قتيل ومصابين اثنين أشخاص جراء اشتباكات في البريقة بعدن      تحذير من صفقة فساد لإعادة تأجير ميناء عدن للإمارات     إعادة طاقم السفينة (توتور) الفلبيني لبلده بعد هجوم الحوثيين     سنتكوم: تدمير 4 أنظمة رادار ومسيرة وقارب للحوثيين في 24 ساعة     واشنطن تعلن فرض عقوبات على 3 أشخاص و6 كيانات تدعم الحوثيين     الطيران الأمريكي البريطاني يشن 9 غارات على الحديدة وجزيرة كمران     الحوثيون يتهمون الأمم المتحدة بـ"عدم الالتزام بمواثيق عملها" في اليمن     الحوثيون يعلنون استهداف مدمرة أمريكية وسفينتين     العليمي يؤكد المضي في الإجراءات الاقتصادية ويتهم الحوثيين بارتكاب تجاوزات خطيرة     الجيش الأميركي يؤكد إخلاء طاقم سفينة أوكرانية أصيبت بصواريخ حوثية بعد عجزه عن إخماد الحريق     الحوثيون: لدينا خيارات مناسبة لمواجهة كل محاولات التصعيد ضدنا     البحرية البريطانية تعلن وقوع انفجارين قرب سفينة قبالة المخا     جماعة الحوثي تعلن غرق سفينة فيربينا بخليج عدن بعد استهدافها بصواريخ     الحكومة تعلن فتح طريق ثان من جانب واحد     استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين اليمن والكويت بعد توقف 9 سنوات    
الرئيسية > تقارير

الفشل يتهدد مشاورات السويد .. في ظل تعنت الحوثيين وهيمنة السعودية على قرار الحكومة


مكان انعقاد المشاورات اليمينة في قصر جوهانسبرج في السويد

المهرة بوست - تقرير خاص
[ السبت, 08 ديسمبر, 2018 - 07:47 مساءً ]

بعد أشهر من التحضيرات والتحركات الدولية الضاغطة نحو إيقاف المعارك التي اقتربت بشكل كبير من ميناء الحديدة ثاني أكبر موانئ اليمن غربي البلاد، انطلقت الخميس جولة جديدة من المشاورات في العاصمة السويدية ستوكهولم، بعد فشل آخر جولة من المشاورات اليمنية التي كان من المقرر انطلاقها في مطلع سبتمبر 2018م.

وشهدت المشاورات في أيامها الأولى تعثرا مبكرا ومشادات وجدلا بين الأطراف اليمنية، وحتى يومها الثالث لم يتفق المتفاوضون على أي ملف سياسي واكتفوا برفض المقترحات وتبادل الإتهامات، ما ينذر بفشل هذه الجولة وسط تحذيرات دولية كبيرة من تعثر المشاورات.

المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، حذر خلال مؤتمر صحفي بالجلسة الافتتاحية لجولة المشاورات، من فشل المشاورات وقال إنها إذا لم تنجح فإن نصف الشعب اليمني معرض لخطر المجاعة والأوبئة والأمراض، وشدد على أن مستقبل اليمن “مرهون بيد المشاركين” في المشاورات وقابل للتحقق في حال توفرت الإرادة السياسية، وهناك جهد ودعم دوليين لإجراء هذه المحادثات وحل أزمة اليمن.

اتهامات متبادلة تستبق الفشل !

وقال رئيس وفد جماعة الحوثي، والناطق باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، إن "المجتمع الدولي ضاق ذرعا بالممارسات السعودية والإماراتية في اليمن"، معلنا رفضه اشتراط الوفد الحكومي لإعادة فتح مطار صنعاء الدولي، الخاضع لسيطرة جماعته، وأضاف عبدالسلام في مداخلة له مع قناة الجزيرة، يجب فتح مطار صنعاء وفقا للمعايير الدولية ولا يمكن أن نقبل بأن يتم تفتيش الطائرات في مطار عدن وسيئون لأنها تحت سيطرة قوات الاحتلال"، حد وصفه، وفيما يتعلق بتسليم السلاح قال عبدالسلام، إنه "لا بد من تشكيل دولة أولا ثم يسحب السلاح من جميع الأطراف".


عضو وفد جماعة الحوثي في مشاورات السويد، "سليم المغلس"، اتهم وفد الحكومة اليمنية، برفض مبادرة لإيقاف القتال في كامل جبهات تعز، واعتبر أن إيقاف القتال أو التهدئة سواء في تعز أو الحديدة أو غيرها يحتاج إلى تمثيل السعودية و الإمارات في الطاولة، وأضاف المغلس سنلجأ إلى الحديث مع المجتمع الدولي للضغط على السعودية والإمارات لجلبهم إلى الطاولة، معتبرا أن وفد الشرعية لا يمتلك القرار ولا يؤتمن في نقل ما جرى للسعوديين والإماراتيين، وهذه مشكلة ومعيقة للتقدم في المشاورات.

وقال القيادي الحوثي محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي للجماعة، في تصريحات لوكالة “الأناضول” ردا على مدى إمكانية نجاح المشاورات المنعقدة حاليا، إنه من غير الممكن التوصل لحل شامل ودائم عبر آليات الحوار المتبعة في مسار الأمم المتحدة؛ لأن هذا المسار يجعل قرار وقف الحرب بيد الخارج، حسب وصفه.

أما القيادي المسؤول عن الشؤون الخارجية في مكتب الجماعة، حسين العزي، فتوعد إذا فشلت مشاورات السويد كما في كل الجولات السابقة، فإن الأمر هذه المرة سيكون مختلفا تماما ومابعد هذه المشاورات بالتأكيد لن يكون كما قبلها.

من جانبه شدد المتحدث باسم الحكومة اليمنية الشرعية راجح بادي، قال في تصريحات صحفية، إنه لا يوجد أي توجه جاد لدى الجماعة الحوثية من أجل تحقيق السلام، رغم موافقة الجماعة أخيرا على الذهاب إلى مشاورات السويد التي ترعاها الأمم المتحدة، وأوضح بادي انه “لا يوجد ما يشير إلى أي جدية لدى الحوثيين للانخراط في عملية السلام، واصفا خطوة الجماعة بالذهاب إلى السويد بأنه ينصب في سياق «نفس التكتيك والأسلوب الإيراني في المشاورات»، وتابع بالقول أيام قليلة وتنتهي مشاورات استوكهولم وسيكتشف العالم الخدعة الحوثية التي ستضاف لسجل الخدع السابقة.

وشدد وزير النقل اليمني في الحكومة الشرعية، صالح الجبواني، في تغريدة على تويتر، أن ‏الحوثي سيُفشل مشاورات السويد، وسيعود مزهواً بهذا الإنجاز إلى صنعاء كعادته في الزهو بصناعة الخراب، وأضاف "الجبواني" ليس لدي شك مطلقاً في أن الحوثي بعد إفشال المشاورات سيبكي دم وسيتوسل العالم أن يعود لإنقاذه، وتوعد بأنه لن يكون لدى الشرعية والتحالف من خيار آخر غير سحق هذه الحركة الإرهابية وهزيمتها وهما قادران على ذلك.

تصعيد عسكري .. تحذيرات دولية

ومع انطلاق مشاورات السويد اشتعلت المعارك بشكل كبير في عدد من جبهات القتال في اليمن، خصوصا جبهات مدينة الحديدة الإستراتيجية غربي اليمن، وشهدت المدينة غارات جوية مكثفة من مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي، كما كثفت جماعة الحوثي من هجماتها المدفعية والصاروخية على مواقع القوات الحكومية، وعملت الجماعة على الدفع بتعزيزات عسكرية وحفرت الخنادق والأنفاق داخل الأحياء السكنية، وحولت الكثير من المنازل إلى مخازن للأسلحة وثكنات عسكرية، ناهيك عن تلغيم وتفخيخ الكثير منها.

وعقب التصعيد العسكري ناشد الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” الخميس، أطراف الصراع في اليمن، “مواصلة تهدئة الوضع في الحديدة، واستكشاف تدابير أخرى لتخفيف الأزمة الاقتصادية والإنسانية في البلاد، ورحب بالمشاورات اليمنية في السويد وطالب الأطراف بإحراز تقدم في جدول أعمال المشاورات التي حددها مبعوثه الخاص، مارتن غريفيث، من خلال انتهاج المرونة و الانخراط بحسن نية وبدون شروط مسبقة، وذّكر “غوتريش” الأطراف بأن التوصل إلى تسوية سياسية عن طريق الحوار الشامل بين اليمنيين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمين العام “استيفان دوغريك”، في مؤتمر صحفي عقده بالمقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك.

من جانبه حذّر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، من “كارثة إنسانية” باليمن حال فشل المشاورات اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة في العاصمة السويدية ستوكهولم، وشدد الوزير الألماني في تصريح أدلى به في مدينة ميلانو الإيطالية على هامش مشاركته في الاجتماع الـ25 لمجلس وزراء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، على ضرورة ممارسة ضغوط على الأطراف المشاركة في المشاورات من أجل إنهاء الحرب باليمن، وأكد على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في اليمن دون عوائق “وإلا سيموت الكثير من الناس وينبغي أن نتجنب هذا بأي ثمن”، حد قوله.

وهذه خامس جولة من المشاورات بين الفرقاء اليمنيين، التي بدأت جولتها الأولى والثانية في مدينتي جنيف وبيل السويسريتين (2015)، والكويت (2016)، والجولة الرابعة والفاشلة في جنيف (سبتمبر 2018).

ومنذ مطلع العام 2015 ينفذ التحالف العربي، بقيادة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن، دعمًا للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين، المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات يمنية، وخلفت الحرب المستمرة أوضاعًا معيشية وصحية متردية للغاية، وبات معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات، بحسب الأمم المتحدة.

 



مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات