حلف قبائل حضرموت يؤكد استمرار في التصعيد ويرفض أي قرارات لا تلبي مطالبه     الجيش الأمريكي يقول إنه دمر 5 مسيّرات ونظامين صاروخيين للحوثيين     ارتفاع عدد ضحايا السيول بمحافظة ذمار إلى 30 قتيلا     مصدران: سفينة مملوكة لشركة سعودية تتعرض لهجوم في البحر الأحمر والمهاجمون مجهولون     ناقلة نفط وسفينة تجارية تبلغان عن تعرضهما للهجوم في البحر الأحمر     الأمم المتحدة: وفاة وفقدان 41 شخصا جراء سيول المحويت باليمن     زعيم الحوثيين: نحضر للرد على قصف الحديدة والتوقيت سيفاجئ إسرائيل     بينها تعيين قائد جديد للقوات المشتركة باليمن.. أوامر ملكية بتعيين قادة عسكريين جدد     عدن.. غروندبرغ والعليمي يبحثان الحاجة الملحة لحوار يمني "بناء"     محافظ المهرة يصدر قراراً بتعيين مدير جديد لفرع المؤسسة العامة للكهرباء بالمحافظة     في ختام مباحثات في مسقط.. غروندبرغ يدعو إلى حوار بناء لتحقيق السلام في اليمن     اليونان تقول إنها على اتصال مع السعودية بشأن ناقلة نفط معطلة في البحر الأحمر     الحوثيون: لم نوافق على هدنة مؤقتة وإنما سمحنا بقطر الناقلة سونيون     أسبيدس: لم يتسرب نفط من الناقلة سونيون المتضررة بعد هجوم الحوثيين     مشايخ ووجهاء سقطرى يطالبون بإقالة المحافظ رأفت الثقلي ويتهمون بالفشل في إدارة الجزيرة     
الرئيسية > أخبار اليمن

ثمن باهض لمعركة الحديدة .. خلاص من الحوثيين أم وقوع تحت وصاية الإمارات ؟

المهرة بوست - تقرير خاص:
[ السبت, 10 نوفمبر, 2018 - 10:48 صباحاً ]

مر أسبوع كامل على انطلاق عملية عسكرية كبيرة تشرف عليها الإمارات بشكل مباشر، للسيطرة على مدينة الحديدة ومينائها الإستراتيجي غربي اليمن من قبضة المسلحين الحوثيين، وتمكنت القوات العسكرية اليمنية مسنودة بتحالف السعودية والإمارات من التقدم بشكل كبير ووصلت إلى أطراف مدينة الصالح وأحياء سبعة يوليو والسلخانة، وجولة الأقرعي في شارع الخمسين، وسيطرت على مطاحن البحر الأحمر ومصنع يماني وبوابة المطار الشمالية، وواصلت التقدم وصولا لجولة يمن موبايل، نحو قلب المدينة غربا.

وشنت السعودية والإمارات الهجوم رغم التحذيرات الدولية الكبيرة والضغوط التي طالبت باسئناف المشاورات السياسية للأطراف اليمنية، وكانت واشنطن والأمم المتحدة اقترحت أن تنطلق الجولة الجديدة من المشاورات نهاية أكتوبر الجاري، لكن المبعوث الأممي "مارتن غريفيث"، أعلن ارجاء المشاورات الى نهاية العام بعد تصاعد القتال في الحديدة، وقال غريفيث إن هذا التصعيد لا يؤدي للسلام ولايساعد على عقد مشاورات جديدة، وحذر من كارثة إنسانية قد تضرب سكان الحديدة.

لكن المعارك فعلا وضعت المدينة على شفا كارثة إنسانية، وباتت ثلاثة مستشفيات مهددة بالدمار الكامل، هي مستشفيات الثورة ومستشفى السلخانة ومستشفى 22 مايو الذي سيطرت عليه القوات الحكومية، وانقطعت خدمة الانترنت عن المدينة، وبات السكان محاصرين داخل منازلهم جراء المعارك وعدم توفر ممرات آمنة لخروجهم، كما أن المعارك التي باتت على مسافة خمسة كيلو من بوابة ميناء المدينة، ما يعرضه للدمار وتوقف دخول المساعدات الدولية، والسفن التجارية المحملة بالمواد الغذائية والأساسية.

لكن السؤال الذي يطرحه اليمنيون وسكان الحديدة تحديدا ويخشون الإجابة عليه، هل ستتحرر الحديدة من الحوثيين وتعود إلى أحضان الدولة وحكومتها الشرعية، أم ترزح تحت هيمنة وسيطرة الإمارات، التي باتت تهيمن قواتها العسكرية على كل مقدرات وموارد المحافظات الجنوبية والغربية التي شاركت في تحريرها !

معركة ضرورية .. نحو السلام وإنهاء الإنقلاب

الصحفي والناشط اليمني “بسيم الجناني” شدد في حديث خاص لـ”المهرة بوست” على أهمية التقدم العسكري للقوات الحكومية على الأرض في الحديدة، ليشكل ضغطا يجبر الحوثيين على الدخول بجدية في المشاورات، مشيرا إلى التجارب السابقة مع الحوثيين وتنصلهم عن الاتفاقيات والمشاورات السياسية السابقة، مؤكدا أهمية العمليات العسكرية في الحديدة إذا أرادت الحكومة الشرعية انتزاع مكاسب سياسية على طاولة المفاوضات نحو السلام.

ويرى "الجناني" أن الأولوية هي للخلاص من الحوثيين، وما بعد التحرير سيكون لأبناء الحديدة موقفهم من أي سيطرة أو احتلال جديد.

وأكد الصحفي والكاتب اليمني "وديع عطا" في حديث متلفز لقناة الجزيرة، أن المدنيين في الحديدة ومختلف المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، أولويتهم اليوم أن يتخلصوا أولاً من الحوثي الذي جثم على صدورهم وامتهن كرامتهم ونكل بهم شر تنكيل، أما سؤال السيادة بعد التحرير يفترض أن تتوفر إجابته لدى الرئيس عبدربه منصور هادي كممثل للشرعية اليمنية، ويجب أن يتعامل بنديّة مع دول التحالف الذي بات واضحاً انحرافه عن أهدافه التي جاء لأجلها.

وأوضح "عطا" أن الإمارات تسابق الزمن قبل انتهاء المهلة التي أعلناها ماتييس وبامبيو لوقف الحرب في اليمن خلال 30 يوم، وهي حريصة على أن تسيطر على الميناء في أسرع وقت بأقل كلفة ممكنة، ويشير أن التحالف ممثلاً بقيادة السعودية وقد ألقى ملف خاشقجي بثقله الدولي عليها، تريد التخلص من الملف اليمني للتخفف من مسؤولياتها الأخلاقية أمام المجتمع الدولي خصوصاً بعد أن ثبت فشلهم إنسانياً.

الحديدة .. بين انقلاب الحوثيين وسيطرة الإمارات

الناشطة اليمنية "توكل كرمان" في منشور على فيسبوك، وصفت أن مايحدث في الحديدة ليس تحريرا ولا استعادة للدولة، ولا علاقة له بالمرجعيات الثلاث كما يزعمون والتي كانوا أول من داس عليها ودفنها، وأكدت أنه امتداد لهوس السيطرة والاستحواذ واحتلال اليمن من قبل تحالف غادر ذهب بعيدا في ابادة الشعب وتدمير الجغرافيا، وأضافت إن المحتفين بمعركة الحديدة سيقولون بعد شهر، لم تتحرر وإنما انتقلت من سيطرة وسطوة محتل داخلي إلى محتل خارجي أشد بؤساً.

وقال الباحث السياسي "ياسين التميمي" في مقال صحفي، لا المرجعيات ولا الشرعية مهمة بالنسبة لتحالف الرياض وأبوظبي، تماماً كما هو حال الحوثيين، والمشكلة لا تكمن في هذه الحرب بل في النتائج المترتبة عليها، والأمر هنا لا يتعلق بالتداعيات الكارثية الصحية والإنسانية، فهذه متلازمة أي حرب، بل في المعطيات التي سيفرضها التحالف في الحديدة، إلى حد يمكن معه تصور أنها يمكن أن تتحول إلى مأرب غربية لأنصار الرئيس السابق صالح، أو تجمع غير متجانس لقوات عسكرية تتحكم الإمارات والتحالف بكل حركاتها وسكناتها ومقدراتها، وتوفرها لخوض معركة تقرير مصير اليمن.

وأكد "التميمي" أن السلطة الشرعية لا يمكنها مطلقا أن تضع يدها على الساحل الغربي في المدى المنظور، وتدعي أنها أضافت عمقاً جغرافيا لسيادتها التي لا أثر لها على أرض الواقع إلا في محافظة مأرب وأجزاء من محافظة تعز، لذا فإن أسوأ ما يمكن أن يلازم معركة كهذه من توقعات أنها ستعيد إنتاج عدن جديدة، حيث يجري إيقاف عجلة الحياة، وتسود الفوضى والاضطرابات والاغتيالات وتصفية الحسابات، في إطار ما بات يعرف بالإدارة الأمنية القذرة للمناطق المحررة من قبل الإمارات والتحالف.

دعم عسكري أمريكي لعملية الحديدة ..

الدعم الأمريكي للسعودية والإمارات في معركة الحديدة بات أكثر وضوحا، حيث كشفت مجلة “إنتلجنس أونلاين” الفرنسية، أن مسؤولين في البنتاغون الأمريكي شاركوا في التخطيط للهجوم السعودي الإماراتي الجديد على مدينة الحديدة، وأكدت المجلة النصف شهرية أن مسؤولين بالبنتاغون اجتمعوا في العاصمة السعودية الرياض، مع ضباط سعوديين واماراتيين للتخطيط لهجوم الحديدة، وزودوهم بمعلومات حيوية لشن الهجوم الجديد على الحديدة، وأضاف موقع مجلة إنتلجنس أونلاين المتخصصة بالشؤون العسكرية والمخابرات، أن واشنطن سلمت الرياض طائرتي استطلاع ومراقبة إضافيتين قبيل الهجوم على الحديدة.


لكن صحيفة "وول استريت جورنال الأمريكيَّة" نشرت تقريراً، يشير إلى أن هجمات التحالف العربي الأخيرة لتحرير مدينة الحديدة الساحلية لتحسين موقفهم التفاوضي قبل محادثات السلام، يشكل عقبة محتملة أمام المحاولات الأمريكية لإنهاء حرب اليمن.

واعتبر مركز "ستراتفور الأمريكي" أن هناك فرصة متاحة للسعودية وحلفائها اليمنين للسيطرة على الحديدة (غربي اليمن)، دون تكبد تكاليف دبلوماسية كبيرة لكنها قد تؤدي إلى أضرار جانبية شديدة متعلقة بالمدنيين وفي الواردات عبر ميناء المدينة الحيوي، وفي الوقت نفسه فإن الخسائر الإنسانية الناجمة عن معركة الحديدة قد تسرع الجهود التي تبذلها واشنطن وحلفاء آخرون لقطع الدعم عن السعودية، وإضعاف موقف السعوديين الدولي.

وكانت “الأمم المتحدة” أعلنت يوم الجمعة مقتل 94 مدنيا خلال شهر أكتوبر الفائت جراء معارك الحديدة، فيما حذر المجلس النرويجي للاجئين من قطع آخر طرق إمدادات الغذاء لنحو 20 مليون يمني غربي البلاد، وشددت منظمة “العفو الدولية” على حماية المستشفيات القريبة من مناطق المواجهات، وسبق ذلك تحذيرات أطلقتها منظمة اليونيسف وأطباء بلاحدود، من مقتل عشرات الأطفال جراء المعارك التي تقترب من مستشفى الثورة جنوب المدينة ومستشفى السلخانة شرقا، وأدت المعارك شرق الحديدة لتدمير عدد من المصانع والمخازن الغذائية، بينها مصانع يماني أكبر مجمع صناعي في المدينة، الذي دمر بشكل شبه كامل ليفقد ستة آلاف يمني مصدر دخلهم الوحيد.



مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات