المهرة بوست - ترجمة خاصة
[ السبت, 08 ديسمبر, 2018 - 05:19 مساءً ]

سلطت  صحيفة " الإندبندنت" البريطانية  الضوء على استراتيجية ايران الإقليمية القائمة على توسيع نفوذها، ودورها الرئيس في عدم التوصل الى تحقيق السلام في اليمن.

وقالت الصحيفة في مقال ترجمه "المهرة بوست" أن اليمن ليست حربا منعزلة ولكنها مرتبطة ارتباطا وثيقا باستراتيجية إيران الإقليمية الأوسع، وما لم يبدا تسليط الضوء علي هذا الجانب بمزيد من الإصرار، فمن الصعب رؤية اي سلام دائم في اليمن.

واضح كاتب المقال "رامان جامي"  ان الحرب في اليمن هي بمثابه البديل للحرب الإيرانية ضد المملكة العربية السعودية، في إطار استراتيجيتها الأوسع للهلال الشيعي، والتي تهدف إلى ربط شبكه من الحلفاء تمتد من الحدود مع العراق إلى لبنان بشكل هلال، مشيرا الى أهمية  البدء في أخذ الفظائع التي ارتكبها المتمردون الحوثيون في الاعتبار منذ سيطرتهم على الحكم  انتفاضه الحوثيين في 2015 ،  لتحقيق السلام في اليمن.

ولفت الكاتب الى تصريح قائد فيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني ، قاسم سليماني ، في اجتماع مع القوات المسلحة الإيرانية،  والذي أوضح فيه الدوافع وراء استراتيجية إيران في المنطقة قائلا أن "الهلال الشيعي ليس سياسيا ولكنه في الواقع هلال اقتصادي، حيث ان الشيعة يسيطرون على  80 في المائة من نفط العالم في البحرين والمملكة العربية السعودية واليمن والعراق وسوريا وإيران.

وأوضحت الصحيفة أنه وبدون فهم هذا السبب الأساسي وراء هجوم الحوثيين، فان تحقيق السلام في اليمن يكاد  يكون مستحيلا وأن أي خطه لإنهاء الحرب دون فرض مزيد من الضغط علي إيران لتفكيك قوات القدس من المحتمل جدا ان تفشل ، كما حدث منذ بداية هذا الصراع.
 
وترى الصحيفة ان الحوثيين مجرد وكيل لقوات القدس الخاصة بالحرس الثوري الإيراني، وانها دفعت المتمردين الحوثيين لإبداء الرغبة في المفاوضات في الوقت الراهن، بعد ان تعرضت لضغوط شديده من قبل الإدارة الأمريكية الحالية وشعبها، ولأنها  لم تعد قادره علي الاستمرار في تسليح ورعاية الحوثيين كما كان من قبل، كون المتمردين رفضوا الانضمام إلى اي محادثات سلام لإنهاء الحرب في اليمن في الماضي.

وأورد كاتب المقال تصريحا لرئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي قال فيه:  أن ايران  تتفاوض مع الدول الأوروبية حول ألازمه اليمنية، ووفقا لما ذكرته وسائل الاعلام الإيرانية، كانت الحرب على رأس أولويات النقاش بين وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت والمسؤولين الإيرانيين في يوم الاثنين.

وتعتبر الصحيفة وقف إطلاق النار في اليمن أمر حاسم بالنسبة للإيرانيين في الوقت الراهن، لأنهم يحتاجون إلى التركيز علي التحديات الاقتصادية المحلية و يأملون في تخفيف العقوبات الأمريكية.

وتشكك الصحيفة بادعائهم السعي وراء احراز حل سلمي للصراع، لأنه لا يزال جزءا أساسيا من استراتيجيتهم الإقليمية الأوسع نطاقا متمثلا في توسيع نفوذهم.

ويسرد المقال العديد من  البلدان الأخرى التي سعت إيران إلى فرض نفوذها عليها وهي العراق وسوريا ولبنان وفلسطين ، والتي تعتبر منقسمة للغاية وغير مستقرة، ولا يجد أي سبب يذكر لافتراض ان نوايا إيران مختلفة في اليمن، وهذا ما يوحي بان السبب الرئيسي وراء إعلان المتمردين الحوثيين وقف الهجمات علي التحالف بقياده السعودية مرتبط بالمشاكل الداخلية الحالية لإيران ، وليس بالرغبة الحقيقية في التوصل إلى السلام في المنطقة وفق الصحيفة.


وحسب الصحيفة فإنه يمكن  التوقيع علي معاهده، ولكن بينما تواجه إيران مشاكل أخرى يمكن ان تعود إلى زعزعه الاستقرار في اليمن لأنها جزء حاسم من الهلال الشيعي الإيراني إلى المملكة العربية السعودية.

ويرى الكاتب انه من  المستبعد جدا ان تكف إيران عن مواصلة جهودها العدوانية لإنشاء هلالها الشيعي علي المدى الطويل لان ذلك هو جوهر وهدف النظام الإسلامي الإيراني،  وهذا سيشكل  بدورة تهديدا كبيرا للاستقرار في المنطقة، ويهدد المملكة العربية السعودية والبحرين التي لديها عدد كبير من السكان الشيعة في بلدانهم.

 ويخلص المقال الى أهمية الضغط علي إيران لتفكيك قوات القدس لان هذا الأمر يكمن فيه مفتاح السلام في المنطقة وفي اليمن، ولان الحروب في الشرق الأوسط هي جزء من التوترات الجيوسياسية الأوسع، بالتالي لا  يمكن عزل اليمن عن بقية البلدان  الغير مستقرة، والتي لدى قوات القدس الكثير للإجابة عنها.

https://www.independent.co.uk/voices/yemen-war-saudi-arabia-iran-houthi-rebels-un-peace-talks-ceasefire-conflict-a8644681.html