الرئيسية > تقارير
جولات "الانتقالي" تشعل غضبا حكوميا تجاه الإمارات .. سيناريوهات المواجهة؟ "تقرير خاص"
المهرة بوست - خاص
[ السبت, 23 مارس, 2019 - 08:26 مساءً ]
في الوقت الذي يتنقل فيه قادة ما يسمى " المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإمارات، في عواصم العالم، يستمر عمل الإمارات ومعها السعودية في تقويض جهود الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا واحتجاز الرئيس هادي في العاصمة السعودية الرياض منذ أكثر من عام ومنعه من العودة إلى عدن.
جولات قيادات "الانتقالي الجنوبي" التي شملت لندن وموسكو أثارت سخطا حكوميا ليس الأول من نوعه تجاه الدور الذي تلعبه الإمارات في اليمن منذ أربعة أعوام، لكنه الأكثر وضوحا ووصل إلى المطالبة بطردها من التحالف.
آخر تلك التصريحات جاءت على لسان وزير النقل في الحكومة اليمنية صالح الجبواني، الذي طالب الشرعية بأخذ "على محمل الجد الزيارات التي يقوم بها قادة ما يسمى بالانتقالي إلى الخارج حيث يسافرون إلى تلك العواصم من أبوظبي".
الجبواني قال في تغريدات له إن "مشكلتنا مع طهران واضحة وليس بيننا وبين ميليشياتها غير الحرب"، لكن "علاقتنا بأبوظبي ملتبسة وآن للشرعية أن تتخذ موقفاً بتصحيح علاقتها بأبوظبي أو فض التحالف معها".
وسبق الجبواني بأيام تصريحات مشابهة لمحافظ محافظة المحويت صالح سميع، في مقابلة تلفزيونية قال فيها إنه يجب على الرئاسة "أن تتخذ قراراً إذا ما استمر جانب من التحالف في غيه-في إشارة إلى الإمارات-موضحا أن اليمن بلد 30 مليون مواطن وليس لعبة".
التصعيد الأخير فتح باب احتمالات كثيرة أمام مستقبل العلاقة المتوترة بين الحكومة اليمنية والإمارات خصوصا كونها جاءت بعد تهدئة بين الطرفين، منذ إقالة الرئيس هادي لرئيس الوزراء السابق المناهض للإمارات أحمد عبيد بن دغر في اكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
حرج للحكومة الشرعية..
الصحافي والكاتب حسن الفقيه اعتبر أن الحكومة الشرعية تواجه حرجا وضغوطا غير مسبوقة خصوصا مع استمرار غيابها في الخارج ودخول الحرب عامها الخامس، وبروز منعطفات ومتغيرات حادة على المشهد كان آخرها معركة حجور، وتزايد السخط الشعبي وتململ قطاع واسع من المؤيدين للشرعية.
ورأى الفقيه في تصريحات لـ "المهرة بوست" أن "كل تلك المعطيات جعلت الحكومة الشرعية في محك مصارحة الناس بما يجري أو الإعلان الجاد عن نيتها بالعودة الأخيرة إلى الداخل "مهما كان الثمن باهظا" كما قال مسؤولا بارز في الشرعية لفضائية تبث محسوبة على الشرعية تبث من الرياض.
وأضاف الفقيه: بمعنى آخر فإن المساحة الذي ظلت الحكومة الشرعية تناور فيها وتتكوم بداخلها تضيق عليها كل يوم، وجاءت التصريحات التي أعتبرها شخصيا مدبرة وليست عفوية في هذا السياق، ومن قبيل محاولة الاحتفاظ بما تبقى من رمزية للشرعية في أذهان الناس بعد أن شهدت اهتزازا كبيرا.
وأوضح الفقيه أن المطالبات من قبل المسؤولين بطرد الإمارات "تحمل دلالة رمزية وظرفية، وتقرأ على أنها أشبه ما تكون بطلب مهلة غير مباشرة من الناس التي صارت تفقد كل يوم ثقتها بالشرعية، ولا تجد حرجا في مقارنتها بالطرف الانقلابي".
رفع الغطاء عن الإمارات..
الفقيه في حديثه لـ "المهرة بوست" قال إن "الشرعية ما تزال تمسك بخيوط اللعبة رغم الترهل الحاصل والأداء السلبي المتراكم".
وأضاف إن احدى الخيوط التي تمسك بها الشرعية وأقلها هي "الاستغناء عن خدمات الإمارات ضمن التحالف العسكري، وبالتالي سيغدو مجرد بقائها لساعة واحدة في اليمن كدولة احتلال بعد رفع الغطاء عنها، وتغدو أدواتها بين خيار الاستسلام والتسليم أو المواجهة كفصائل متمردة، وكما لوح بذلك أكثر من مسؤول بالشرعية".
خيارات مكشوفة للإمارات..
وفيما يتعلق بما يمكن للإمارات مواجهة الحكومة الشرعية به، يرى الصحافي حسن الفقيه أن الإمارات استخدمت واستنفدت كل وسائل التصعيد ضد الحكومة اليمنية.
الفقيه قال إن الإمارات "عمدت على تقويض السلطات الشرعية بدعمها عدد من النخب والأحزمة والتشكيلات التي تدين لها بالولاء، وقيامها بإغلاق الموانئ والمطارات، ومنع عودة الشرعية لمزاولة عملها من الداخل، ولايزال بيدها عدد من الخيارات باعتبارها طرفا سارع في تثبيت قدميه والعمل لأجندته بكل جلاء منذ الأشهر الأولى للحرب.
وأشار الفقيه إلى أن المتوقع أكثر من سيناريو، لكنها تظل خيارات مكشوفة ومنزوعة المشروعية والغطاء فحسب.
وأكد الفقيه أن المسألة اليمنية تتعلق الآن بتسرب ثقة الناس بالداخل من الحكومة التي تدير شؤون البلد من الخارج، ومن التحالف الذي يرى قطاعا واسعا أنه صار يعمل وفقا لأجندته الخاصة بعيدا عن الأهداف المعلنة والتي تدخل من أجلها في اليمن.
وأوضح أن فقدان الثقة بالحكومة والتحالف، جعل قناعات الناس تتعزز بالعمل على خلق واقع جديد يفرض واقعا مغايرا ويوقف تشظي وتمزق البلاد واستمرار مرحلة (اليأس) القائمة، وهذا يفسر التصريحات الأخيرة وصراع الإرادات ومرحلة ما بعد "كسر العظم".
مشاركة الخبر: