لجنة الطوارئ بمارب تباشر مهامها لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي     إصابة ثلاثة أطفال أشقاء بانفجار جسم حربي في الضالع     أمن المهرة يحذر المواطنين من التواجد في مجاري السيول أثناء هطول الأمطار     بعثة الأمم المتحدة تعلن رصد 9 ضحايا بحوادث ألغام ومتفجرات في الحديدة خلال مارس     الحوثيون يعلنون تنفيذ 14 عملية في أسبوعين وصولا إلى المحيط الهندي     كهرباء المهرة تعلن ارتفاع ساعات انقطاع الخدمة نتيجة نفاذ الوقود     محافظ المهرة يتفقد الأعمال الجارية في فتح الطريق بوادي الجزع     جماعة الحوثي تعلن مقتل ثلاثة من ضباطها بنيران القوات الحكومية     توغل واسع للفقر في اليمن... ملايين الأسر تحت طائلة الجوع     الهجرة الدولية تعلن نزوح سبع أسر يمنية خلال الأسبوع الفائت     الصين تدعو الأمم المتحدة بأن تضطلع بدورها في ايقاف العدوان الصهيوني على قطاع غزة     الأرصاد: هطول أمطار رعدية على المهرة وحضرموت واضطراب البحر     جماعة الحوثي: لدينا اشتباه بدخول عناصر من الموساد الإسرائيلي إلى المخا     واشنطن: هدفنا في اليمن فتح البحر الأحمر وضمان الملاحة البحرية     الاحتلال الصهيوني يرتكب 6 مجازر جديدة في غزة    
الرئيسية > أخبار المهرة وسقطرى

كيف فضحت المهرة خفايا صراع السعودية والإمارات على ثروات اليمن؟


تتصارع الإمارات والسعودية على سواحل ومنافذ اليمن الشرقية

المهرة بوست - وحدة الرصد-خاص
[ الثلاثاء, 19 مارس, 2019 - 05:46 مساءً ]

كشفت محافظة المهرة اليمنية، خفايا الصراع الدائر بين التحالف السعودي الإماراتي على ثروات اليمن ومواقعها الإستراتيجية.

وتقول مصادر سياسية إن الصراع الإماراتي – السعودي على المصالح في الأراضي اليمنية وفي مقدمتها المحافظات الجنوبية، كان سبب إطالة أمد الحرب في اليمن وترحيل حلول الأزمة اليمنية، التي كان من الممكن وضع حد لها في الشهور الأولى لاندلاع الحرب.

وفي وقت سابق نقلت صحيفة "القدس" العربي إن “استمرار الحرب اليمنية طوال هذه الفترة التي تجاوزت الأربع سنوات والمرشحة للاستمرار لأجل غير مسمى، ما هي إلا دليل واضح على الصراع الخفي الإماراتي السعودي حول مصالحهما في اليمن”.

وأضاف أن “هذا الصراع تكشفت خيوطه بشكل واضح في بعض المناطق اليمنية التي تصارع عليها الطرفان، والتي شهدت تجاذبات لسكانها من قبل أبوظبي والرياض، وتعد محافظة المهرة أبرز مثال على ذلك”.

وأوضح أن السعودية والإمارات اتخذتا من الحرب اليمنية مبررا للتدخل في اليمن، تحت غطاء محاربة الانقلاب الحوثي، لتحقيق المصالح التي عجزت الرياض وأبوظبي عن الحصول عليها طوال العقود الماضية، وبالتالي لعبتا دورا في إطالة أمد الحرب لإضعاف الحكومة اليمنية وإبقاء الوضع الراهن عند مستوى “اللاإنتصار” على حد تعبيره، لأي طرف، سواء الحكومي أو الحوثي، والدفع ببعضهما ضد الآخر لاستمرار أمد الصراع والاقتتال الداخلي اليمني، في حين تتسابق أبوظبي والرياض على مصالحها التي تسعى الى تحقيقها من وراء ذلك.

عاصفة تفكيك اليمن

ويقول الباحث الفلسطيني، عبد الحميد صيام، إن اليمن أمام عاصفة التفكيك، في إشارة إلى عاصفة الحزم التي شنتها السعودية والإمارات على اليمن، في أواخر آذار/ مارس 2015؛ لمزاعم إعادة الشرعية والقضاء على الإنقلاب.

وأفاد عبد الحميد صيام، وهو محاضر بمركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجرسي، في مقال له تحت عنوان، "اليمن أمام عاصفة التفكيك"،"إن عاصفة الحزم التي انطلقت قبل أربع سنوات لإعادة الشرعية، وهزيمة الحوثي المدعوم من إيران، قد تهاوت منذ زمن بعيد عندما اتضح أن هناك مصالح أعقد وأبعد بكثير من دعم الرئيس الشرعي، إذ أن الجبهات تعددت والعمليات العسكرية شملت مناطق لا وجود للحوثيين فيها".

واستعرض الدور السعودي في المهرة شرقي اليمن. مؤكدا أن "السعودية دفعت قواتها لبسط السيطرة على محافظة المهرة، ثاني أكبر محافظات اليمن بعد حضرموت في يناير/ كانون الثاني 2017.

 وتوجهت القوات العسكرية التابعه لها للسيطرة على منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي". 

وأشار إلى أنه "وبما أن حجة محاربة الحوثيين لا تستقيم لذي حجى، بررت السعودية هذه الاندفاعة إلى تقارير تدعي أن هناك عمليات تهريب للسلاح من هناك إلى الحوثيين، ولا نعرف كيف يمكن أن يصل السلاح إلى الحوثيين من هذه المنطقة النائية المجاورة لعُمان، إلا إذا مرّ بالأراضي السعودية". 


وأكد في هذا الصدد، "أن دول التحالف السعودي الإماراتي قد كذبت مرتين ـ عندما ادعت أنها جاءت لتدعم الشرعية، وإذا بها تقوض الشرعية وتدوس عليها وتحولها إلى مهزلة، وثانيا عندما ادعت أنها جاءت لإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، فإذا بها تقوي الوجود الحوثي في مناطق الشمال، وتلتفت هي إلى الجنوب وتعمل على فصله وإقامة دولة موالية". 

وأشار إلى "قيام التحالف السعودي الإماراتي باستغلال مصادر اليمن الطبيعية وتتقاسم مناطق النفوذ لتترك اليمن أشلاء ممزقة كي لا تقوم له قائمة".


واستدرك الباحث عبد الحميد صيام بالتأكيد على أن "أهل اليمن المعروفين بصلابتهم وشجاعتهم وقدرتهم على التحمل، والذين مرغوا أنف بريطانيا في عدن، لن يخضعوا لمستعمرين جدد حتى لو كانوا من أبناء الجيران والعمومة". حسب وصفه.

مصالح وأجندات خاصة

ونقلت صحيفة "القدس العربي " عن مصدر سياسي رفيع المستوى ان “لدى كل من أبوظبي والرياض أجندات خاصة بهما في اليمن، ليس من بينها إعادة الحكومة الشرعية الى اليمن أو السعي الى كسر شوكة الانقلابيين الحوثيين، وبالتالي تقوم كلا منهما في تغذية الأطراف المتحاربة في اليمن بطريقة أو بأخرى للعمل على إطالة أمد الحرب، حتى تحقق الرياض وابوظبي مصالحهما التي تطمحان اليها في اليمن”.

وأضاف أن الحرب اليمنية، أخذت ظاهريا شكل الحرب الاقليمية، بين السعودية وإيران، وأن القوات الحكومية والميليشيا الحوثية، يلعبون دور الحرب بالوكالة، لكنها أيضا أخذت شكل حرب المصالح بين السعودية والإمارات، فيما اتخذ من التمدد الإيراني في الحديقة الخلفية للسعودية مبررا قويا لتحقيق مصالح الرياض في اليمن التي طالما طمحت الى تحقيقها ومعها أبوظبي التي كانت توّاقة لوضع موطئ قدم لها في اليمن.

وأوضح أنه مع اتساع دائرة المصالح السعودية الإماراتية في اليمن، بدأ الصراع بينهما يتشكل حول حجم هذه المصالح التي يسعى كل طرف منهما الحصول عليها، واستمر السباق على الهيمنة على المصالح الهامة ليشمل السيطرة على مناطق يمنية نائية وبعيدة عن الصراع المسلح مع الحوثيين، ولم تشهد مناطقها اي تواجد حوثي، مثل جزيرة سقطرى ومحافظة المهرة.

ووفقا لهذا المصدر كان التدخل السعودي الإماراتي في اليمن، تحت غطاء التحالف، لأسباب ذاتية وأجندات خاصة بها، لتحقيق مصالح اقتصادية طالما حلمت بها كل من الرياض وأبوظبي، حيث كانت السعودية تسعى منذ عقود طويلة الى الحصول على منفذ بري لانتاجها النفطي عبر الأراضي اليمنية الى المياه المفتوحة التي تبدأ في بحر العرب، المطل على الشواطئ اليمنية ومنه الى المحيط الهندي، فيما كانت تطمح أبوظبي السيطرة على المواني البحرية اليمنية لقتل نشاطها التجاري وعدم السماح لها بتنشيط حركتها الملاحية، حتى لا تنافس وتؤثر على ميناء دبي الاقليمية، التي تعد العصب التجاري للإمارات.

وذكر أن الأسباب الاقتصادية كانت وراء تدخل السعودية والإمارات في اليمن واللتان ركزتا منذ البداية على تحقيق هذه المصالح، حيث ركزت أبوظبي على السيطرة على الموانئ اليمنية ابتداء من ميناء عدن، مرورا بميناء المكلا فميناء المخا، وأخيرا محاولة السيطرة على ميناء الحديدة، في حين لا زالت السعودية تسعى الى تحقيق هدفها الاستراتيجي في الحصول على الممر البري لأنابيب نفطها الى البحر العربي عبر محافظات حضرموت أو المهرة اليمنيتان.

وأوضح أن السيطرة المبكرة للقوات الإماراتية على محافظة حضرموت، أو عبر القوات الموالية لها الممثلة بقوات النخبة الحضرمية، أعاق تحقيق السعودية لحلمها هناك وهو ما بدأ بخلق الصراع السعودي الإماراتي على المصالح، فاضطرت السعودية الى الانتقال الى محافظة المهرة النائية التي تعد أكثر المحافظات اليمنية بعدا عن المركز اليمني، والمحاذية لسلطنة عمان، حيث أوقفت التمدد الإماراتي نحوها وسارعت في إرسال قوات عسكرية سعودية بكامل عتادها الثقيل، للسيطرة على محافظة المهرة، بدون وجود أي مبرر للتدخل العسكري السعودي فيها، من منظور الحرب الراهنة في اليمن.

وقالت هذه المصادر “كشف التواجد العسكري الإماراتي والسعودي في محافظات حضرموت والمهرة وكذا محافظة سقطرى أن تدخلهما في اليمن لم يكن بريئا بمبرر إنقاذ الحكومة الشرعية، ولكنه كان لتحقيق مصالحهما الاقتصادية بالدرجة الأولى، وان اتساع دائرة المصالح بين أبوظبي والرياض في اليمن خلق أجواء لصراع خفي بينهما حول هذه المصالح بدأ يتشكل منذ وقت مبكر ولكن شرارته ظهرت للعلن في محافظات المهرة وسقطرى أكثر من أي وقت مضى، وهو ما قد يساهم في عرقلة الحلول للأزمة اليمنية ويلعب دورا في إطالة أمد الحرب، لأن انتهاء الحرب في اليمن معناه تعثر تحقيق المصالح الإماراتية والسعودية في اليمن قبل قطف ثمارها”.

 



مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات