريطانية: تلقينا إخطارا عن هجوم قبالة جيبوتي     محافظ المهرة يناقش جملة من القضايا المتعلقة بتطوير كرة القدم     محافظ المهرة يطلع على سير العملية التعليمية ويوجّه بصرف بدل سفر للمعلمين     البحرية البريطانية تقول إنها على دراية بهجوم جنوب غرب عدن     الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية متفاوتة وتشكل الضباب في المرتفعات     الحلف العالمي للقاحات يوافق على مواصلة دعمه لبرامج التحصين في اليمن لمدة ثلاثة أعوام إضافية     الهجرة الدولية تعلن نزوح أكثر من 260 يمنيا خلال الأسبوع الفائت     هل في الإمكان إحياء العملية السياسية في اليمن؟     تواصل أعمال فتح الطرق المتضررة من المنخفض الجوي في المهرة     إصابة ثلاثة أطفال بانفجار قذيفة في الضالع     روسيا تؤكد على أهمية استمرار العمل على خارطة الطريق في اليمن     200 يوما من العدوان.. القسام: العدو عالق في غزة ولن يحصد إلا الخزي والهزيمة    

صدام الحريبي

كيف وضَّح هادي انزعاجه من الإمارات؟!

[ السبت, 13 أبريل, 2019 ]
في 28 يناير 2018م اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الحرس الرئاسي الموالي لهادي وبين الحزام الأمني التابع للإمارات في عدن، انتهت بسيطرة الحزام الأمني على معسكر القائد في الحرس الرئاسي مهران القباطي الموالي لهادي، ولم يتم استعادة المعسكر إلا بوساطة سعودية سريعة أقنعت الإماراتيين بتوجيه الحزام الأمني في عدن تسليم المعسكر للقائد الموالي لهادي حمدي شكري وقد تم ذلك، إلا أن هادي كان منزعجا كثيرا من الأمر بحسب مقربين منه، كون ذلك كان انقلابا واضحا عليه بدعم مباشر من دولة الإمارات التي تدَّعي أنها حليفته.

شهود عيان قالوا في ذلكم اليوم إن الطيران الحربي الإماراتي شارك الانفصاليين في حربهم والسيطرة على مرافق الدولة، وهذا ما يؤكد ضلوع الإمارات في الأمر للتخلص من هادي وإفساح المجال لمرتزقتها الذين تجهِّزهم.

يُفكِّر البعض أن الإمارات تناضل في عدن من أجل الانفصاليين ومن أجل الزُّبيدي وبن بريك، وإنها مع الانفصال، لكن ذلك هو مجرد أضغاث أحلام تراود بعض الجنوبيين فقط الذين يريدون الانفصال بالفعل، إنما في الأصل تناضل الإمارات من أجل إفساح الطريق لورثة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذين اتفقوا مقدما مع الإمارات بأنهم سيكونوا عبيدها في اليمن، ولن يطير طيرا في الوطن إلا بعد إذن السفير الإماراتي في اليمن.

أما بالنسبة للزبيدي وابن بريك، فسيُنظِّرون حينها لأهمية التحامهم مع النظام الجديد الذي يقوده ورثة صالح لا قدَّر الله، لأنه بريك والزُّبيدي ما هم إلا مكائن تستخدمهم الإمارات مؤقتا وهم يستلمون مقابل ذلك، على عاكس المواطن البسيط الفقير الذي يحلم بالانفصال من أجل أنهم قالوا له أن الشماليين "البسطاء" قد أخذوا ثروة الجنوب.

إذًا الأمر قائم على قدم وساق، ومن هذا المنطلق يخبرني أحد الأصدقاء أن القوة التابعة لطارق صالح تكبر يوما فيوم، وأن الإمارات تتكفل بكل احتياجات ونثريات ورواتب جنود طارق وتهتم بهم أكثر بكثير من مسلحي المجلس الانفصالي، ونتائج هذا واضحة للعيان، فمرتزقة الانفصال سينتهي دورهم عما قريب بالنسبة للإمارات، وهذا طريق لا شك فيه بمقدار ذرة.

صديقي الآخر يقول أن هاني بن بريك أقسم وتوعَّد بأن لا ينعقد مجلس نواب الاحتلال اليمني في أية أرض جنوبية، وإذا حدث ذلك فهو "نعجة"، ولذلك فإن انعقاد المجلس رغم وعيد الإرهابي بن بريك هو دليل آخر يُضاف إلى مئات الأدلة بأن الانفصاليين القتلة والمتاجرين بالقضية أمثال بريك وغيره هم مجرد نعاج بالنسبة للإمارات، وهي رسالة تحاول الإمارات من خلالها ترويض مرتزقتها القتلة هناك.

كل ذلك يزعج هادي كثيرا، لكنه لا يستطيع التحدث بذلك والفضفضة أمام وسائل الإعلام، كون ذلك سيكون له عواقبه وسلبياته، لكن هادي يكتفي بإرسال الرسائل التي تحتاج إلى تركيز عميق لفهمها، ورسائل هادي ليس لليمنيين وحسب، بل حتى للخارج الذي يُدرك ذلك حق الإدراك لكنه يمارس التطنيش وعدم الفهم لأسباب أهمها الكرم والانبطاح الإماراتي لهم.

ولهذا دعوني أوضح بعض هذه الرسائل، وهي أن خطاب هادي اليوم في انعقاد المجلس في سيؤون شكر فيه السعودية وأثنى عليها ولم يذكر الإمارات أو أولاد زائد لا من قريب ولا من بعيد، وهذا ليس نسيانا وليس صدفة، كون هذا ثاني خطاب على التوالي لهادي لم يذكر فيه الإمارات ولم يعرِّج عليها تعريج حتى، وهذا يجبرنا على تفسير واحد لا شريك له، وهو أن الإمارات تمارس لعبة إسقاط هادي وأنها ليست راضية عنه، وتريد أن تضع بدلا عنه ورثة عفاش سواءً بالسلام والأمان أو بالحرب والقتل.


مشاركة:


تعليقات