المهرة بوست - خاص
[ الخميس, 15 نوفمبر, 2018 - 11:47 مساءً ]

أخفقت السعودية من جديد، في التصعيد الأخير الذي قامت به عبر مرتزقتها في جر أبناء محافظة المهرة إلى مربع العنف بعد أن تصدى الحراك الشعبي لكامل مخططاتها الإستعمارية التي كانت تسعى لتنفيذها في بوابة اليمن الشرقية.

وعاد التوتر الأمني خلال اليوميين الماضيين، عقب استحداث القوات السعودية لنقاط امنية في منطقة الأنفاق ورفضهم التوقف والانسحاب لمواقعهم السابقة.

استحداث النقاط الجديدة دفع قبائل المهرة إلى التجمهر في ذات المكان ورفضهم للإستفزازت الجديدة التي تقوم بها القوات السعودية، حيث قابلت تلك القوات احتجاجات المواطنين السلمية باطلاق النار على المحتجين ما ادى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم.

ومنذُ اندلاع الحرب القذرة التي تقودها السعودية ضد المسلحين الحوثيين، في شمال اليمن ظلت المهرة بعيدة عن كوارث وجرائم الحرب التي ارتكبتها جميع الأطراف، بحق المدنيين، ولم يكن يتخيل أبناءها المسالمين أن تصل إليهم لعنة الحرب الذين هم في غنى عنها عن طريق الدولة التي زعمت أنها جاءت لدعم الشرعية في البلاد.

وبعد عام من الحراك الشعبي السلمي الذي ينفذه أبناء المهرة ضد التدخل العسكري السعودي داخل بلادهم، وتمكنهم من تعرية مزاعمها التي جاءت إلى المحافظة على أساسها، أعطت الضوء الأخضر لرجلها الذي ضغطت على الحكومة الشرعية لتعيينه محافظا للمحافظة لسفك دم أبناء المحافظة وجرهم إلى مربع الإقتتال الداخلي في ما بينهم لكي يتسهل عليها تنفيذ مطامعها وأحلامها القديمة بمد أنبوبها النفطي عبر المحافظة إلى بحر العرب بطريقة غير قانونية تنتهك سيادة اليمن مستغلة ظروف الحرب التي تمر بها البلاد.

ويذهب مراقبون إلى أن السعودية تعمل منذُ إرسال قواتها العسكرية إلى "المهرة"، في أواخر العام 2017 على تقديم كافة الإغراءات لرجال القبائل بالمال والسلطة من أجل كسبهم إلى صفها لتستطيع عن طريقهم تنفيذ مخططاتها الإستعمارية دون اعتراض.

لكنها كما يقول المراقبون انصدمت بتكاتف شعبي وقبلي، يرفض كل الإغراءات مقابل انتهاك سيادة وطنه وتهديد أمنه واستقراره.
فشل محاولات السعودية في تكوين جناح قبلي تعتمد عليه في تنفيذ مخططاتها دفعها لتشكيل ميليشيات بقيادة "راجح باكريت" الذي يتلقى يسعى جاهدا لكسر الإرادة الشعبية لإرضاء أسياده في الرياض.

ولم تنجح رسائل التهديد والوعيد التي استخدمها "باكريت" ضد المحتجين الرافضين للوجود السعودي والتي كان أحدها محاولة اعتقال وكيل المحافظة السابق "علي سالم الحريزي" وغيره من الشخصيات الوطنية التي فضلت الوقوف في صف أبناء بلدهم ومطالبهم الشرعية على الإغرات والمناصب التي قدمتها لهم الرياض مقابل فض الإعتصامات المناوئة لها.

وبعد أن أخفقت كل محاولات التهديد التي استخدمها باكريت، في الأشهر الماضية دشن الليلة الماضية طريقة القتل القذرة ضد أبناء المحافظة المحتجين سلميا لإرضاء سادته في الرياض وأبو ظبي، ومحاولة لتنفيذ مخطط أملي عليه سابقا لإدخال المحافظة في دوامة الصراع والثارات القبلية لكي يتسهل للجانب السعودي بسط هيمنته على موانئ وثروات ثاني أكبر محافظة يمنية تقع بالقرب من بحر العرب وعلى الحدود مع سلطنة عمان.

طريقة باكريت الدموية هي الأخرى فشلت أمام الإنتفاضة الشعبية التي تدرك نوايا السعودية ومرتزقتها في المحافظة والتي بادرت للإعلان بأنها ستواصل احتجاجاتها السلمية المطالبة بخروج القوات السعودية ولن تنجر إلى سفك الدماء كما يريد الجانب الآخر.

رئيس اللجنة الإعلامية للجنة اعتصام أبناء المهرة السلمي، "سالم بلحاف" كشف عقب جريمة القتل التي تعرض لها المحتجين أن هناك محاولات لجر المعتصمين إلى مربع العنف بدعم ومباركة القوات السعودية المتواجدة في المهرة". 

وكشف بلحاف" أن هذا التصعيد من قبل تلك القوات، جاء أثناء وجود لجنة وساطة يقودها وكيل المحافظة".

  وحمّل بلحاف، "المحافظ راجح باكريت المسؤولية الكاملة في توجيه الأوامر بقتل المعتصمين على يد المليشيات التابعة له والقادمة من خارج المحافظة". 
واستغرب رئيس اللجنة الاعلامية لإعتصام أبناء المهرة السلمي من الصمت من قبل الشرعية ومؤسسة الرئاسة.

 وأكد بلحاف "أن الأعتصام سلمي وسيظل سلمياً رفضاً للتواجد العسكري السعودي أو تواجد المليشيات من خارج المحافظة". 

وشدد على "أن اللجنة المنظمة للإعتصام سترد سلمياً وسيكون هناك تصعيد خلال الفترة القادمة إلى أن يتم إخراج كافة المعسكرات والثكنات التابعة للقوات السعودية والمليشيات".