الرئيسية > أخبار اليمن
"اتفاقات ستوكهولم".. انتكاسة للشرعية تقف خلفها السعودية لتخفيف الضغوط الدولية عليها
المهرة بوست - تقرير خاص
[ الجمعة, 14 ديسمبر, 2018 - 01:26 صباحاً ]
تصاعدت ردود الفعل اليمنية، حول "اتفاقات استكهولم" النهائية بشأن اليمن بين مؤيد ومعارض، والتي توجت بتوقيع اتفاق انسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة ومينائها، والوصول إلى تفاهمات بشأن حصار تعز.
ومع إعلان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريتش، توصل الأطراف اليمنية إلى اتفاق حول ميناء الحديدة وتعز والأسرى في ختام مشاورات السويد التي بدأت الأسبوع الماضي، اختلفت المواقف وردود الفعل بين من يرى ذلك نصراً على الحوثيين، وبين من يرى عكس ذلك.
ورأي الكثير من رواد مواقع التواصل، والمهتمين بالشأن اليمني من فئة السياسيين والمثقفين، أن اتفاق "ستوكهولم" جاء نتيجة للضغط العسكري على الحوثيين، فيما رأى آخرون نتاج ضغوط دولية لا سيما على وفد الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
وقال وزير الاعلام اليمني معمر الإرياني إن المشاورات جاءت بفعل ثبات القيادة السياسية والعسكرية للشرعية وانعقدت المشاورات بناء على المرجعيات الثلاث، ورضخ الحوثيين لذلك.
*ضغط عسكري
الأكاديمي اليمني د. وديع العزيزي قال "إن ما تحقق في مشاورات السويد من نتائج، ما كان ليتحقق لولا الضغط العسكري في الميدان من قبل قوات الجيش والمقاومة ودعم التحالف العربي على مليشيا الحوثي سواء في الحديدة أو بقية الجبهات" حد قوله.
وأضاف "ينبغي التحذير من سياسة تجزئة الحل في اليمن الى مجموعة ملفات الامر.. الذي يصب في مصلحة جماعة الحوثي في انتهاز هذه التجزئة كعادتها في المماطلة والتسويف والاستفادة من الوقت لالتقاط انفاسها وترتيب أوضاعها العسكرية".
الإعلامي السعوي عضوان الأحمري قال إن "الشرعية اليمنية انتصرت وبدعم التحالف والمؤشرات من السويد تبشر بانفراجه كبيرة في الأزمة.. قبول الحوثي بما رفضه سابقاً، يعني قبوله بالواقع".
وتابع: "إيران غير قادرة على مواصلة تمويل ميليشياتها في ظل تشديد الخناق العالمي على أنشطتها التدميرية، مشيراً الى أن التحالف بقيادة الرياض نجح في حرب الاستنزاف".
من جهته، علق الصحفي كمال السلامي، على نتائج المشاورات بالقول:" كان الحوثيون على وشك خسارة الحديدة عسكرياً، لكنهم آثروا الانسحاب منها عبر تسوية تضمن لهم تحقيق بعض المكاسب، كالالتزام بشأن الرواتب وغيرها".
وأردف: "إجمالاً الاتفاق يمثل نصراً لكلا الطرفين، فالحوثيين حققوا مكاسب مقابل الانسحاب، والحكومة تنجح في إرغامهم على الانسحاب لأول مرة منذ بداية الحرب".
*انتكاسة للتحالف
وبين من يرى ذلك انتصاراً للتحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات، يقول آخرون إن المشاورات خرجت بلا أي نتيجة ملموسة، وجرت النقاشات فيها خارج سياق المرجعيات التي يعلن وفد الحكومة الشرعية تمسكه بها ومن خلفه التحالف، حسب تعبير مدير "الموقع بوست" الصحفي عامر الدميني في هذا الصدد.
وقال الدميني، إن حالة الاحتفال التي يظهر به التحالف وأطراف في الحكومة اليمنية بعد انتهاء المشاورات تعكس فرحتهم بما ليس موجود.
وأضاف بالعودة إلى محضر الاتفاق الموقع بين الطرفين في المشاورات يتضح أن الشرعية ظهرت بندية متساوية مع جماعة الحوثي بعيداً عن المرجعيات الثلاث، بل بالعكس النقاط الخاصة بالحديدة هي انتكاسة واضحة للتحالف بعد المعارك العسكرية التي فجرها هناك لأشهر.
ويشارك الكاتب عبدالقادر الجنيد الدميني بالرأي بالقول: "لقد نجحت مشاورات السويد بترفيع وترقية الحوثي من إنقلابي متمرد مسلح إلى طرف نزاع".
أما الصحفي الجنوبي ياسر اليافعي، فيرى أن الكاسب الوحيد من محادثات السويد، هي جماعة الحوثي، عبر حل أزمة اقتصادية في المناطق التي تسيطر عليها وتجنب ثورة شعبية، وتمكنت من الهروب من خسارة كبيرة كانت تنتظرها في الحديدة على يد قوات العمالقة الجنوبية". بحسب تعبيره
الصحافي سمير النمري، أكد أن الحكومة الشرعية ظهرت في مشاورات السويد مع جماعة الحوثي خصماً سياسياً، وليس مليشيا إنقلابية سيطرت على السلطة بالقوة.
*تعز خارج المشاورات
الباحث في الشؤون الإيرانية، عدنان هاشم، ركز في تعليقه على نتائج مشاورات السويد، بتجاهل الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً لقضية حصار تعز.
وقال هاشم" إن تعز ذكرتها الحكومة في اللحظات الأخيرة قبل بدء المشاورات لإضافتها إلى ملفات بناء الثقة وتجاهلتها الأمم المتحدة، وسخر من مناقشتها الحوثيين".
وأضاف" يرون تعز جزء من المشكلة والتعقيد ويراها التاريخ كل الحل"، مضيفاً :" اتفقوا على تنفيذ رؤية الحوثيين بشأن الحديدة وباقي الملفات وانتهت المشاورات".
الناشط عماد المشرع، رأى أن فتح مطار صنعاء دون رفع الحصار عن تعز انتصار حوثي وضربة قاصمة في جسد الشرعية، مطالباً قيادة الجيش الوطني والسلطة المحلية في المحافظة الانتصار لأبناء المحافظة الذين خذلتهم الشرعية، ورفع الحصار الحوثي عنهم، وتحرير ما تبقى من المدينة.
*خلاف سعودي إماراتي
وعلى وقع المشاورات اليمنية في السويد، وإعلان نتائجها النهائية، عبر التوصل إلى اتفاق لأهم القضايا الرئيسية المعقدة كقضية "الحديدة" و"حصار تعز" و"تبادل الأسرى" ظهرت للسطح خلافات سياسية بين الرياض وأبوظبي اللذان يقودان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وبين من يرى انسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة، انتصاراً للضغط العسكري بقيادة "التحالف" يسارع مسؤول آخر، إلى نسب الانتصار لجنوده في اليمن، متجاهلاً الشريك الأول في قيادة التحالف وتضحيات جنوده على الحدود مع اليمن.
فقد سارع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، إلى القول إن جهود التحالف الداعم للشرعية في اليمن أثمرت إلى إرغام الحوثيين بالجلوس على الطاولة مع الحكومة اليمنية في مشاورات السويد، والتوصل إلى اتفاقات برعاية الأمم المتحدة تهدف إلى معالجة الوضع الإنساني من خلال الانسحاب من مدينة وميناء الحديدة، وكذلك تعز وإطلاق آلاف المحتجزين والأسرى".
وعلى عكس حديث الجابر قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية "أنور قرقاش، إن الاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف اليمنية، الخميس، بشأن وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة الساحلية، جاء نتيجة ضغط للقوات الإماراتية في اليمن.
ولفت إلى أن الضغط العسكري المتمثل بتواجد 5000 جندي إماراتي مع القوات اليمنية واستعدادهم لتحرير ميناء الحديدة شكل الضغط المطلوب على الحوثيين وأجبرهم على التعامل بواقعية والقبول بالحل السياسي، حد قوله.
ومن خلال التصريحين للمسؤولين السعودي والإماراتي، يقول مراقبون إن الخلاف بين الرياض وأبوظبي في اليمن مستمر، ويتطور بين الحين والآخر غير أن الوقت لم يحين بعد للخروج بهذا الخلاف إلى العلن.
*ضغوط على الشرعية
على الصعيد، كشفت وسائل إعلام خليجية، أن السعودية ضغطت على الرئيس عبد ربه منصور هادي لتوجيه وفد الحكومة اليمنية في مشاورات السويد للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة ومينائها.
ونقلت قناة "الجزيرة" عن مصادرها بأن الوفد الحكومي قدم ورقة إلى هادي -المقيم في الرياض- توصي بعدم التوقيع على الاتفاق كونه لا ينص صراحة على خروج الحوثيين من مدينة الحديدة ومينائها، لكن الرئيس اليمني وجّه بالتوقيع عليه بعد ضغوط شديدة من السعودية خلال الساعات الماضية، وفقاً للمصادر.
وقالت المصادر إن العضو بالوفد الحكومي محمد العامري قاطع الجلسة الختامية للمشاورات اليمنية بالسويد احتجاجاً على الموافقة على اتفاق الحديدة.
وأضافت المصادر أن بقية أعضاء الوفد -بمن فيهم رئيس الوفد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني- لم يكونوا راغبين في الموافقة على الاتفاق بشكله الحالي، معتبرين ذلك نجاحاً لوفد الحوثيين.
واختُتمت الخميس في بلدة ريمبو السويدية مشاورات طرفي الأزمة اليمنية، التي رعتها الأمم المتحدة، بالاتفاق على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، وتخفيف التوتر في مدينة تعز، وعقد جولة جديدة من المحادثات في يناير/كانون الثاني المقبل.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الأمم المتحدة ستقوم "بدور رئيسي" في ميناء الحديدة الذي تدخل عبره أغلب المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية إلى ملايين اليمنيين.
مشاركة الخبر: