الرئيسية > أخبار اليمن
القوات الموالية للشرعية تدخل الحديدة من جهتين واشتداد المعارك بالمدينة
المهرة بوست - عربي 21
[ الخميس, 08 نوفمبر, 2018 - 06:05 مساءً ]
تمكنت القوات الموالية للحكومة اليمنية، من التقدم في مدينة الحديدة، مع تواصل الاشتباكات بين طرفي النزاع في المدينة.
وتمكّنت القوات الموالية للحكومة اليمنية من دخول المدينة من جهتي الجنوب والشرق، ما ينذر بحرب شوارع وشيكة في المدينة التي تعتبر شريان حياة لملايين السكان في البلد الغارق في نزاع مسلح.
وبعد أسبوع من المعارك العنيفة في محيط المدينة المطلة على البحر الاحمر، وصلت القوات الموالية للحكومة إلى أول الأحياء السكنية من جهة الشرق، حسبما أفاد الخميس ثلاثة من مسؤولي القوات الموالية للحكومة.
وأوضح المسؤولون أن هذه القوات تقدّمت داخل المدينة من جهة الشرق لمسافة كيلومترين على الطريق الرئيسي الذي يربط وسط الحديدة بالعاصمة صنعاء، وباتت تقاتل الحوثيين عند أطراف حي سكني.
كما تقدمت ثلاثة كيلومترات على الطريق البحري في جنوب غرب المدينة، وخاضت معارك مع الحوثيين عند أطراف جامعة الحديدة على مقربة من مستشفى الثورة الواقع قرب سوق للسمك، بحسب المصادر ذاتها.
وقام المقاتلون الموالون للحكومة بإزالة الحواجز الإسمنتية في المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، منذ 2014، مدجّجين بالأسلحة الرشاشة وقاذفات الصواريخ فوق السيارات رباعية الدفع.
وقال القائد الميداني في القوات الموالية للحكومة محمد السعيدي: "الآن جاري التقدم إلى عمق الحديدة. إما يسلموا المدينة بشكل سلمي، أو نأخذها بالقوة".
وبحسب مصادر طبية في محافظة الحديدة، قتل 47 حوثيا على الأقل من الحوثيين و11 مقاتلا من الموالين للحكومة في الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد الاجمالي للقتلى منذ بداية المعارك الخميس الماضي إلى 197 حوثيا و53 مقاتلا موالية للحكومة.
وكانت منظمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذي تشيلدرن) الإنسانية قالت إن يمنيا يبلغ من العمر 15 عاما قتل بعد إصابته بشظايا عند أطراف المدينة.
بؤس وأمل
ويشهد اليمن منذ عام 2014 حربا بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/ مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء ومدينة الحديدة.
وكانت القوات الحكومية أطلقت في حزيران/ يونيو الماضي بدعم من التحالف حملة عسكرية ضخمة على ساحل البحر الأحمر بهدف السيطرة على الميناء، قبل أن تعلّق العملية إفساحا في المجال أمام المحادثات، ثم تعلن في منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي استئنافها بعد فشل المساعي السياسية.
واشتدّت المواجهات الخميس الماضي بالتزامن مع إعلان الحكومة اليمنية استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع الحوثيين، وذلك غداة إعلان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أنّه سيعمل على عقد مفاوضات في غضون شهر، بعيد مطالبة واشنطن بوقف لإطلاق النار وإعادة إطلاق المسار السياسي.
وباءت آخر محاولة قام بها غريفيث لتنظيم محادثات سلام في أيلول/ سبتمبر الماضي في جنيف، بالفشل بسبب غياب الحوثيين.
وقال المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط باللجنة الدولية للصليب الأحمر فابريزيو كاربوني في بيان الخميس: "هذا الهجوم الجديد على الحُديدة يئد ومضةَ الأمل التي أشعلها الإعلان مؤخرًا عن محادثات السلام".
وتابع: "نفد ما في جعبتنا من كلام لوصف مدى بؤس الأوضاع في اليمن. وقد آن الأوان كي نرى بصيص أمل في هذا البلد".
خنادق وألغام
ومنذ بدء علميات التحالف في 2015، خلّف نزاع اليمن أكثر من عشرة آلاف قتيل و"أسوأ أزمة إنسانية" بحسب الأمم المتحدة التي حذّرت من أن "اليمن اليوم جحيم حي"، إذ أن 14 مليون شخص قد يصبحون "على شفا المجاعة" خلال الأشهر المقبلة.
وتضم الحديدة ميناء تدخل عبره غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة إلى ملايين السكان. وتثير المعارك مخاوف على حياة السكان البالغ عددهم نحو 600 ألف شخص، وعلى الإمدادات الغذائية إلى باقي المناطق التي قد تتأُثر بحرب شوارع محتملة.
وقد دعت الأربعاء 35 منظمة غير حكومية يمنية ودولية إلى "وقف فوري للأعمال العدائية" في اليمن.
من جهتها، اتّهمت منظّمة العفو الدولية الحوثيين المدعومين من إيران بنشر قناصة على سطح مستشفى رئيسي في حي 22 أيار/ مايو في شرق مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.
واعتبرت المنظمة أن هذه الخطوة تنذر بـ"عواقب كارثية" على طاقم المستشفى والمرضى فيه إذ أنها تجعل من المبنى هدفا لغارات جوية محتملة، كما أنها تشكل "خرقا للقانون الإنساني".
وقال مسؤولون في القوات الموالية للحكومة إن الحوثيين حفروا خنادق وزرعوا ألغاما على الطرق في محيط مدينة الحديدة لمنع تقدم القوات الموالية للحكومة.
وذكر المسؤولون أن الحوثيين نشروا كذلك قناصة على أسطح المباني وخلف لوحات إعلانية ضخمة للتصدي للقوات الموالية للحكومة.
وغداة تأكيد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي الأربعاء أن مقاتليه لن يستسلموا أبدا، في تعهد ينذر بمعركة شرسة في المدينة، عين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وزيرا جديدا للدفاع ورئيسا جديدا لهيئة الأركان العامة.
مشاركة الخبر: