الرئيسية > تقارير
"2018" عام مليء بالضغوط الدولية والرفض الشعبي لحرب السعودية في اليمن .. لماذا ؟
المهرة بوست - تقرير خاص:
[ الخميس, 03 يناير, 2019 - 06:08 مساءً ]
كان العام 2018م، حافلا بالكثير من الضغوط الدولية على المملكة العربية السعودية التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن، للحرب على جماعة الحوثي المسلحة، لكن نتائج وآثار تلك الحرب كانت مدمرة ومأساوية على الدولة اليمنية والإنسان اليمني، دفعت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للمطالبة بإيقاف الحرب اليمنية.
وبلغت تلك الضغوط ذروتها بعد اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده، بمدينة اسطنبول التركية، في عملية دامية أثارت حفيظة العالم نفذتها المخابرات السعودية تحت إشراف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتوالت قرارات الكثير من العواصم الغربية إيقاف بيع الأسلحة للسعودية من أجل كبح جماح حربها العبثية في اليمن، وتوجت تلك الضغوط بتصويت الكونغرس الأمريكي، على مشروع قرار يوقف الدعم العسكري الأمريكي للسعودية.
ونجحت الضغوط الدولية بإيقاف الهجوم العسكري الذي تقوده الإمارات على مدينة الحديدة غربي البلاد، كما دفعت الضغوط التي قادتها بريطانيا وواشنطن لجولة مشاورات السويد التي خرجت باتفاق الحديدة، وتبادل الأسرى وتفاهمات تعز، لكن وبعد مرور أكثر من 14 يوما على إعلان اتفاق ستوكهولم، لم يتم تنفيذها على الأرض، ولازالت المعارك في الحديدة وحجة وصعدة ومأرب على أشدها.
ترنح السعودية جراء الضغوط ..
ويرى الباحث والمحلل السياسي "عادل المسني" أن مساعي الأمم المتحدة، تأتي في سياق إيقاف الحرب وإنقاذ اليمن من المجاعة، ويضيف أن كل الأطراف المتنازعة كانت مستفيدة من استمرار الحرب وطول أمدها، عدا الحكومة الشرعية فهي المتضرر الوحيد.
ويؤكد "المسني" في حديث خاص لـ "المهرة بوست"، أن المملكة السعودية باتت تترنح، جراء النقمة الدولية المتجهة صوب رأس السلطة في النظام السعودي وولي العهد المتهور، وهذا ما شجع الحوثيين على التقاط اللحظة والذهاب نحو التسوية، وهي فرصة سانحة بالنسبة لهم لتلقف مساعي من شأنها أن توقف مسار العمليات العسكرية، وتدفع نحو عملية سياسية تحفظ لهم مكتسباتهم.
ويشدد أنه لا يجب قراءة ما يجري من مساعي في القضية اليمنية بعيدا عن تنامي الضغوط المتعلقة بحادثة خاشقجي، وتداعياتها المتصاعدة على سلوك المملكة المتهور في إدارة المعركة في اليمن.
هل يكون 2019 نهاية للحرب ؟
لم تكن الضغوط الدولية هي الوحيدة التي تلاحق السعودية والإمارات خلال عام 2018م، فقد قادت محافظة المهرة اليمنية موجة من الإحتجاجات الشعبية في جميع محافظات اليمن، ضد ممارسات السعودية والإمارات في المهرة وسقطرى وعدن وتعز، وخرج الشارع اليمني يطالب التحالف بالتوقف عن إضعاف الحكومة والتعدي على السيادة اليمنية، بل إن الكثير من تلك الإحتجاجات مزقت صور "بن سلمان وبن زايد"، وطالبت السعودية والإمارات بمغادرة البلاد، واتهموها بالسعي وراء مطامع خاصة في ثروات اليمن.
ويعتبر "المسني" الأطراف الفاعلة في حرب اليمن، هي التحالف والحوثيين أحدهما محتفي ومرحب بالعملية السياسية كالحوثيين، والآخر مكره على السير في هذا الطريق جراء تراكم الضغوط الدولية كالمملكة، ووفقا لهذا الواقع فالطريق معبد نحو تسوية الخاسر الوحيد فيها هي الشرعية، التي ربطت مصيرها بمصير رجل مأزوم ومهزوم، وهو "محمد بن سلمان" الذي يمارس ضغوط على الشرعية للقبول بما يملى عليه المجتمع الدولي، حتى يتخفف من الأحمال التي تركتها جريمة اغتيال "خاشقجي".
وشكل الإنهيار الإقتصادي ومنع الرئيس والحكومة من العودة إلى عدن، ودعم ميليشيات مسلحة إنفصالية وتغذية الفوضى وعمليات الاغتيالات في تعز وعدن والمهرة، عوامل مهمة لتزايد الغضب الشعبي الرافض لهذه السياسات التي تزيد من معاناة اليمنيين، وتدمر ما بقي من مقومات الدولة اليمنية، مادفع مراقبين لتوقع أن يكون العام 2019م، نهاية للحرب ولوجود السعودية والإمارات في اليمن.
مشاركة الخبر: