سنتكوم تعلن تدمير 7 صواريخ مضادة للسفن و3 طائرات مسيرة وثلاثة حاويات تخزين أسلحة للحوثيين     رئيس بعثة مجلس التعاون يبحث مع وفد التحالف الوطني للأحزاب اليمنية تطورات الأوضاع     محافظ المهرة يناقش وضع آلية لتنمية تحصيل الموارد للمكاتب الإيرادية     هروب سجناء بظروف غامضة من أحد السجون في شبوة     رئيس الحكومة يتحدث عن توقف "خارطة الطريق" المعلنة من قبل المبعوث الأممي     سلسلة غارات أمريكية بريطانية تستهدف مناطق متفرقة في الحديدة     زلزال بقوة 5.2 درجات يضرب سواحل مدينة عدن     مجلس الأمن يدعو الحوثيين لوقف الهجمات في البحر الأحمر فورا     جماعة الحوثي تعلن مقتل ثلاثة من جنودها     مجددا.. المبعوث الأممي بالرياض يبحث التطورات الراهنة في اليمن     إصابة مواطن دعسا بدورية عسكرية في أبين     ناشط سقطري يتحدث عن الاستغلال الذي يتعرض له أبناء الأرخبيل من طيران اليمنية     السفير السعودي يبحث مع المبعوث الفرنسي للقرن الأفريقي جهود تحقيق السلام في اليمن     الأرصاد يتوقع أجواء حارة وهطول أمطار متفرقة     الهجرة الدولية تعلن نزوح 32 أسرة يمنية خلال الأسبوع الفائت    
الرئيسية > أخبار اليمن

ميدل إيست آي:  أطفال اليمن يقاومون الجوع بالعمل (ترجمة خاصة)


الحرب دفعت الأطفال إلى ممارسة العمل وترك مدارسهم

المهرة بوست - ترجمة خاصة
[ الأحد, 20 يناير, 2019 - 08:16 مساءً ]

 مثل أي شخص يبلغ من العمر 12 سنة، يستيقظ محمد غالب في الصباح استعدادا  للمدرسة، ولكن يومه على اية حال يبدا قبل ذلك بكثير، وبدلاً من تناول الغداء أثناء مغادرته المنزل، يمسك محمد بدلو مليء بالحلويات اليمنية.
 
يقوم  محمد كل يوم يبيع الحلويات للطلبة قبل الدراسة،  وإن  لم يفعل ، قد لا تملك  عائلته ما يكفي من المال للأكل.

يعيش محمد مع سبعه من أقاربه في ذهبان ، علي بعد 70 كم من مدينه تعز، وعلي الرغم من ان العديد من المنظمات الإنسانية تعمل من تعز، الا ن لا أحد يساعد محمد وعائلته.

يقول محمد لـ "ميدل ايست أي " أريد أن أدرس بشكل منتظم، لكن الأمر صعب لأنني أحتاج إلى بيع أغراضي قبل الظهر ".  و"إذا درست بانتظام، لن تحصل عائلتي على ما يكفي من المال لشراء الطعام".

أحسد أصدقائي الذين يستطيعون الدراسة

ولأن والد محمد، توفيق، عاطل عن العمل ، فقد لجأ إلى بيع شطائر البطاطا المسلوقة مع محمد وابن آخر في نفس المدرسة.
وكان محمد يواظب على الدراسة هناك ، لكن على مدار العام الماضي أصبح قلقًا على كفاح عائلته من أجل البقاء ، فأنقطع عن  الدراسة  لتقديم يد المساعدة.

يقول  الصبي الصغير "مازلت أكافح من أجل إكمال دراستي وأحضر بعض الفصول الدراسية، لذلك إذا وجد والدي عملاً يمكنني أن استأنف الدراسة".

ويبيع محمد الحلويات وبعض الطعام في المدرسة منذ عامين، وقد شجعه زملاؤه على شراء الحلوى.

وقال "يشتري أصدقائي الحلوى  كل يوم واسعد كثيرا عندما  أبيع الكمية الكاملة من الحلويات،. لكني في الحقيقة أحسد أصدقائي الذين يستطيعون الدراسة وليس عليهم العمل مثلي.

وقال محمد إنه يكسب نحو 500 ريال يمني في اليوم ، أي أقل من دولار، وهو نفس المبلغ الذي يحصل عليه  والده وشقيقه من بيع  السندويشات.

ويقول والد الطفل انه لا  يريد أن رؤية  أولادة  يعملون في المدرسة حيث يفترض أن يتم تعليمهم العلوم، لكن الحاجة الماسة أجبرته على الطلب منهم العمل.
يضيف: "جميع أفراد العائلة يعملون، وإذا لم يعمل أحدنا فلن نتمكن من الحصول على الطعام".

ووفقاً لتوفيق، تقوم زوجته وبناته بإعداد الحلويات  والسندويشات والعصائر، ويبيعها الأبناء في المدرسة مع أبيهم.

وليد عبد الله احمد، هو الآخر، أخ  لثمانية اشقاء، يعيش هو وعائلته داخل مدرسة الفجر جنوب تعز ، التي  تحول نصفها إلى مخيم للنازحين الذين شردتهم الحرب

كان وليد يذهب إلى المدرسة في مدينة تعز، لكن عندما وصلت المعارك إلى حيه، هربت عائلته إلى مدرسة الفجر.

في العام الماضي، أصيب والد وليد عبد الله في عموده الفقري ولم يتمكن من العمل في السوق أكثر من ذلك،  واضطر وليد إلى التوقف عن دراسته وهو يعمل الآن في متجر صغير في المدرسة.

 يقول وليد " مساعدة أسرتي بالطعام أكثر أهمية من الدراسة، لا أستطيع أن أدرس إذا كان أشقائي جائعين ولا يملك والدي دواء.

ويعمل ثلاثة من إخوة وليد على مساعدة العائلة، ويعملون في وظائف مختلفة في السوق ، مثل تنظيف السيارات وحمل البضائع.

ومثل محمد، يكسب وليد أقل من دولار واحد في اليوم. لكن هذا أفضل من لا شيء، يقول "وليد" يمكن ان نكسب ثلاثتنا 1،500 ريال اليوم وهذا يكفي لدفع تكاليف الأسرة".

ويأمل عبد الله أن يرى أبناءه يعودون إلى دراستهم، لكنه غير متفائل، لأن الغذاء هو الأولوية ويضيف " أنا رجل مريض ولا أستطيع تحمل أي شيء بسبب عمودي الفقري، لذا فأنا متشائم حيال مستقبل أطفالي، وأشعر أن أطفالي سيعانون في المستقبل مثلي لأنهم لم يحصلوا على تعليم مناسب.
 
أرباب العمل يستغلون الأطفال
ومنذ أن قام التحالف بتصعيد الحرب اليمن في عام 2015، خرج ما يقرب من نصف مليون طفل من المدارس، وفقا لليونيسيف، وبذلك وصل إجمالي عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس إلى مليوني طفل.

ووفقاً لليونيسف، فإن النزاع والكوارث الاقتصادية في اليمن قد استنفدت معظم الموارد المالية للعائلات، لذا فإن زواج الأطفال وعمالة الأطفال آخذين في الازدياد.

وتقدر الأمم المتحدة أن 22 مليون يمني يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية، وقد دفعت الحرب ما يصل إلى 14 مليون إلى حافة المجاعة

وقالت منظمة العمل الدولية في عام 2013 أن أكثر من 1.3 مليون طفل في اليمن يعملون ، بما في ذلك 469000 في الفئة العمرية 5-11

ووفقا لجمال الشامي، مؤسس مدرسة الديمقراطية ، مقرها العاصمة صنعاء، تضاعف عدد الأطفال العاملين خلال السنوات الثلاث الأخيرة من الحرب، لكن لا يوجد رقم محدد جديد.

وأضاف "خلال الحرب، أصبح عدد أكبر من الأطفال يعيلون  العائلات حيث فقد المعيلون وظائفهم ، ومعظم العمال الأطفال في المناطق الريفية، ويستغل أصحاب العمل الأطفال لأن الطفل يقبل أي أموال مقابل وظيفته ويقبلون أي نوع من الأشغال الشاقة ، لكن الكبار بحاجة إلى المزيد من المال ولا يقبلون أي نوع من العمل.

وتابع " يعمل الأطفال في عدة وظائف، مثل بيع المواد في الأسواق والعمل في المصانع والبناء والحمالين، ومعظمهم يعملون في  في الزراعة في المناطق الريفية، ويمكنك أن تجد الأطفال يعملون في أي مكان، وحتى في المعارك يمكنك أن تجدهم يقاتلون من أجل المال، وهم بالفعل أضعف الضحايا في هذه الحرب.

أماكن ملائمة للأطفال
ووفقاً لليونيسف، تم تجنيد 2419 طفلاً على الأقل في القتال منذ مارس 2015
وأقامت اليونيسف، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية ، "مساحات ملائمة للأطفال" في العديد من المحافظات  للمساعدة في إيواءهم من النزاع.

وقالت أسيل أبو بكر، وهي أخصائية اجتماعية في أحد تلك الأماكن في تعز، إن المبادرات تساعد على تعليم الأطفال ومساعدة بعض الأسر من خلال تقديم الطعام في بعض الأحيان.

وأضافت "نحن نبذل قصارى جهدنا لمحاربة تشغيل الأطفال عن طريق تعليم الأطفال العاملين حول الآثار الخطيرة لهذه المشكلة ، ونحث  المجتمع بعدم استغلال الأطفال.

وتابعت " نقوم أحيانا بإرسال العمال الأطفال المحتاجين إلى أشخاص متخصصين لإمداد أسرهم بالمواد الأساسية، بحيث يمكن للأطفال التوقف عن العمل.

ويأمل محمد  في العثور علي شخص ما لمساعده عائلته حتى يتمكن من التركيز فقط علي الدراسة، ويقول إذا كانت عائلتي لديها ما يكفي من الغذاء والسلع الأساسية، سوف أتوقف  بالتأكيد عن  العمل.

 



مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات