الرئيسية > تقارير
بعد اعصار "لبان" .. خسائر كبيرة في المهرة وسط تخاذل حكومي ودولي "تقرير خاص"
المهرة بوست - خاص
[ الخميس, 01 نوفمبر, 2018 - 08:48 مساءً ]
سلمت محافظة المهرة من الحرب الدائرة منذ قرابة أربعة أعوام في المحافظات اليمنية الأخرى، لكنها تلقّت عاصفة مدارية "لبان"، والتي ضربت المحافظة مطلع الشهر الحالي، لتخلف أضرارا بالغة، ولتتسب في انهيار شبه كامل للبنية التحتية، وخسائر انسانية ومادية كبيرة في المحافظة الواقعة أقصى شرقي اليمن.
نزحت من محافظة المهرة، أكثر من 3750 أسرة يمنية، ممن تم نقلهم إلى مراكز إيواء بعد أن غمرت مياه السيول الناجمة عن الإعصار منازلهم، فيمَ قدّر عدد الوفيات بـ 14 شخصا، و 5 مفقودين و124 جرحى ومصابين، بالإضافة الى تدمير عدد من المنازل، وخراب عدد من محاصيل المواطنين الزراعية، ونفوق أعداد من حيواناتهم، وكذلك توقف السوق المركزى والمستشفى المركزى بالغيظة عن العمل جراء اعصار "لبان"، حسب مصادر رسمية .
وبحسب تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية باليمن (OCHA)، فإن التقديرات الأولية تشير إلى أن 3000 أسرة نزحت جراء الإعصار الذي ضرب محافظة المهرة، منها 2000 أسرة نزحت من مديرية الغيظة عاصمة المحافظة، فيما توزعت باقي الأسر على مديريات المسيلة وحصوين وقشن وسيحوت.
ويتوقع التقرير ارتفاع الرقم، عندما تسمح الأوضاع بإجراء تقييمات للاحتياجات السريعة، أكثر شمولا وتنسيقا في مختلف المناطق المتضررة.
وبحسب التقرير فقد تعرض الجسر الرئيسي في مديرية المسيلة، والذي يربط محافظة المهرة بمحافظة حضرموت لأضرار بالغة، كما تعرض الطريق الرابط بين مديرية حوف والأراضي العمانية لأضرار كبيرة، مشيرا إلى أن شركاء العمل الإنساني يحاولون إيجاد طريق بديل للمرور.
ولفت التقرير الى انقطاع التيار الكهربائي في الغيظة، عاصمة المحافظة ومديريات ساحلية أخرى، منها قشن ، كما انقطعت الاتصالات الهاتفية مع بعض المديريات، لا سيما مديرية حوف.
وأوضح التقرير الأممي أن الأمطار دمرت الآبار الجوفية في محافظة المهرة، مشيرا إلى أن السلطة المحلية، وفرق الإنقاذ، أبلغت عن احتياج كبير لمياه الشرب النقية والمأوى والغذاء والأدوية والمواد الغذائية.
وعود لم تُنفذ..
خلال زيارة ميدانية له إلى محافظة المهرة، أعلن رئيس مجلس الوزراء معين عبد الملك، عن تخصيص الحكومة اليمنية ملياري ريال بصورة عاجلة للسلطة المحلية بمحافظة المهرة لمواجهة تداعيات العاصفة المدارية (لبان) التي تسببت بأضرار كبيرة في البنية التحتية بالمحافظة، منها آلاف المنازل التي تهدمت، ونحو 90 % من الخدمات العامة خارج الخدمة وكثير من مصادر الدخل تعطلت في مجال الصيد السمكي والعمل الزراعي بسبب السيول والأمطار.
وقال رئيس الوزراء، أن الحكومة ستعمل بطريقة غير اعتيادية ومن الميدان سعياً للتعافي من آثار الكارثة وتبعاتها وستسخر كل إمكانياتها لمتابعة الأعمال والمعالجات وإقرار ميزانية طارئة وخطط منهجية واضحة تلبى الاحتياجات وإعمار ما دمره الإعصار، مشيراً إلى أن الحكومة ستقوم بزيارات دورية لتتبع ما أنجز على الأرض بعيداً عن الروتين المعتاد.
مساعدات ضئيلة.
إلا أن مواطنيين أكدوا لـ "المهرة بوست" أن الجهود التي تبذل حتى الآن لا تفي بالغرض ولم تصل إلى المستوى المطلوب، وأن الوعود التي اطلقتها الحكومة ليست الا كلمات تضج بها وسائل الاعلام، ولم ترى النور على ارض الواقع، حيث يعيش الناس اوضاعا صعبة بعد فقدانهم الالآف منهم لمنازلهم وومحلاتهم، بالإضافة إلى تلف الأراضي الزراعية، و فقدان حيواناتهم.
الحاجة لجهود كبيرة..
في تصريحات لـ "المهرة بوست" قال الاستاذ محمد كلشات، وهو صحفي واعلامي إن "الوضع الإنساني في محافظة المهرة بعد إعصار "لبان" يحتاج جهود كبيرة، خاصة مع من تضررت منازلهم او هدمت وكذلك الذين خسروا ممتلكاتهم واموالهم من مواشي ومحلات تجارية".
وأضاف كليشات: "الوضع الانساني بشكل عام يحتاج لتضافر الجهود، وتكاتف الجميع على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، والجهود المبذولة من قبل الحكومة حتى هذه اللحظة ممكن أن يقال عنها بأنها محدودة، وما أعلن عنه رئيس الوزراء معين عبدالملك لا يساوي شيئا أمام الكارثة التي خلفها الاعصار".
غياب للمنظمات الدولية ...
كليشات قال في حديثه لـ "المهرة بوست"، قائلا: "بالنسبة للمنظمات لا يوجد جهد يذكر حتى اللحظة الا لبعض الجمعيات والمؤسسات المحلية وكذلك القوافل من بعض المحافظات والدعم العربي، فهناك دعم من مركز الملك سلمان وكذلك من الهيئة العمانية للأعمال الانسانية وحملة الكويت الى جانبكم، أما المنظمات الدولية فلا يوجد سوى جهدا محدودا لمنظمة الصحة العالمية، رغم أن الكارثة تحتاج إلى كافة المنظمات، خاصة واليمن تعيش حالة حرب".
وتطرق كليشات إلى أن هناك حاجة ماسة لتوفير جملة من الاحتياجات ومساعدات الإيواء العاجلة لأبناء محافظة المهرة، وعلى رأسها مياه الشرب والمساعدات الغذائية، والفرش والبطانيات وحليب الأطفال والأدوية ومبيدات رش البعوض، وتوفير مادة الديزل للازم لتشغيل مولدات المستشفيات، بالإضافة لإعادة إعمار المنازل وإعادة الخدمات من كهرباء واتصالات وطرق".
يختتم كليشات حديثه بتساؤل: هل تنجح الحكومة في هذا التحدي، وتوفر للمواطنين خدماتهم وتتغلب على أثار الاعصار؟ هذا ما ستجيب عنه المرحلة القليلة القادمة.
مشاركة الخبر: