آخر مستجدات المنخفض الجوي المداري في محافظتي المهرة وحضرموت     زعيم الحوثيين يتحدث عن تنفيذ عمليات في المحيط الهندي واتجاه إسرائيل وعدد السفن المستهدفة حتى الآن     تشكيلات الانتقالي تقول إنها أسقطت طائرة تجسس تابعة  للحوثيين في أبين     لجنة الطوارئ بمارب تباشر مهامها لمواجهة مخاطر المنخفض الجوي     إصابة ثلاثة أطفال أشقاء بانفجار جسم حربي في الضالع     أمن المهرة يحذر المواطنين من التواجد في مجاري السيول أثناء هطول الأمطار     بعثة الأمم المتحدة تعلن رصد 9 ضحايا بحوادث ألغام ومتفجرات في الحديدة خلال مارس     الحوثيون يعلنون تنفيذ 14 عملية في أسبوعين وصولا إلى المحيط الهندي     كهرباء المهرة تعلن ارتفاع ساعات انقطاع الخدمة نتيجة نفاذ الوقود     محافظ المهرة يتفقد الأعمال الجارية في فتح الطريق بوادي الجزع     جماعة الحوثي تعلن مقتل ثلاثة من ضباطها بنيران القوات الحكومية     توغل واسع للفقر في اليمن... ملايين الأسر تحت طائلة الجوع     الهجرة الدولية تعلن نزوح سبع أسر يمنية خلال الأسبوع الفائت     الصين تدعو الأمم المتحدة بأن تضطلع بدورها في ايقاف العدوان الصهيوني على قطاع غزة     الأرصاد: هطول أمطار رعدية على المهرة وحضرموت واضطراب البحر    
الرئيسية > تقارير

الحراك الثوري الجنوبي.. نشاط متزايد وحضور لافت (تقرير خاص)

المهرة بوست - خاص
[ الخميس, 08 نوفمبر, 2018 - 01:00 صباحاً ]

عاود الحراك الثوري الجنوبي، نشاطاته الواسعة في مختلف المحافظات الجنوبية، وذلك من خلال المسيرات والمظاهرات التي دعا لها، ووجدت صدى شعبيا واسعا، خصوصا تلك التي شهدتها مدينة سيئون التابعة لمحافظة حضرموت.

حيث نجح الحراك الثوري الجنوبي لتحرير واستقلال الجنوب، الذي يتزعمه حسن باعوم، بحشد الالاف من أنصاره، يوم السبت الماضي، في مدينة سيئون بوادي حضرموت؛ وذلك للتنديد بأطماع التحالف السعودي الإماراتي في مناطق الجنوب.

ولعل اللافت في تلك المسيرة، هو الزخم الغير مسبوق في تلك المظاهرة التي كان للمرأة الحضرمية حضور بارز فيها، في مشهد يعكس مدى التلاحم بين أبناء المحافظات الجنوبية، الرافضين لعملية الاحتلال التي تقوم بها السعودية والامارات في مناطقهم.

التضامن مع المهرة

ولم تكن المهرة، بعيدة عن مطالب أبناء سيئون الذي هبوا من كل حدب وصوب في تلك المظاهرة، التي جابت عددا من شوارع مدينة سيئون، رغم المحاولات المتكررة لمنعهم قبل أكثر من شهر على يد أنصار ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإمارات.

بل ظلت "المهرة" حاضرة في مطالبهم التي عبروا عنها، سواء بالشعارات التي رددوها بحماس منقطع النظير، أو تلك اللافتات التي رفعتها الأكف الحرة من الرجال والنساء، معبرين عن تضامنهم الكامل مع اخوانهم من أبناء محافظة المهرة، ومؤكدين رفضهم الكامل لكل المحاولات الساعية لاحتلال أراضي المهرة تحت أي اسم أو مسمى.

عدن هي الأخرى، التي لم تكن عدن بعيدة عن شقيقتها المهرة، وما تتعرض له من مؤامرات، وما تتلقى من طعنات الأشقاء، بحجة محاربة إيران تارة، وإعادة الإعمار تارة أخرى، وكلها شعارات تهدف لاحتلال أراض المهرة، واذلال كبرياء أبناءها الذين وقفوا كالجبال في مواجهة الأطماع السعودية الإماراتية في أراضيهم، بل كانت حاضرة في قلب ووعي كل أبناء عدن الأحرار والميامين.

حيث أعلن مجلس الحراك الثوري، في مظاهرته التي دعا لها يوم السبت 27 أكتوبر الماضي، تضامنه مع مطالب أبناء محافظة المهرة، وذلك في ظل المساعي السعودية منذ أشهر لمد أنبوب النفط من داخل أراضيها، الى سواحل البحر العربي على شواطئ محافظة المهرة شرقي اليمن.

ورفع المتظاهرون لافتات تؤكد التضامن مع أبناء المهرة والتنديد بالهيمنة السعودية، مؤكدين رفضهم مد الأنبوب السعودي داخل المحافظة. كما رفعوا لافتات طالبت برحيل ما أطلقوا عليه "الاحتلال السعودي الإماراتي"، وصور زعيم الحراك الجنوبي حسن باعوم.

حضور متزايد

وعززت المظاهرات والفعاليات المتنوعة التي نظمها مجلس الحراك الثوري، حضور المجلس في المحافظات الجنوبية، وذلك في ظل حالة الانحسار والتلاشي لما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعوم إماراتيا.

وبحسب مراقبين، فإن سر التلاشي لدور المجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا في جنوب اليمن، يرجع إلى كونه بات أداة بيد الامارات، لتحقيق أجنداتها في اليمن، من خلال هذا الكيان المشبوه، الذي لم ولن يكون كيانا وطنيا يعبر عن مطالب وطموحات أبناء المحافظات الجنوبية.

مشيرين إلى أن المجلس بات يعمل على تحقيق أجندات التحالف السعودي الاماراتي، متناسيا تلك الشعارات التي رفعها منذ اعلانه في مايو 2017، حيث ظهر ذلك جليا من خلال بياناته التي يصدرها بين الحين والأخر، والتي تتماشى بشكل كامل مع مطالب الامارات، دون النظر الى مراعاة أبناء الجنوب، الرافضين لكافة أشكال الاحتلال للأراضي الجنوبية.

شماعة إيران

لم يعد شعار العداء لإيران، حكرا على السعودية والامارات فحسب، بغرض احتلالهم لليمن واستكمال سيطرتهم على الموانئ والجزر اليمنية، بل انتقلت هذه العدوى، ليُصاب بها المجلس الانتقالي الموالي للإمارات.

حيث اتهم رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، رئيس مجلس الحراك الثوري الجنوبي "حسن باعوم" بالعمالة لصالح إيران وقطر، في مشهد يعكس مدى التبعية الكاملة لهذا الكيان، الذي بات الأداة التي تسيطر من خلاله دول التحالف السعودي الاماراتي، على أراضي اليمن وموانئها، وتحديدا الجنوبية منها.
 
واتهم الزبيدي، في حوار مع تلفزيون أبو ظبي، وتحديدا في الــ 10 من أغسطس الماضي، القيادي الجنوبي البارز ورئيس مجلس الحراك الثوري حسن باعوم بالعمالة لقطر وإيران.

ورد مجلس الحراك على هذه الاتهامات بالتأكيد أن "هذه الاتهامات تعكس ضيق الأفق لدى الزبيدي، وتُنبئ بقادم أسود إن وصلت هذه العقليات إلى الحكم"، مشيرًا إلى أن "المخاوف من محاولة البعض ادعاء تمثيل الجنوب وإقصاء التيارات السياسية الأخرى تكريسا لتجربة سابقة أثبتت أنها كانت خاطئة".

وقال المجلس في بيان له حصل "المهرة بوست"، على نسخة منه، "إن هذه الاتهامات المسيئة التي طالت الحراك الجنوبي وقياداته تذهب للإساءة لثورة الجنوب وشهدائها  ورموزها  التي ثارت ضد نظام علي عبدالله صالح".

وأردف قائلاً "إن الاتهامات صادمة لنا وقرعت ناقوس خطر يجب الوقوف أمامه من قبل كل الجنوبيين" مؤكدا: "أن سياسة الإقصاء وقتل المخالفين أثبتت الأحداث أنها لن ترسم إلا خارطة دم لن تبني الجنوب ولن تصل به إلى النجاة".

وقال المجلس: "إن من يتهم رفاق نضاله اليوم بالخيانة وهو لايملك من السلطة إلا النزر اليسير لن يتوان غدا في ارتكاب كل المحرمات ضد مخالفيه"، حسب البيان الذي قال "إن الساحة الجنوبية تتسع للجميع، وإننا جميعا شركاء في النضال الوطني لإخراج الجنوب من محنته".

وفيما يتعلق بدعوة الزبيدي لفتح صفحة جديدة مع الرئيس هادي؛ قال مجلس الحراك "إن الدعوة لتحرير الجنوب واستقلاله لا تستقيم مع الدعوة لمد اليد لحكومة هادي والشراكة معها، وعليكم الاختيار إما الوقوف إلى جانب شعب الجنوب أو البحث عن مناصب الشرعية وامتيازاتها". وفقا للبيان.

دعوات لطرد المحتل

وجاءت هذه الاتهامات من المجلس الانتقالي الموالي للإمارات، بعد التصريحات والمظاهرات التي خرجت تندد بالاحتلال الاماراتي، وهو ما أثار حفيظة الامارات التي سعت إلى إنشاء هذا الكيان، للتعبير عن إرادتها في اليمن.

حيث وصف زعيم الحراك الجنوبي حسن باعوم، التواجد الاماراتي في سقطرى بالاحتلال داعيا إلى طرده.

وقال باعوم، "إن الاحتلال الإماراتي الغاشم لجزيرة سقطرى يؤكد صحة نظرتنا ورؤيتنا التي اعلناها مبكراً، بأن الجنوب أصبح مطمعاً لقوى إقليمية وأجنبية تلهث وراء ثرواته وموارده وأراضيه وموقعه الحيوي الاستراتيجي الهام".

وأضاف: "لقد حذرنا كثيراً من التجاوزات الإماراتية المفرطة منذ وقت مبكر، ومن تماديها في عبثها واستهتارها باستقلال الجنوب، وسلامة أراضيه وسيادة شعبه".

وتزامنت تلك التصريحات النارية من قبل القائد باعوم، مع المحاولات الاماراتية لاحتلال جزيرة سقطرى، وتحديدا في مايو 2018؛ وذلك من خلال إرسالها لقوات عسكرية الى الجزيرة، وهو التصعيد القوي الذي قامت به الحكومة اليمنية، في وجه الامارات، في أقوى موقف يمني موحد ضد التواجد الاماراتي في سقطرى، والذي انتهى بانسحابها من سقطرى وتسليمها للسعودية.

عدالة القضية

ورأى مراقبون أن سر القوة التي بات يمتلكها مجلس الحراك الثوري، هو ايمانه بالقضية التي يناضل لأجلها، دون أن يكون أداة بيد أي قوة أجنبية، للعمل على احتلال البلد، وانتهاك سيادته، الأمر الذي ساهم في توسع أنشطته والتفاف أكبر من قبل المواطنين في المحافظات الجنوبية.

وفي هذا الصدد، أرجع الناشط والاعلامي المهري أحمد بلحاف، التوسع اللافت للحراك الثوري في المحافظات الجنوبية، إلى أن "مجلس الحراك الثوري اولا اثبت صدق ايمانه بعدالة القضية الجنوبية، ولم يكن أداة بيد الخارج؛ فهو يستمد قوته من الشعب".

وأكد بلحاف في حديث خاص لـ"المهرة بوست"، أن "ما يحدث اليوم من حراك شعبي رافض للاحتلال الاماراتي السعودي  في المحافظات الجنوبية؛ إنما هو من ثمار الوعي الذي عمل ويعمل عليه مجلس الحراك الثوري".

وأشار إلى أن "تضامنه مع أبناء محافظة المهرة، خير دليل على صدق نضاله الوطني، ودفاعه عن جميع المحافظات الجنوبية دون استثناء". حسب تعبيره.

كما أكد أن "عدم وجود رغبة لدى قيادة مجلس الحراك الثوري في المتاجرة بالقضية الجنوبية، رغم ان العروض الاماراتية السعودية على مدار الساعة تُعرض؛ الا ان قيادة هذا المكون الشعبي تأبي أن تكون مصيرها مرتهن للخارج، وان تلوث وتدنس نفسها بالبيع والشراء في القضايا الوطنية".
 




مشاركة الخبر:

تعليقات