وصفت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها محاكمة السعودية للمتهمين بجريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي بأنها محاكمة صورية مؤكدة على أهمية مطالبة الكونغرس لتحقيق العدالة.

وبدأت الصحيفة بالقول: “ربما لم تكن مصادفة أن تعلن السعودية عن فتح محاكمة 11 شخصا اتهموا بمقتل الصحافي جمال خاشقجي في الوقت الذي انعقد فيه الكونغرس الجديد. فبعد كل هذا كاد الكونغرس أن يحمل ولي العهد السعودي تداعيات عملية، خاصة أن الـ”سي آي إيه “ تعتقد أن محمد بن سلمان أشرف على فرقة قتل مكونة من 15 شخصا انتظروا خاشقجي عندما دخل القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من تشرين الاول (أكتوبر) 2018.

وفي كانون الأول (ديسمبر) صوت مجلس الشيوخ الذي انتهت فترته بالإجماع على قرار يحمل ولي العهد المسؤوليةرغم نفيه ومحاولات الرئيس دونالد ترامب التستر عليه. واستحضر أعضاء مجلس الشيوخ مسألة مبادئ قوانين حقوق الإنسان التي تطالب الإدارة إصدار قرار حول مسؤولية محمد بن سلمان في الأشهر المقبلة”.

 

واشنطن بوست: إن كان التصرف السعودي محاولة لمنع تحرك إضافي من الكونغرس، فإن ما فعلته الحكومة السعودية يعد ضعيفا بشكل يدعو للشفقة.

 

وتساءلت الصحيفة إن كان التصرف السعودي محاولة لمنع تحرك إضافي من الكونغرس، فإن ما فعلته الحكومة السعودية يعد ضعيفا بشكل يدعو للشفقة. فقد أوردت وكالة الأنباء السعودية خبرا عن المحاكمة وأن النائب العام طالب بحكم الإعدام ضد 5 من المتهمين، مشيرة إلى أنها لم تكن علنية وبدون ذكر لأسماء المتهمين. وتعلق الصحيفة إنه وبناء على الإشارات المتوفرة فلم يكن ولي العهد المتهم الوحيد بالتورط في الجريمة، بل ومسؤولين بارزين آخرين. وعوضا عن ذلك تم تقديم مجموعة صغيرة من رجال الأمن ككبش فداء والذين كانوا ينفذون، وبدون شك، الأوامر عندما شاركوا في الهجوم. ومن سيحكم عليهم بالإعدام فستقطع رؤوسهم تساوقا مع بربرية المملكة. وتقول من المسؤولين الكبار والذين سيفلتون من العقاب هو سعود القحطاني، الذي كان من أكبر مساعدي محمد بن سلمان ويعتقد أنه نظم سلسلة من العمليات اللاقانونية ضد المعارضين. وهناك أحمد العسيري، نائب مدير المخابرات السابق وصلاح محمد الطبيقي، الطبيب الشرعي الذي يقال إنه أشرف على عملية تقطيع جثة خاشقجي بمنشار عظام جلبه معه من الرياض لهذا الغرض. 
 

وذكرت اليومية التركية “ديلي صباح” أن الطبيقي يعيش بهدوء مع عائلته في فيلا بمدينة جدة. وتعلق الصحيفة أن الإفلات من العقاب يقدم صورة صارخة بل وسمجة لدرجة ترددت إدارة ترامب بتصديقها. وأخبر مسؤول بارز في وزارة الخارجية الصحافيين يوم الجمعة، تحضيرا لزيارة وزير الخارجية، مايك بومبيو للسعودية هذا الأسبوع أن “الرواية الصادرة من السعوديين تنقصها المصداقية والمحاسبة” التي تريدها الإدارة.

 

لو أرادت الولايات المتحدة الحفاظ على القيم فيجب التأكيد على تحقيق العدالة لخاشقجي.

 

إلا أنه من السذاجة بمكان الاعتماد على بومبيو الذي وصف مطالب الكونغرس من أجل بناء ضغط جدي على ولي العهد بـ “المواء”. وختمت الصحيفة بالقول: “لو أرادت الولايات المتحدة الحفاظ على القيم فيجب التأكيد على تحقيق العدالة لخاشقجي، ويجب أن يقود الكونغرس الجهود. ويتطلب من القيادة الديمقراطية في مجلس النواب المطالبة بإجراءات جديدة مثل العقوبات الأمريكية على المتورطين في جريمة القتل بمن فيهم محمد بن سلمان ووقف الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن. وقالت إن المحاكمة الصورة التي عرضتها السلطات السعودية لن تكن الأخيرة في دراما خاشقجي