الرئيسية > أخبار اليمن
هل تبخرت أحلام التحالف السعودي الإماراتي في السيطرة على ميناء الحديدة؟
المهرة بوست - الجزيرة نت
[ الأحد, 25 نوفمبر, 2018 - 07:00 مساءً ]
من على رصيف ميناء الحديدة غربي اليمن، قال المبعوث الأممي مارتن غريفيث إنه ملتزم بالحفاظ على سلام المدينة، وتجنيبها والمدنيين الخراب والدمار، مما يعني فشل التحالف السعودي الإماراتي في السيطرة عليها.
وكانت القوات اليمنية المدعومة من التحالف قد وصلت إلى التخوم الجنوبية والشرقية للمدينة، وتمركزت على بعد خمسة كيلومترات فقط من الميناء الإستراتيجي الخاضع لسيطرة الحوثيين منذ مطلع 2015.
وفي الوقت الذي كانت رياح البحر الأحمر تداعب الشعر الأبيض للمبعوث الأممي وهو يتحدث بالمؤتمر الصحفي، كان دوي الانفجارات ما يزال يُسمع من الجهة الجنوبية للمدينة، وكان الحوثيون يبنون مزيداً من الخنادق والتحصينات.
آمال البسطاء
أما المواطن جميل حميد الذي يسكن في حي غليل جنوبي المدينة، فكان يحاول الإنصات لما يقوله غريفيث متمنيا أن تفرض زيارة الأخير ضغوطاً على جميع الأطراف لوقف القتال الذي ما يلبث أن يندلع.
يقول حميد الذي يعول أسرة من ثمانية أفراد للجزيرة نت "نريد وقف القتال، ولا يعنيني من يسيطر على المدينة، فكل طرف لديه مصالحه، أما المدنيون فهم آخر ما يفكرون به، أنا لا أريد أن أنزح من منزلي مرة أخرى".
وتبددت آمال سكان المدينة البالغ عددهم نحو 600 ألف -بحسب تقديرات الأمم المتحدة- في توقف المعارك التي اندلعت عقب مغادرة المبعوث الأممي الحديدة، كما تجدد القتال صباح أمس السبت جنوبي المدينة.
وقال وسام صالح وهو قائد كتيبة مقاتلة بقوات العمالقة الحكومية للجزيرة نت "إن الحوثيين يشنون هجمات متكررة على مواقعنا، بينما نلتزم نحن بالهدنة التي اُتفق على تطبيقها".
ويتابع "كان بإمكاننا السيطرة على المدينة في ظرف أيام فقط، لكن كل مرة كان المجتمع الدولي يوقف ذلك، وكأنهم يريدون أن تطول الأزمة ليتضرر المدنيون، ويحملونا مسؤولية ذلك".
ومنذ الأربعاء قبل الماضي، أوقفت القوات الحكومية المدعومة من التحالف تقدمها نحو المدينة بعد ضغوط دولية مُورست على التحالف، بينما يقول قيادي ميداني حوثي إن الدفاعات الحصينة هي من أجبرت "العدوان على التراجع".
ويضيف ذلك القيادي للجزيرة نت مفضّلاً عدم ذكر اسمه "هذه أرضنا ولن نسمح للمحتل السعودي والإماراتي باحتلالها، لن ننسحب أو نسلم المدينة إلا إذا أصبحنا جثثا".
لكن تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية عبرت عن خشيتها من تتسبب المعارك في توقف ميناء الحديدة الذي تمر عبره غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة إلى ملايين اليمنيين الذين يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة.
في المؤتمر الصحفي، قال غريفيث إنه اتفق مع الحوثيين على ضرورة انخراط الأمم المتحدة في مفاوضات تفصيلية مع الأطراف اليمنية تقوم بموجبها المنظمة بدور رئيسي في ميناء الحديدة.
والدور الرئيسي يتطابق مع ما اقترحته واشنطن في تسليم الميناء إلى "طرف محايد" من أجل تسريع وصول المساعدات لمجابهة الأزمة الإنسانية الحادة التي يشهدها اليمن، ومنع استخدام الميناء للاتجار غير المشروع بالأسلحة وتهريبها.
لكن مصدرا في رئاسة الحكومة رفض تلك التصريحات، وقال للجزيرة نت إنها "لن تتنازل عن استعادة سيطرتها على الميناء ومدينة الحديدة، وما عدا ذلك فإنه يمثل مساساً بالسيادة اليمنية".
ضريبة العجز
ويرى السياسي والدبلوماسي اليمني مصطفى النعمان أن عجز الحكومة في انتزاع موانئ عدن وحضرموت والمهرة وشبوة والمخا من الإمارات جعل المجتمع الدولي يتمسك بميناء الحديدة.
ويوضح النعمان (السفير السابق في الهند) للجزيرة نت أن "المجتمع الدولي يشاهد العجز الفاضح للحكومة في إدارة المرافق العامة، هي غير قادرة على إدارة مطار عدن، فكيف تطالب المجتمع الدولي بتسليمها الحديدة؟".
ورغم الهجوم العنيف للقوات الحكومية على الحديدة خلال الأيام الماضية، فإن رئيس جامعة صنعاء السابق فوزي الصغير يرى أن "أحلام التحالف السعودي الإماراتي في السيطرة على ميناء الحديدة تبخرت" ويعزو ذلك إلى "التكتيك العسكري" للحوثيين.
ويضيف الصغير "لقاء المبعوث الأممي بالسيد عبد الملك الحوثي خرج بتطمينات كبيرة لليمنيين في تسهيل مراقبة الأمم المتحدة وإشرافها المباشر على الميناء، لينهي ذلك فصلاً جديداً من المعارك".
من جهة، قال الصحفي المحلي بسيم جناني "الضغوط الدولية نجحت في توقف القوات الحكومية، لكن ذلك انعكس على المدنيين الذين حُولت مدينتهم إلى ثكنة عسكرية".
ويشرح جناني ما قاله بأن الحوثيين "سيطروا على المنازل وبنوا مزيداً من الخنادق والحواجز ونصبوا نقاط التفتيش، وزرعوا مئات الألغام، وفي حال تقدمت القوات الحكومية فستحدث كارثة تدميرية، ستكون كلفتها عالية على المدنيين".
مشاركة الخبر: