مظاهرات حاشدة في عدة مدن يمنية تنديدا بهجوم الاحتلال الصهيوني على رفح     أبين.. وفاة مسؤول أمني بذبحة صدرية     بريطانيا: نعمل مع السعودية على "وضع نهاية لاعتداءات الحوثيين على الشحن"     حضرموت.. اعتقال مواطنين شاركوا في تظاهرة تطالب بتوفير الكهرباء     الاتحاد الأوروبي يعلن تأمين مرور 100 سفينة تجارية في البحر الأحمر     قرار أممي يوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في عضوية فلسطين     القسام تنصب كمائن للاحتلال شرق رفح وإسرائيل تعترف بمقتل عدد من جنودها     مالك ملحمة يقدم على طعن مواطن في عدن     الرئاسي يحذر من "كارثة إنسانية" جراء توغل الاحتلال الصهيوني في رفح     مسلحون على متن قارب يهاجمون سفينة تجارية شرق عدن     عدن.. الطاقة المشتراة تطالب بسرعة تسديد مستحقاتها وتهدد بالتوقف عن العمل     طيران اليمنية تمنع نقل أجهزة "ستارلينك" في رحلاتها الجوية     المهرة.. إغلاق عددا من محلات الحلاقة المخالفة للشروط الصحية     جماعة الحوثي تعلن استهداف 112 سفينة إسرائيلية أمريكية بريطانية     وفاة وإصابة 72 شخصا بحوادث مرورية خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري    
الرئيسية > أخبار اليمن

ثمن باهض لمعركة الحديدة .. خلاص من الحوثيين أم وقوع تحت وصاية الإمارات ؟

المهرة بوست - تقرير خاص:
[ السبت, 10 نوفمبر, 2018 - 10:48 صباحاً ]

مر أسبوع كامل على انطلاق عملية عسكرية كبيرة تشرف عليها الإمارات بشكل مباشر، للسيطرة على مدينة الحديدة ومينائها الإستراتيجي غربي اليمن من قبضة المسلحين الحوثيين، وتمكنت القوات العسكرية اليمنية مسنودة بتحالف السعودية والإمارات من التقدم بشكل كبير ووصلت إلى أطراف مدينة الصالح وأحياء سبعة يوليو والسلخانة، وجولة الأقرعي في شارع الخمسين، وسيطرت على مطاحن البحر الأحمر ومصنع يماني وبوابة المطار الشمالية، وواصلت التقدم وصولا لجولة يمن موبايل، نحو قلب المدينة غربا.

وشنت السعودية والإمارات الهجوم رغم التحذيرات الدولية الكبيرة والضغوط التي طالبت باسئناف المشاورات السياسية للأطراف اليمنية، وكانت واشنطن والأمم المتحدة اقترحت أن تنطلق الجولة الجديدة من المشاورات نهاية أكتوبر الجاري، لكن المبعوث الأممي "مارتن غريفيث"، أعلن ارجاء المشاورات الى نهاية العام بعد تصاعد القتال في الحديدة، وقال غريفيث إن هذا التصعيد لا يؤدي للسلام ولايساعد على عقد مشاورات جديدة، وحذر من كارثة إنسانية قد تضرب سكان الحديدة.

لكن المعارك فعلا وضعت المدينة على شفا كارثة إنسانية، وباتت ثلاثة مستشفيات مهددة بالدمار الكامل، هي مستشفيات الثورة ومستشفى السلخانة ومستشفى 22 مايو الذي سيطرت عليه القوات الحكومية، وانقطعت خدمة الانترنت عن المدينة، وبات السكان محاصرين داخل منازلهم جراء المعارك وعدم توفر ممرات آمنة لخروجهم، كما أن المعارك التي باتت على مسافة خمسة كيلو من بوابة ميناء المدينة، ما يعرضه للدمار وتوقف دخول المساعدات الدولية، والسفن التجارية المحملة بالمواد الغذائية والأساسية.

لكن السؤال الذي يطرحه اليمنيون وسكان الحديدة تحديدا ويخشون الإجابة عليه، هل ستتحرر الحديدة من الحوثيين وتعود إلى أحضان الدولة وحكومتها الشرعية، أم ترزح تحت هيمنة وسيطرة الإمارات، التي باتت تهيمن قواتها العسكرية على كل مقدرات وموارد المحافظات الجنوبية والغربية التي شاركت في تحريرها !

معركة ضرورية .. نحو السلام وإنهاء الإنقلاب

الصحفي والناشط اليمني “بسيم الجناني” شدد في حديث خاص لـ”المهرة بوست” على أهمية التقدم العسكري للقوات الحكومية على الأرض في الحديدة، ليشكل ضغطا يجبر الحوثيين على الدخول بجدية في المشاورات، مشيرا إلى التجارب السابقة مع الحوثيين وتنصلهم عن الاتفاقيات والمشاورات السياسية السابقة، مؤكدا أهمية العمليات العسكرية في الحديدة إذا أرادت الحكومة الشرعية انتزاع مكاسب سياسية على طاولة المفاوضات نحو السلام.

ويرى "الجناني" أن الأولوية هي للخلاص من الحوثيين، وما بعد التحرير سيكون لأبناء الحديدة موقفهم من أي سيطرة أو احتلال جديد.

وأكد الصحفي والكاتب اليمني "وديع عطا" في حديث متلفز لقناة الجزيرة، أن المدنيين في الحديدة ومختلف المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، أولويتهم اليوم أن يتخلصوا أولاً من الحوثي الذي جثم على صدورهم وامتهن كرامتهم ونكل بهم شر تنكيل، أما سؤال السيادة بعد التحرير يفترض أن تتوفر إجابته لدى الرئيس عبدربه منصور هادي كممثل للشرعية اليمنية، ويجب أن يتعامل بنديّة مع دول التحالف الذي بات واضحاً انحرافه عن أهدافه التي جاء لأجلها.

وأوضح "عطا" أن الإمارات تسابق الزمن قبل انتهاء المهلة التي أعلناها ماتييس وبامبيو لوقف الحرب في اليمن خلال 30 يوم، وهي حريصة على أن تسيطر على الميناء في أسرع وقت بأقل كلفة ممكنة، ويشير أن التحالف ممثلاً بقيادة السعودية وقد ألقى ملف خاشقجي بثقله الدولي عليها، تريد التخلص من الملف اليمني للتخفف من مسؤولياتها الأخلاقية أمام المجتمع الدولي خصوصاً بعد أن ثبت فشلهم إنسانياً.

الحديدة .. بين انقلاب الحوثيين وسيطرة الإمارات

الناشطة اليمنية "توكل كرمان" في منشور على فيسبوك، وصفت أن مايحدث في الحديدة ليس تحريرا ولا استعادة للدولة، ولا علاقة له بالمرجعيات الثلاث كما يزعمون والتي كانوا أول من داس عليها ودفنها، وأكدت أنه امتداد لهوس السيطرة والاستحواذ واحتلال اليمن من قبل تحالف غادر ذهب بعيدا في ابادة الشعب وتدمير الجغرافيا، وأضافت إن المحتفين بمعركة الحديدة سيقولون بعد شهر، لم تتحرر وإنما انتقلت من سيطرة وسطوة محتل داخلي إلى محتل خارجي أشد بؤساً.

وقال الباحث السياسي "ياسين التميمي" في مقال صحفي، لا المرجعيات ولا الشرعية مهمة بالنسبة لتحالف الرياض وأبوظبي، تماماً كما هو حال الحوثيين، والمشكلة لا تكمن في هذه الحرب بل في النتائج المترتبة عليها، والأمر هنا لا يتعلق بالتداعيات الكارثية الصحية والإنسانية، فهذه متلازمة أي حرب، بل في المعطيات التي سيفرضها التحالف في الحديدة، إلى حد يمكن معه تصور أنها يمكن أن تتحول إلى مأرب غربية لأنصار الرئيس السابق صالح، أو تجمع غير متجانس لقوات عسكرية تتحكم الإمارات والتحالف بكل حركاتها وسكناتها ومقدراتها، وتوفرها لخوض معركة تقرير مصير اليمن.

وأكد "التميمي" أن السلطة الشرعية لا يمكنها مطلقا أن تضع يدها على الساحل الغربي في المدى المنظور، وتدعي أنها أضافت عمقاً جغرافيا لسيادتها التي لا أثر لها على أرض الواقع إلا في محافظة مأرب وأجزاء من محافظة تعز، لذا فإن أسوأ ما يمكن أن يلازم معركة كهذه من توقعات أنها ستعيد إنتاج عدن جديدة، حيث يجري إيقاف عجلة الحياة، وتسود الفوضى والاضطرابات والاغتيالات وتصفية الحسابات، في إطار ما بات يعرف بالإدارة الأمنية القذرة للمناطق المحررة من قبل الإمارات والتحالف.

دعم عسكري أمريكي لعملية الحديدة ..

الدعم الأمريكي للسعودية والإمارات في معركة الحديدة بات أكثر وضوحا، حيث كشفت مجلة “إنتلجنس أونلاين” الفرنسية، أن مسؤولين في البنتاغون الأمريكي شاركوا في التخطيط للهجوم السعودي الإماراتي الجديد على مدينة الحديدة، وأكدت المجلة النصف شهرية أن مسؤولين بالبنتاغون اجتمعوا في العاصمة السعودية الرياض، مع ضباط سعوديين واماراتيين للتخطيط لهجوم الحديدة، وزودوهم بمعلومات حيوية لشن الهجوم الجديد على الحديدة، وأضاف موقع مجلة إنتلجنس أونلاين المتخصصة بالشؤون العسكرية والمخابرات، أن واشنطن سلمت الرياض طائرتي استطلاع ومراقبة إضافيتين قبيل الهجوم على الحديدة.


لكن صحيفة "وول استريت جورنال الأمريكيَّة" نشرت تقريراً، يشير إلى أن هجمات التحالف العربي الأخيرة لتحرير مدينة الحديدة الساحلية لتحسين موقفهم التفاوضي قبل محادثات السلام، يشكل عقبة محتملة أمام المحاولات الأمريكية لإنهاء حرب اليمن.

واعتبر مركز "ستراتفور الأمريكي" أن هناك فرصة متاحة للسعودية وحلفائها اليمنين للسيطرة على الحديدة (غربي اليمن)، دون تكبد تكاليف دبلوماسية كبيرة لكنها قد تؤدي إلى أضرار جانبية شديدة متعلقة بالمدنيين وفي الواردات عبر ميناء المدينة الحيوي، وفي الوقت نفسه فإن الخسائر الإنسانية الناجمة عن معركة الحديدة قد تسرع الجهود التي تبذلها واشنطن وحلفاء آخرون لقطع الدعم عن السعودية، وإضعاف موقف السعوديين الدولي.

وكانت “الأمم المتحدة” أعلنت يوم الجمعة مقتل 94 مدنيا خلال شهر أكتوبر الفائت جراء معارك الحديدة، فيما حذر المجلس النرويجي للاجئين من قطع آخر طرق إمدادات الغذاء لنحو 20 مليون يمني غربي البلاد، وشددت منظمة “العفو الدولية” على حماية المستشفيات القريبة من مناطق المواجهات، وسبق ذلك تحذيرات أطلقتها منظمة اليونيسف وأطباء بلاحدود، من مقتل عشرات الأطفال جراء المعارك التي تقترب من مستشفى الثورة جنوب المدينة ومستشفى السلخانة شرقا، وأدت المعارك شرق الحديدة لتدمير عدد من المصانع والمخازن الغذائية، بينها مصانع يماني أكبر مجمع صناعي في المدينة، الذي دمر بشكل شبه كامل ليفقد ستة آلاف يمني مصدر دخلهم الوحيد.



مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات