الرئيسية > أخبار اليمن
واشنطن بوست : تصاعد القتال في الحديدة يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين
المهرة بوست - ترحمة خاصة
[ السبت, 10 نوفمبر, 2018 - 09:47 مساءً ]
على الرغم من دعوات الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار، إلا أن القتال يتصاعد في المدينة الساحلية اليمنية الاستراتيجية، مما يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين ويعمق الأزمة الإنسانية التي جعلت ملايين منهم يصارعون مجاعة محتملة.
وقال سكان وعاملون في مجال الصحة ووكالات الإغاثة إن الاشتباكات في الحديدة، أدت إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين خلال الأسبوع الماضي، كما أن العنف يقترب من المرافق الطبية، مما يهدد سلامة المرضى والعاملين الطبيين الأساسيين.
وتحتدم المعارك بشكل خاص بالقرب من ميناء الحديدة، الذي يمر عبره أكثر من 70 في المائة من جميع المواد الغذائية والوقود والأدوية وغيرها من الإمدادات الأساسية المتجهة إلى الجزء الشمالي من البلاد حيث يعيش الغالبية العظمى من اليمنيين.
ويحذر عمال الإغاثة من أن تضرر الميناء قد يكون كارثيا لملايين اليمنيين.
وقال فابريزيو كاربوني، المسؤول البارز باللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان يوم الخميس إن محافظة الحديدة بغرب اليمن تقع مجدداً في فخ العنف، وأن الخطر يحيق بمئات الآلاف من اليمنيين.
وقال السكان إنهم ما زالوا محاصرين داخل منازلهم في الوقت الذي تدور فيه المعارك، بقذائف الهاون ويتوزع القناصة في أجزاء من المدينة، في حين يقوم متمردون حوثيون بدوريات في الشوارع في شاحنات صغيرة محملة بالأسلحة الآلية ويقومون بنشر مقاتليهم في مبان ومنازل وحتى مستشفيات، مما أثار مخاوف من استخدام المدنيين كدروع بشرية.
في غضون ذلك، قام التحالف بعشرات الغارات الجوية وانتشرت طائرات هليكوبتر أمريكية الصنع لاستهداف مناطق داخل وحول الحديدة، بما في ذلك الأحياء السكنية.
وقال مأرب المحويتي، وهو جراح في مستشفى عسكري في المدينة، "لقد استقبلنا الكثير من الضحايا المدنيين"، مضيفا أن العديد من المصابين أصيبوا بشظايا من الغارات الجوية.
وذكر أن طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي تقوم بقصف مناطق كثيرة في أنحاء المدينة أغلب اليوم.
وبعد محاصرة الحديدة خلال الصيف، شن التحالف هجومًا جديدًا قبل أسبوع، بعد يومين من دعوة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى وقف إطلاق النار ومحادثات السلام في غضون 30 يومًا.
ويسعى ائتلاف البلدان الإسلامية السنية إلى طرد المتمردين الشيعة واستعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا لأسباب أقلها القول على نطاق واسع بأنها جماعه مدعومة من ايران.
وتساعد الولايات المتحدة الائتلاف عن طريق تزويد طائراتها بالوقود، ومن خلال الاستخبارات ومليارات الدولارات في مبيعات الأسلحة.
وقال مسؤول حكومي يمني رفيع إن هدف هجوم الحديدة هو إضعاف الحوثيين عسكريا ودفعهم إلى المفاوضات، ويعد ميناء الحديدة مصدرا حيويا للتمويل والإمدادات للمتمردين، وقد يؤدي فقدان السيطرة على المدينة إلى توجيه ضربة قاصمة لعملياتهم العسكرية.
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني ان الهدف هو الاستيلاء على الحديدة قبل الثلاثين يوماً "، مضيفا أنه "إذا تم تحرير الحديدة ، فسيضطر الحوثيون إلى المجيء والجلوس معنا على الطاولة.
وفي يوم الأربعاء، تعهد زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي في خطاب متلفز بالرد بإي ثمن ، وحث المؤيدين على "التحرك بجدية لمواجهة العدوان في جميع الجبهات.
وتنذر الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة التي تساعد 14 مليون شخص في أجزاء مختلفة من اليمن، من الخطاب المتصاعد وسفك الدماء الذي جعل نصف السكان على حافة المجاعة ، الذي أدى إلى فرار اكثر من ثلاثة ملايين من بيوتهم، ويقول باحثو الإغاثة إن مئات الآلاف قد يتبعونهم بسرعة إذا استمرت المعركة من أجل السيطرة الحديدة.
كاربونـي أضاف بانه لا يمكن أن تكون المحادثات القادمة ذريعة لتجاهل قوانين الحرب التي تحمي أرواح الشعب اليمني". منوها ان الحروب لها قواعد، ويجب على أطراف النزاع احترامها، حتى في أشد المعارك ضراوة.
وأوضح ان الهجوم الجديد على الحديدة يزيل الأمل الذي أثاره الإعلان الأخير لمحادثات السلام".
اما في الداخل فيتزايد القلق نتيجة تركز الاشتباكات الى حد كبير في الأجزاء الجنوبية والشرقية من المدينة المكتظة بالسكان وفقا لسكان محليون ، اما في المناطق المتضررة ، يتم إغلاق المحلات في وقت مبكر أو إغلاقها تمامًا في حين تكون الحركة محدودة.
ويقول مازن مجمل أحد القاطنين بالمدينة أن الشعور بالخوف يتجدد بين الناس من التعرض للضرب بقذائف الهاون أو الغارات الجوية"، وفي الأيام الستة الأولى من الهجوم الجديد ، عالجت منظمة "أطباء بلا حدود" 24 مدنياً بسبب إصابات الحرب في الحديدة و 50 في مدينة المخا حسب بيان للمنظمة، وقالت منظمة "أنقذوا الأطفال" إن أكثر من 150 شخصا قد قُتلوا في الأيام الأخيرة.
ويتصاعد قلق عمال الإغاثه والمنظمات الطبية من ان يكون هناك عدد قليل من الأمامكن للمساعده نتيجة اقتراب القتال من المستشفيات والمراكز الصحية، وأفادت منظمة "أنقذوا الأطفال" يوم الأربعاء أن الاشتباكات دمرت صيدلية في أحد المرافق الصحية، مضيفًا أن القصف أصاب أيضًا المناطق السكنية.
وقالت منظمة "أنقذوا الأطفال" في بيان إن حياة مئات الآلاف من الناس نصفهم تقريباً من الأطفال، معرضة للخطر، حيث
يتم استخدام القصف المدفعي بكثافة من جميع الجهات .
ومما يثير القلق بشكل خاص مستشفى الثورة، وهو أكبر مرفق طبي في المدينة، وقال عمال الاغاثة ان مجرد ياردات قليلة تفصلها عن خط الجبهة حيث تندلع الاشتباكات يومي.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة هذا الأسبوع إن القتال وضع 59 طفلاً في المستشفى، منهم 25 في وحدة العناية المركزة "في خطر الموت الوشيك.
وأكدت منظمة اليونيسف في بيان أن الطاقم الطبي والمرضى في المستشفى أكدوا سماعهم القصف المكثف وإطلاق النار، وان مجرد الوصول للمستشفى الوحيد في المنطقة أصبح يشكل خطرا .
وذكرت ان مزيد من الأطفال معرضون للخطر، إن الحديدة والمحافظات المجاورة هي في بؤرة أزمة الجوع ،
وأضافت ان ما يمثل 40 في المائة من 400.000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في اليمن، وغالبا ما يتم أخذ المرضى إلى مستشفى الثورة.
بدورها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان القتال العنيف، في الحديدة أدى الى انقطاع الخدمات الطبية في المستشفيات
وفي الأسبوع الماضي، وصل المتمردون الحوثيون إلى المستشفى واتخذوا مواقع على سطحه، مما يجعله هدفاً محتملاً للتحالف الذي تقوده السعودية ، وفقاً لمنظمة العفو الدولية، وبسبب الغارات الجوية منذ بدء الحرب تضررت العشرات من المستشفيات والعيادات.
قالت سماح حديد، مدير برنامج الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية "إن المستشفى مليء بالمدنيين المصابين الذين لا يملكون أي مكان آخر يذهبون إليه للحصول على الرعاية الطبية المنقذة للحياة.
وتقتضي قوانين الحرب بعدم استخدام المستشفيات للأغراض العسكرية ، وفر أكثر من نصف سكان الحديدة البالغ عددهم 600 ألف نسمة من المدينة ، معظمهم في الصيف قبل الهجوم الأولي، لكن العديد من الذين بقوا يجدون الآن صعوبة في الرحيل.
ووفقاً لمنظمة إنقاذ الطفولة، فإن حواجز الطرق المؤقتة التي أقامتها الأطراف المتحاربة كانت "تمنع الأشخاص من مغادرة أو دخول المدينة خلال الليل، كما أدت المواجهات إلى إغلاق طرق الهروب الى جنوب المدينة، ووفقا لمنظمة العفو الدولية فقد قام المتمردين بزرع الألغام على طول الطرق الأخرى المؤدية إلى المدينة.
قال نبيل المهدي، البالغ من العمر 44 عاما ، وهو من سكان المنطقة ، إن من عادوا لا يستطيعون المغادرة مرة أخرى لأنهم استنفدوا احتياطاتهم المالية.
وأضافت حديد إن المدنيين في الحديدة "لا حول لهم ولا قوة، ولا يمكنهم البقاء وانتظار مصيرهم"، لذا فإن حياتهم في أيدي الأطراف المتحاربة الذين لم يبدوا أي اهتمام بواجبهم في حماية المدنيين، مضيفة أن أكثر الناس ضعفاً في البلد بأكمله هم من أهالي الحديدة، وهم هم أفقر الفقراء، ولا يستطيعون الخروج.
وأضافت أنه إذا استمر الهجوم ، فإن العديد من المرضى قد يموتون ليس فقط بسبب الجوع وإنما أيضا بسبب المرض.
مشاركة الخبر: