الرئيسية > تقارير
مخاوف من تكرار سيناريو عدن..المهرة تتجه نحو تشكيل لجان أهلية تفشل مخطط ملشنتها( تقرير خاص)
المهرة بوست - تقرير خاص
[ الإثنين, 04 مارس, 2019 - 12:16 صباحاً ]
دفع التصعيد السعودي الإماراتي، أبناء محافظة المهرة إلى المطالبة بتشكيل لجان أهلية تتصدى للمشاريع الإرهابية والميليشاويه التي تسعى من خلالها الدولتين إلى إثارة الفوضى وزعزعة أمن واستقرار المحافظة البعيدة عن الحرب.
واعتبر نشطاء من أبناء المحافظة، أن تكوين اللجان الأهلية أصبح واجب، لإنقاذ المهرة من تكرار سيناريو القتل الوحشي والسجون السرية والدمار الذي شهدته العاصمة عدن وعدد من المحافظات المجاورة لها والتي تقف خلفها أبوظبي.
وتشهد المحافظة، منذ أبريل من العام 2018، اعتصامات سلميّة للمطالبة بخروج القوات السعودية والإماراتية من المهرة، وتسليم منفذي شحن وصرفيت، وميناء نشطون، ومطار الغيضة الدولي، للقوات المحلية، والحفاظ على السيادة الوطنية.
ولم تستجيب دول التحالف لتلك الدعوات بل صعدت من تحركاتها بعد ان استطاعت الاحتجاجات الشعبية تعرية نوايا الطمع والهيمنة إلى تحويل المحافظة إلى بؤرة صراع من خلال ارسال ميليشيات وجماعات تسهل مخطط تواجدها لمدة طويلة في المحافظة.
ويرى مراقبون أن أن التحالف السعودي الإماراتي أظهر نزعة للاستحواذ على الجغرافيا اليمنية في محافظتي المهرة وسقطرى، البعيدتين جداً عن مسرح العمليات العسكرية؛ ما يؤكد انحراف المهمة التي قامت من أجلها الحرب، ومن ثم تعاظمت تبعاتها الاقتصادية وتسارع انهيار العُملة الوطنية.
نكون أو لا نكون
يقول الناشط "صالح المهري"، إن أبناء المهرة اليوم أمام مفترق طرق، إما مع السيادة الوطنية أو مع سيادة شكلية تديرها السعودية والإمارات، وإما مع اليمن أو مع الإحتلال، وإما نكون أو لا نكون.
وأفاد "المهري" أن ابناء رفضو كافة الأساليب الملتوية التي يقودها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، وتمرير الأطماع والطموحات في السيطرة على أرض المهرة، وخرجت المظاهرات السلمية وأعلن الشعب كلمته منذ اليوم الأول (23 الأثنين يونيو 2018) .
وأضاف: لكن ما حدث ويحدث في المهرة وتستميت عليه قوى التحالف السعودية والإمارات فرض أمر واقع غير مقبول دستوريا ولا شعبياً، في ظل صمت مريب من الشرعية المعترف بها دولياً والقوى السياسية اليمنية.
وتابع: الشرعية التي حاول أبناء المهرة إيقاظها وتنبيهها عما يحدث في أرض المهرة، لكنها تجاهلت بشكل متعمد مطالب أبناء المهرة الستة .
وأشار إلى أن الأمر لم يتوقف عند ذلك فقد حاولوا جميعا تشويه الاعتصام السلمي لأبناء المهرة، مؤكدا في الوقت ذاته أن اعتصام المهرة كان الناقوس الحقيقي للمظاهرات السلمية الرافضه للصلف السعودي الإماراتي في اليمن.
وبين أن اليمن يلتفون حول قضية المهرة والتي تجسد قضية الوطن وأبنائه جميعا، وحماية لمكتسبات الشعب الحقيقية.
مسؤولية السلطان عفرار
وقال الناشط صالح المهري أن أبناء المهرة ظلوا متماسكين مجتمعياً منذ قديم الأزل، وهذه الميزة تضاف إليها احترام أبناء المهرة للضيف وأيضا لقياداتهم ومشائخهم وأصحاب المكانة السياسية في مجتمعنا القبلي المنفتح على الجميع.
وأوضح أن ذلك واضح جلياً بما تملكه أسرة آل عفرار الزويدي من أرث تاريخي وقبلي وسلطة سياسية فهم أصحاب كلمة مسموعة عند جميع مكونات وقبائل المهرة.
ووفقا للمهري فإن اليوم يقع على عاتق السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار ، مسؤولية كبيرة في جمع كلمة المهرة خلفه والتي ترفض فيه احتلال أراضيها تحت أي مسمى من المسميات، أو تمرير المشاريع أو إثارة النعرات القبلية والطائفية عن طريق الأذرع العسكرية والمليشيات المسلحة التي تستمر السعودية والإمارات في تقويتها في المهرة.
وطالب الناشط صالح المهري، بتأسيس قوة قبلية مؤقتة من كافة أبناء المهرة من أجل حماية الأرض من كل ما يمارسه الإحتلال السعودي الإماراتي، حتى تستعيد الشرعية عافيتها ومكون الدولة الحقيقي الذي يجمع أبناء اليمن جميعا.
التحالف انقلب على الشرعية في المهرة
وفي ذات السياق طالب الإعلامي "أحمد بلحاف"، الشخصيات الاجتماعية والقبلية في المهرة، بتكوين لجان أهلية للحفاظ على أمن واستقرار المحافظة.
وقال "بلحاف" وهو أحد أبناء المحافظة إن الإنهيار الغير مسبوق لمؤسسات الدولة، نتيجة الحرب العبثية التي تشنها دول التحالف تفرض على أبناء المهرة تكوين لجان اهلية للحفاظ على أمن واستقرار مناطق ومدن المحافظة وسكانها.
وأفاد: لاسيما وأن هناك توجه من دول التحالف العربي وقد شرعت فيه وهو العمل على استقدام مليشيات من خارج المحافظة وتسليمها السلاح والعتاد و تنفيذ مخططات لا تمت لاهداف التحالف العربي بأي صله بل انها وصلت الى الاعتداء على ارواح المواطنين وممتلكاتهم الخاصة في محافظة المهرة .
وأشار "بلحاف" إلى أن الاشقاء في تحالف السعودية والإمارات لم يتركوا لأنفسهم اي مساحة لأبداء حسن النوايا.
وأضاف: على الاقل كان الآولى أن يدعموا المؤسسات الامنية والعسكرية القائمة رغم ان أمر تواجدهم لا يحمل اي صفة شرعية لان هدف عاصفة الحزم المعلن عنه اعادة الشرعية وحمايتها.
واعتبر الناشط "بلحاف" ما تم في الممهرة انقلاب على الشرعية واستغلال للظروف التي تمر بها البلاد.
ولفت إلى أن كل ما قامت به القوات التابعه للتحالف الاماراتي السعودي من انتهاكات ابتداءً ( بحادثة كورنيش الغيظة ومرورا بحادثة الانفاق ووصولاً الى حادثة الاعتداء على ممتلكات الصيادين وما يحدث من تصرفات اخرى غير مقبوله تمس كرامة المواطنين وسيادة الدولة.
وبين "بلحاف" أن الأدوات التي جلبتها السعودية لشرعنة تواجدها في المحافظة منها ما كان قد تم صنعه في لجنة قبائل الربع الخالي منذ سنوات بالتوقيع على ان قشن وسيحوت وحصوين ويروب وتنهالن وحات والغيظة والمسيلة ومناطق أخرى على انها أودية تتبع الاراضي السعودية.
وأكد أن المملكة وجدت نفسها في الطريق غير الصحيح وان مثل هذه الأمور تتعارض مع اتفاقيات الحدود مع الدولة اليمنية اضافة الى انها تعتبر اختراق سيادة الدولة والتدخل في شؤونها، الأمر الذي دفعها لإيقاف معاملات قبائل الربع الخالي وعدم التجديد لحاملي الهوية السعودية ومنعهم من السفر.
تأطير أصحاب السوابق
وأفاد أنها لجأت إلى خطط أخرى لمعالجة مشروعها التوسعي عبر تأطير أدوات اخرى من ذوي السوابق المشبوهه وخريجي السجون مستغلة ظروف الشرعية المختطفة في الرياض. وبين أن تعيين باكريت كانت صبغة شرعية مزوره في ادارة المحافظة واحلال المليشيات والعصابات بدل مؤسسات الدولة الشرعيه للعمل تحت اشراف قائد قاعدة مطار الغيظة (ابوفلان) مع غض الطرف عن التصرفات التي من شأنها ادخال المهرة في مربع الفوضى والايعاز لادواتهم القيام بنهب المال العام واهداره.
وأضاف: كل ذلك الفساد من أجل يتمكنوا من انهاك المحافظة اقتصاديا وربط مصالحها واحتياجاتها بما يسمى صندوق اعادة اعمار اليمن والتمكن من نشر معسكراتها بطريقة لا تختلف عن الاحتلال اطلاقا حيث بلغت الى الان ما يقارب 24معسكر مليئة بالمتطرفين والمليشيات الارهابية تقلق السكينة العامه وتستفز المواطنين.
وأشاد "بلحاف" بالوحدة التي يتمتع بها أبناء المهرة الرافضة للمليشيات والجماعات المتطرفة رغم محاولات مراسل المطار راجح باكريت الذي يطلقوا عليه محافظ في الدفع بمبالغ ماليه كبيرة كمرتبات للشيوخ مقابل انهاء الاعتراض على تواجد المليشيات ومعسكراتها التابعه للتحالف الاماراتي السعودي.
وأكد أن شيوخ المهرة وشخصياتها الأجتماعية كانت لها مواقف مشرفة، ورففضت المساس بامن المحافظة، والمساومة عليه.
وأكد على أهمية تشكيل لجان أهلية تعمل على حفظ أمن وأستقرار مدن ومناطق المحافظة. وأضاف: أن تشكيل تلك اللجان شيء طبيعي ولابد منه وعلى القبائل والشرائح المجتمعية في محافظة المهرة التهيئة لذلك حتى لا تتكرر نجربة عدن ومناطق الجنوب التي كانت فريسة سهلة امام مليشيات التحالف الاماراتي السعودي مما نتج عنه اغتيالات واعتقالات وتصفية كل من يعارض اخطأهم فاصبحت كما نشاهد في دوامة الفوضى والخراب والانتهاك.
إدخال البلد في أتون الفوضى
وكان وكيل محافظة المهرة السابق الشيخ على سالم الحريزي، قد ما يسمى بـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات، من محاولات إنشاء مليشيات تابعة له في محافظة المهرة، أقصى شرقي البلاد.
وقال الحريزي في تصريحات صحفية له، إن على "المجلس الانتقالي" "وقف استخدام أبناء الجنوب بشكل عام والمهرة بشكل خاص كأدوات تعمل لصالح دولة الإمارات وأجندتها في اليمن، وعليها تغليب صوت العقل والوقوف صفا واحدا مع كل القوى الوطنية ضد الاحتلال السعودي الإماراتي حتى خروجه من الوطن".
وجدد الحريزي رفض أبناء المهرة المطلق لتواجد أي مليشيات في محافظتهم، موضحا أن الإمارات "تسعى عبر تشكيلاتها المسلحة إلى خلق وضع جديد، يمكنها من الهيمنة على اليمن، والسيطرة على منافذه ومقدراته، وسلب القرار الوطني، وانتهاك سيادته، وإدخال البلد في أتون الفوضى".
وطالب الحريزي في تصريحاته أبناء المهرة بعدم التسجيل والالتحاق في التجنيد الذي يدعو له فرع المجلس الانتقالي بمحافظة المهرة تحت مسمى "قوات النخبة المهرية"، وحثهم على عدم الانجرار خلف الشعارات والوسائل التي قال بأنها تغازل الجنوبيين ولا تستطيع حل قضيتهم.
وأوضح أن ما حدث ويحدث في عدن، ومختلف المحافظات الجنوبية من فوضى واغتيالات هي بمثابة "تداعيات بعد إنشاء الإمارات لتلك المليشيات، ودليلا واضحا على فشلها حتى أصبحت لا تلبي حاجة المواطن، أو توفر له الأمن والاستقرار".
ويسعى ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" بايعاز من التحالف السعودي الإماراتي، إدخال مجاميع مسلحة إلى بعض مديريات محافظة المهرة، في محاولة لتمرير مشاريع السعودية في المحافظة، والتي قُوبلت برفض مجتمعي وقبلي فرض عليها الانسحاب.
مشاركة الخبر: