الرئيسية > تقارير
المهرة اليمنية.. تراث عريق وثروة ثمينة تهددها الأطماع السعودية
المهرة بوست - خاص
[ الأحد, 16 ديسمبر, 2018 - 07:10 مساءً ]
المهرة محافظة يمنية، يطلق عليها تسمية البوابة الشرقية، وهي من أكثر المناطق التي دونتها كتب التاريخ والثقافة حيث تنفرد بخصائص ثقافية عريقه تمتد إلى ما قبل ظهور الاسلام في القرن السابع الميلادي.
وخلال الحرب التي تطحن اليمن منذُ أكثر من أربع سنوات ظلت المهرة محافظة على امنها واستقرارها، حيث ساعدتها في ذلك خصوصيتها التاريخية وبعد أهلها عن التشتت الطائفي والمذهبي داخل البلاد.
ذلك الهدوء والأمن والاستقرار لم يصمد كثيرا فهي محافظة تمتلك خصائص عديدة تميزها عن بقية المحافظات اليمنية، أهمها بحر العرب الذي تطل عليه بشريط ساحلي طوله 550كم، يتخلله خلجان وشواطئ رملية ومناظر طبيعية خلابة.
بالإضافة إلى ذلك تحد المهرة صحراء الربع الخالي، والمملكة العربية السعودية، الأمر الذي دفع الأخيرة لفتح شهية الأطماع وبسط النفوذ على الكنز الثمين الذي تحلم به منذُ القدم مستغلة حالة الحرب التي تعيشها البلاد التي تقودها لدعم الشرعية التي أصبحت رهينة لديها ولا تملك من قرار السيادة على البلاد شيء.
ويرى مختصون أن أبناء المحافظة تزداد مخاوفهم علي الهوية والخصوصية الثقافية لمنطقتهم مع تنامي الوجود السعودي فيها رغم بعدها عن الحرب.
ويقول الشيخ على سالم الحريزي وهو وأحد أهم الشخصيات القبلية في المحافظة "نحن في المهرة لدينا هوية خاصة ولغة قديمة...الطفل يدخل المدرسة يتعلم العربية و لاينطق باللغة المهرية، لذلك نطالب باقليم مستقل."
وأبدى "الحريزي" في تصريحات سابقة، مخاوف أبناء من المحافظة من التهديد السعودي الإماراتي للهوية الثقافية المهرية والسقطرية.
وتحدث عن وجود عمل ممنهج في سقطرة وفي المهرة لطمس هذه الثقافة وهذه الهوية، داعيا في الوقت ذاته العالم وكل منظمات حقوق الانسان في العالم أن تقف مع هذا الشعب المظلوم."
وتعد المهرة ثانية المحافظات اليمنية من حيث المساحة بعد حضرموت، وتتميز بتربتها الخصبة، كما تشير العديد من الدراسات إلى أنها مليئة بالمعادن والمخزون النفطي والغاز، ويعتمد معظم سكانها على الصيد كمصدر للدخل اليومي، في حين يعتمد جزء آخر من السكان على الزراعة والثروة الحيوانية.
ويتمسك أبناء المهرة بتاريخهم وهويتهم الثقافية التي تهددها الظروف وأهمال السلطات المتعاقبة في البلاد، حيث يتحدث أبناؤها لغة سامية قديمة غير مكتوبة، هي اللغة المهرية.
ويرى مختصون في التاريخ أن المهرية هي إحدى اللغات المهددة بالانقراض والتي تتخد من جنوب شبه الجزيرة العربية موطنا لها حيث توجد خمس لغات أخري تصارع من أجل البقاء -كلهن من أسرة اللغات السامية الجنوبية الحديثة.
تقول جانيت واطسون, أستاذة اللغات بجامعة ليدز البريطانية, في دراسة لها بهذا الشأن إن قبائل المهرة هم تقليديا بدو رحل ورعاة للإبل والماعز، وقد ضعفت لغتهم مع التغييرات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة والتوسع في استخدام اللغة العربية خاصة منذ سبعينيات القرن الماضى.
وأضافت قائلة وفقا للتقرير الذي نشرته قناة الـ "بي بي سي" البريطانية أن انتشار التعليم والمستشفيات ووسائل الحضارة الحديثة بين المتحدثين بالمهرية منذ السبعينيات مهّدَ لاختفاء المعارف وأنماط الحياة التقليدية. فلم تعد الاجيال الشابة بحاجة للمهارات التقليدية التي كانت عماد الحياة بالنسبة لجيل الاجداد.
وتقول واطسون إن قوة التغييرات الاجتماعية والاقتصادية البيئية في ظفار تهدد لغات كالمهرية. وتؤكد أن أهمية الكثير من الكلمات والألفاظ تضيع مع التطور وأنماط الحياة المدينية.
وتضرب بذلك مثلا قائلة إن لفظ "بعير" في اللغة المهرية - وهو نوع من الإبل - له معني ايجابي عندما يستخدم ككناية لوصف الرجل قوي البنية.
وهذه المعاني على حد قولها تأخذ في الاختفاء في مجتمع ضعفت صلاته بالطبيعة وبالحيوانات التقليدية التي كانت يوما ما جزء من هذه الطبيعة.
وتابعت قائلة لقد اختفت نباتات وحيوانات كانت يوما ما ذات أهمية حيوية في الحياة اليومية أو أصبحت نادرة الاستخدام، وضياع المعارف والمهارات التقليدية واختفاء البيئة الطبيعية هي من العوامل الرئيسية التي تساهم في انقراض اللغات واضمحلال مفراداتها اللغوية.
وكانت منظمة اليونسكو وهيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى» قد حذرت من انقراض لغة سامية قديمة غير مكتوبة، هى اللغة المهرية، التى تتحدث بها قبائل عربية تقرض الشعر وتشتهر بتربية أفضل سلالات الإبل فى قلب الجزيرة العربية، ورغم أنهم «عرب أقحاح، لكن لغتهم الأم ليست العربية».
مشاركة الخبر: