الرئيسية > أخبار اليمن
صحيفة أمريكية: السعودية تغرق في مستنقع الحرب اليمنية
المهرة بوست - خاص
[ السبت, 23 مارس, 2019 - 11:14 مساءً ]
قالت صحيفة "المونيتور" الأمريكية إن الحرب المستمرة في اليمن منذُ أربع سنوات أغرقت السعودية في مستنقع السمعة السيئة.
وذكر الكاتب بروس ريدل في مقال للصحيفة أن الحرب خلقت نفوراً لدى الكونجرس الأمريكي ووسائل الإعلام ضد السعودية ، مع احتمال عواقب وخيمة على مستقبل العلاقات الأمريكية السعودية على المدى الطويل.
وبحسب الكاتب تدخلت المملكة العربية السعودية قبل أربع سنوات في الصراع بين الإدارة المنتخبة للرئيس عبد ربه منصور هادي والحوثيين.
وأكد أن خطوط المعركة لم تتغير كثيراً في السنوات الثلاث الأخيرة ، بعد سيطرة التحالف بقيادة السعودية على معظم جنوب اليمن، ولكن رغم االأفضلية الجوية والمليارات التي تنفق على الجيش ، لم يتمكن السعوديون وحلفاؤهم من طرد المتمردين من معاقلهم في الشمال أو التقدم إلى صنعاء، بل وجهت اتهامات لسلاح الجو بالقصف المتكرر لأهداف مدنية وارتكاب جرائم حرب..
وأوضح أن الرياض أحكمت قبضتها إلى حد ما على أجزاء من الجنوب ، كما هو الحال في محافظة المهرة على طول الحدود العمانية ، حيث تسعى الى بناء خط أنابيب للنفط يصل إلى المحيط الهندي.
وتابع: أما في مناطق أخرى مثل عدن فقد سلموا الدفة إلى أبوظبي، التي بنت شبكة من الميليشيات المحلية أكثر ولاءً للإمارة من الرئيس هادي.
وفي ديسمبر الماضي ، توصلت الأمم المتحدة الى اتفاق ستوكهولم بعقد هدنة ، في إطار جهود محاولة حل الأزمة اليمنية ، بدءًا بوقف إطلاق النار في ميناء الحديدة الشمالي، وهو المدخل الرئيسي لـ 70 % من المواد الغذائية والأدوية للبلد.
ووفقًا للأمم المتحدة ، يحتاج 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 24 مليون نسمة إلى المساعدة الإنسانية و 10 ملايين على وشك المجاعة. بموجب اتفاق ستوكهولم ، سيفضي وقف إطلاق النار في الحديدة الى انسحاب الحوثيين من الميناء.في ظل غموض عمن سيتولى المسؤولية. ولا تزال الأمم المتحدة تضغط من أجل الانسحاب.
وأفاد الكاتب لم يتزحزح الحوثيون ورفضت قيادتهم تسليم الموانئ للتحالف، و بدلاً من ذلك ، كرروا تهديدهم بمهاجمة الرياض وأبو ظبي بالصواريخ. وقد أطلقوا النيران قصيرة المدى و قذائف الهاون وطائرات بدون طيار عبر الحدود السعودية، حيث رصدت الرياض هذا الأسبوع إن أكثر من 70.000 "قذيفة" ضربت المملكة في السنوات الأربع الماضية.
ويقول الكاتب، الحوثيون نجحوا بتصوير أنفسهم على أنهم المدافعون عن الحقوق الوطنية اليمنية ضد التدخل الأجنبي بقيادة السعودية، مما يثبت أن السعوديين غير كفؤين في حرب الدعاية كما هم في ساحة المعركة.
وحظيت الرياض بالدعم الأمريكي ، على الأقل من إدارة دونالد ترامب، وقد وقف البيت الأبيض وراء حرب السعوديين وراء قائدها ولي العهد محمد بن سلمان،على الرغم من التقارير حول استخدامه فريقاً لتصفية أعدائه لسنوات ، بما في ذلك جمال خاشقجي الذي اغتيل في قنصلية بلاده في اسطنبول اكتوبر 2017، فإن إدارة ترامب وقفت وراء ولي العهد. وقدمت له دعماً دبلوماسياً حاسماً ، والأهم من ذلك ، امدت القوات الجوية السعودية بالذخيرة والتكنولوجيا.
وبالمقابل هاجمت وسائل الإعلام الأمريكية وعدد كبير من الكونغرس المملكة وولي عهدها، و جاءت اقسى الانتقادات من أعضاء مجلس الشيوخ المسلمين الجدد، رشيدة طالب وإلهان عمر، اللتين تعرضتا لهجوم حاد من قبل الإعلام السعودي ، ووصفت عمر الحرب السعودية بأنها "جريمة ضد الإنسانية" وطالبت الولايات المتحدة التوقف عن التواطؤ في جرائم الحرب.
ومن المنتظر أن يقوم الكونجرس بتمرير تشريع يخفض الدعم الأمريكي للحرب السعودية ، لكنه يفتقر إلى الأغلبية لتجاوز حق ترامب في النقض. ومع ذلك ، فإن حجم التكتل الهائل الذي يعارض الحرب ينبغي أن تكون بمثابة دعوة للاستيقاظ في الرياض.
ورغم أن السعوديين سعوا دوماً إلى ضمان دعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري لعلاقاته مع واشنطن والحفاظ على أوساط ودية، حتى في الأيام التي تلت 11 سبتمبر، غير أن الديمقراطيين يتجهون أكثر فأكثر الى صالح الانضمام لخطة العمل الشاملة المشتركة مع إيران إذا فازوا في عام 2020، وذلك سيكون سقطة كبيرة للرياض، خاصة ان ولي العهد وبالتنسيق الوثيق مع إدارة ترامب جعل معارضة سياسات إيران في المنطقة، حجر الزاوية لسياساته الخارجية.
وبين أن المسار الحكيم هو أن يضغط السعوديون من جانب واحد لإنهاء الحرب في اليمن وتخفيف الأزمة الإنسانية بسرعة، وإن كان ولي العهد لن يستطيع مطلقاً إزالة وصمة قتل خاشقجي، لكن يمكنه اتخاذ خطوات لإلغاء الحرب بشكل كبير.
ويرى ان الوقف التام للغارات الجوية ، أو حتى وقف إطلاق النار من جانب واحد دون شروط من شأنه أن يساعد في عزل الحوثيين وتخفيف الضغط وربما يبدأ في تغيير صورة المملكة.
مشاركة الخبر: