حلف قبائل حضرموت يؤكد استمرار في التصعيد ويرفض أي قرارات لا تلبي مطالبه     الجيش الأمريكي يقول إنه دمر 5 مسيّرات ونظامين صاروخيين للحوثيين     ارتفاع عدد ضحايا السيول بمحافظة ذمار إلى 30 قتيلا     مصدران: سفينة مملوكة لشركة سعودية تتعرض لهجوم في البحر الأحمر والمهاجمون مجهولون     ناقلة نفط وسفينة تجارية تبلغان عن تعرضهما للهجوم في البحر الأحمر     الأمم المتحدة: وفاة وفقدان 41 شخصا جراء سيول المحويت باليمن     زعيم الحوثيين: نحضر للرد على قصف الحديدة والتوقيت سيفاجئ إسرائيل     بينها تعيين قائد جديد للقوات المشتركة باليمن.. أوامر ملكية بتعيين قادة عسكريين جدد     عدن.. غروندبرغ والعليمي يبحثان الحاجة الملحة لحوار يمني "بناء"     محافظ المهرة يصدر قراراً بتعيين مدير جديد لفرع المؤسسة العامة للكهرباء بالمحافظة     في ختام مباحثات في مسقط.. غروندبرغ يدعو إلى حوار بناء لتحقيق السلام في اليمن     اليونان تقول إنها على اتصال مع السعودية بشأن ناقلة نفط معطلة في البحر الأحمر     الحوثيون: لم نوافق على هدنة مؤقتة وإنما سمحنا بقطر الناقلة سونيون     أسبيدس: لم يتسرب نفط من الناقلة سونيون المتضررة بعد هجوم الحوثيين     مشايخ ووجهاء سقطرى يطالبون بإقالة المحافظ رأفت الثقلي ويتهمون بالفشل في إدارة الجزيرة     
الرئيسية > عربي و دولي

تعيينات محمد بن سلمان: محاولة لتلميع صورته وغسل جرائمه


الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان

المهرة بوست - العربي الجديد
[ الإثنين, 25 فبراير, 2019 - 12:44 مساءً ]

يفتح قرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بتعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، سفيرة للسعودية في واشنطن، بدلاً من شقيقه الأمير خالد بن سلمان، والذي عُيّن نائباً لوزير الدفاع برتبة وزير، الباب أمام تساؤلات كثيرة، فهذا القرار الملكي صدر في ظل غياب العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز عن البلاد، كما أنه أتى مع استمرار الغضب الغربي ضد بن سلمان والاتهامات الموجّهة إليه بالمسؤولية المباشرة عن جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، وعن الانتهاكات التي ترتكبها القوات السعودية بحربها في اليمن. وبالتالي ماذا يمكن أن تقدّم السفيرة السعودية إلى مساعي بن سلمان لتبييض صورته في الغرب وواشنطن تحديداً، وهي ابنة السفير السابق بندر بن سلطان الذي كانت له علاقات قوية جداً مع دوائر الحكم الأميركية؟.

وجاء ذلك في الوقت الذي تواصل فيه تركيا مساعيها لمنع إغلاق قضية خاشقجي، مع إصرارها على كشف المسؤول الحقيقي عن الجريمة، فـ"لا يمكن حل هذا القضية بتوزيع الدولارات والنفط يميناً وشمالاً"، بحسب كلام للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي شدد في حديث تلفزيوني مساء السبت على ضرورة كشف الرياض بصراحة عن كل ملابسات الجريمة. وتساءل عمن أصدر التعليمات لتنفيذ الجريمة، مضيفاً: "يجب الكشف عن ذلك. هذا واضح لأن الأشخاص الـ15 يعرفونه بالطبع". وأشار إلى أن الأسماء التي قادت الفريق المنفذ للجريمة معروفة، ولذلك "إن لم يكن ولي العهد السعودي يعلم، فمن يعلم؟".

مقابل ذلك، وفي وقت يوجد فيه الملك سلمان في مدينة شرم الشيخ لحضور القمة العربية الأوروبية، أصدر ولي العهد محمد بن سلمان، بصفته نائباً للملك وفق وكالة الأنباء السعودية "واس"، قراراً ملكياً بتعيين الأميرة ريما سفيرة في واشنطن، بدلاً من شقيقه الأمير خالد، والذي عُيّن نائباً لوزير الدفاع برتبة وزير. وكان الملك سلمان قد أصدر قبل مغادرته البلاد، أمراً ملكياً بأن ينوب ولي العهد، محمد بن سلمان، عنه في إدارة شؤون الدولة ورعاية مصالح المواطنين. وعلى الرغم من صدور القرار في هذا التوقيت، لكن يُستبعد أن يشير إلى رغبة من ولي العهد بالانقلاب على والده أو تحجيم قراراته، إذ يحتاج إلى الشرعية الدولية والقبول الذي يتمتع به والده في المنطقة، فيما يرى الكثيرون من قادة المنطقة، حتى الحلفاء منهم، أن بن سلمان رجل متهور لا يمكن التعامل معه.

تحوّلت الأميرة ريما، بفضل إجادتها اللغة الإنكليزية وعيشها في الولايات المتحدة لفترة طويلة، إلى وجه دعائي نسائي للنظام السعودي
" وبالنسبة للأميرة ريما، المولودة عام 1975 للأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي في واشنطن بين أعوام 1983 و2005، فهي لا تملك أي خبرة سياسية داخلية أو خارجية، إذ لم يسبق لها بعد تخرجها من كلية ماونت فيرون في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة بشهادة البكالوريوس في الآداب عام 1999، أن عملت في المجال السياسي. وعملت الأميرة ريما مستشارة في مكتب ولي العهد، ويُمنح هذا المنصب كتشريف لأبناء الأسرة الحاكمة، وليس له أي صلاحيات سياسية مطلقاً. لكن الظهور الحقيقي لها في المشهد العام كان بعد توليها منصب وكيلة التخطيط والتطوير في الهيئة العامة للرياضة، وترؤسها اتحاد الرياضة المجتمعية، ومساهمتها في تأسيس التعليم الرياضي للفتيات في وزارة التعليم، إذ كان يحظر على النساء السعوديات لفترة طويلة ممارسة الرياضة داخل المدارس.

وتحوّلت الأميرة ريما، بفضل إجادتها اللغة الإنكليزية ودراستها وعيشها في الولايات المتحدة لفترة طويلة بسبب عمل والدها، إلى وجه دعائي نسائي للنظام السعودي في الداخل، لكن سلسلة الظروف التي مرّ بها ولي العهد محمد بن سلمان عقب قتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، جعلتها تطير إلى واشنطن سفيرةً على الرغم من انعدام خبرتها السياسية.

وبعد انتشار تقارير تفيد بتورط السفير السعودي في واشنطن خالد بن سلمان في مقتل خاشقجي، عبر طلبه منه التوجّه إلى القنصلية السعودية في إسطنبول للحصول على أوراق الزواج من خطيبته، ومطالبات أعضاء مجلس الشيوخ في لجنتي العلاقات الخارجية والقوات المسلحة الذين سمعوا إحاطة مديرة الاستخبارات الأميركية جينا هاسبل بطرد خالد بن سلمان، بات شقيق ولي العهد في وضع حرج داخل واشنطن، خصوصاً مع ازدياد ضراوة الحرب السياسية بين البيت الأبيض والنواب، وتخوّف النظام السعودي من أن يكون خالد بن سلمان أضحية يقدّمها ترامب لإرضاء الساسة الأميركيين الغاضبين. وكان الأمير خالد قد غادر واشنطن عقب اكتشاف تورط النظام السعودي في مقتل خاشقجي بأيام، قبل أن يعود مرة أخرى ليمارس مهامه بشكل طبيعي وسط هجوم كبير من الصحافة الأميركية عليه.

ويهدف ولي العهد من خلال تعيين الأميرة ريما، إلى حماية أخيه أولاً، وتهيئته لخلافة منصبه في ولاية ولاية العهد بعد تعيينه نائباً في وزارة الدفاع، إذ سيتولى أمورها رسمياً وسيشرف على عدد من المهمات، أبرزها الحرب الطاحنة في اليمن. الخطوة الأولى لمحمد بن سلمان في سبيل تصعيد شقيقه خالد بتعيينه سفيراً في واشنطن لمحاولة صناعة علاقات جيدة مع الأميركيين، فشلت فشلاً ذريعاً بسبب التهور في حملات الاعتقالات والاغتيالات التي نظّمتها فرق استخبارية تأتمر بأمر بن سلمان مباشرة.

كما يهدف تعيين الأميرة ريما، وهي وجه نسائي عُرف عنه المطالبة بحقوق المرأة، إلى محاولة تجميل وإعادة ترميم صورة السعودية لدى دوائر صناعة القرار الغربية، بعد أن قام بن سلمان باعتقال العشرات من الناشطات النسويات، وبعد تقارير أفادت بتعذيب مستشاره سعود القحطاني للمعتقلة النسوية لجين الهذلول في سجن ذهبان في مدينة جدة وضربها والتحرش بها والتهديد بقتلها وفق ما أفادت عائلتها، التي اختارت تصعيد الخطاب ضد بن سلمان في الصحف الغربية.

ويحاول بن سلمان كسب ودّ المنظّمات الحقوقية التي هاجمته في العواصم الغربية بسبب الاتهامات الموجّهة له بإصدار أوامر قتل جمال خاشقجي، واستمرار حملات الاعتقال العنيفة ضد الناشطين والناشطات السياسيين والحقوقيين، وتلويحه بإصدار عقوبات بالإعدام بحقهم بسبب اتهامهم بالتعامل مع منظمات خارجية.


 



مشاركة الخبر:

تعليقات