حلف قبائل حضرموت يؤكد استمرار في التصعيد ويرفض أي قرارات لا تلبي مطالبه     الجيش الأمريكي يقول إنه دمر 5 مسيّرات ونظامين صاروخيين للحوثيين     ارتفاع عدد ضحايا السيول بمحافظة ذمار إلى 30 قتيلا     مصدران: سفينة مملوكة لشركة سعودية تتعرض لهجوم في البحر الأحمر والمهاجمون مجهولون     ناقلة نفط وسفينة تجارية تبلغان عن تعرضهما للهجوم في البحر الأحمر     الأمم المتحدة: وفاة وفقدان 41 شخصا جراء سيول المحويت باليمن     زعيم الحوثيين: نحضر للرد على قصف الحديدة والتوقيت سيفاجئ إسرائيل     بينها تعيين قائد جديد للقوات المشتركة باليمن.. أوامر ملكية بتعيين قادة عسكريين جدد     عدن.. غروندبرغ والعليمي يبحثان الحاجة الملحة لحوار يمني "بناء"     محافظ المهرة يصدر قراراً بتعيين مدير جديد لفرع المؤسسة العامة للكهرباء بالمحافظة     في ختام مباحثات في مسقط.. غروندبرغ يدعو إلى حوار بناء لتحقيق السلام في اليمن     اليونان تقول إنها على اتصال مع السعودية بشأن ناقلة نفط معطلة في البحر الأحمر     الحوثيون: لم نوافق على هدنة مؤقتة وإنما سمحنا بقطر الناقلة سونيون     أسبيدس: لم يتسرب نفط من الناقلة سونيون المتضررة بعد هجوم الحوثيين     مشايخ ووجهاء سقطرى يطالبون بإقالة المحافظ رأفت الثقلي ويتهمون بالفشل في إدارة الجزيرة     
الرئيسية > تقارير

السباق السعودي الإماراتي في عدن.. من التحالف إلى المواجهة (تقرير خاص)

المهرة بوست - خاص
[ الاربعاء, 31 أكتوبر, 2018 - 09:04 مساءً ]

سباق كبير في ماراثون طويل، لا يعرف نهايته أحد، تقوم به كلا من السعودية والإمارات لأجل السيطرة والنفوذ على العاصمة المؤقتة عدن، والتي ظلت خاضعة لسيطرة الإمارات بشكل كامل منذ تحريرها من جماعة الحوثي أواخر 2015م.

حيث تشهد مدينة عدن، جنوب اليمن، حالة من السباق السعودي الإماراتي غير المسبوق للسيطرة على المدينة، فيما تواصل الدولتان والتي تمثلان رأس الحربة في ما يسمى "تحالف إعادة الشرعية في اليمن"، تأسيس واستقطاب ميليشيات مسلحة، وتحديدا دولة الإمارات التي تعمل على رعاية هذه المليشيا، التي تدار خارج أجهزة الدولة الرسمية.

وتشهد مدينة حاليا، صراعا اماراتيا سعوديا، بدى لافتا من خلال التحركات التي تقوم بها كل واحدة منهما بمعزل عن الأخرى، عبر مسؤولي الدولتين المتواجدين في عدن، والتي تزامنت تحركاتهما مع وصول الحكومة اليمنية برئاسة معين عبد الملك إلى عدن أمس الثلاثاء.

نقطة البداية

لم يكن هذا الصراع السعودي الإماراتي للسيطرة على عدن، وليد اللحظة إنما يرجع إلى بدء التحركات التي تقوم بها المليشيا التابعة لأبو ظبي، والتي رفعت في شهر سبتمبر شعارات مناوئة للسعودية، ومطالبة إياها بالرحيل من الجنوب، الأمر الذي دفع السعودية للتحرك عبر الموالين لها لإخراج مظاهرة ضد الإمارات، وقامت بتمزيق صور قادة أبو ظبي في مدينة المكلا.

وما لبث هذا التصعيد المتبادل بينهما أن خفت، وعادت الأمور إلى مجاريها؛ قبل أن تشتعل مرة أخرى، مع تعيين معين عبد الملك رئيسا للحكومة اليمنية، والذي تقول المصادر أن تعيينه جاء بقرار سعودي خالص، خصوصا مع قربه من السفير السعودي في اليمن محمد أل جابر، والذي عمل نائبا له في رئاسة لجنة إعادة الإعمار في سقطرى.

واستبق السفير السعودي وصول الحكومة اليمنية إلى عدن، بحزم أمتعته إليها، وعقده عدة لقاءات مع عدد من المسؤولين في المحافظات الجنوبية وتحديدا إقليم عدن، اضافة إلى محافظ البنك واللجنة الاقتصادية.

حيث قالت وكالة سبأ الحكومية، إن السفير السعودي محمد أل جابر عقد يوم الاثنين،  ثلاثة لقاءات منفصلة في عدن، جمعت قيادات البنك المركزي اليمني، واللجنة الاقتصادية، وقيادات السلطات المحلية بمحافظات عدن ولحج والضالع وأبين وممثلي قطاع الشؤون الاجتماعية والعمل.

كما قام السفير آل جابر، بزيارة موقع مستشفى عدن العام، التي تم التوقيع على اتفاقية إعادة تأهيلها بتمويل الصندوق السعودي للتنمية، يوم الثلاثاء، والبدء بتنفيذ المشروع تمهيداً لافتتاح المستشفى بعد ستة أشهر. حيث كان اللافت في التوقيع على هذه الإتفاقية غياب السفير السعودي عنها، والذي يعد الطرف الأبرز في هذه الاتفاقية.

وبحسب مصادر إعلامية فإن السفير السعودي، أصيب بوعكة صحية، أضطرته لعدم حضور توقيع الاتفاقية الموقعة بين وزارة الصحة والبنك السعودي لإعادة تأهيل مستشفى عدن العام، والتي كان قد أعلن عنها السفير أمس الاول الاثنين.

وكان السفير السعودي أل جابر قد دشن الاثنين أيضا، في ميناء الزيت التابع لشركة مصافي عدن، استلام أول شحنة من المنحة السعودية لوقود محطات الكهرباء.

غضب إماراتي

وأثارت تلك التحركات التي قام بها السفير السعودي في عدن، غضب دولة الإمارات، التي تعتبر عدن والمحافظات الجنوبية أراض إماراتية، وجزء من سيادتها حسب زعمها، والتي أوفدت عددا من مسؤوليها لتنفيذ زيارات ميدانية واللقاء برئيس الحكومة اليمنية، ردا على النشاط السعودي اللافت في عدن.

وفي هذا الصدد، كشف مسؤول في المخابرات اليمنية، عن غضب إماراتي كبير إزاء التحركات السعودية في المحافظات الجنوبية، بما فيها تحركات السفير السعودي داخل العاصمة المؤقتة عدن.

ونقل موقع "اليمن نت"، عن مسؤول يمني في عدن إن سفير السعودية، محمد آل جابر امتلك جدول أعمال نشط يوم الاثنين، في عدن، لافتا إلى أن آل جابر تجاهل وضع أي اعتبار للقيادة الإماراتية العسكرية الموجودة في عدن، ولم يلتق بأيٍ منهم، طوال يوم الاثنين، وفي العادة يقوم المسؤولين السعوديين بلقاء القيادات العسكرية الإماراتية قبل لقاءات المسؤولين اليمنيين.

واعتبر المسؤول في المخابرات، هذه الزيارة، أن لها تأثير كبير على العلاقات الإماراتية - السعودية في اليمن، فدائماً ما اعتبرت الإمارات مدينة عدن مجال نفوذها الخاص لا تنازعه عليها السعودية، ولفت المسؤول إلى أن “القيادة العسكرية الإماراتية بعثت برسالة إلى مسؤوليها في أبوظبي، تشكو تجاهل السفير السعودي، وتحركات الحكومة الشرعية لتأسيس نفوذها بديلاً عن الحزام الأمني”.

وأضاف أن أبوظبي كانت قد طلبت من السعودية لإعادة الحكومة إلى عدن الاعتراف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، ورفضت المملكة إعطاء أهمية للمجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات واعتبرته “ارتزاقاً ويهدد أمنها القومي مستقبلاً”، وفي 14 أكتوبر/ تشرين الأول توعدت المخابرات السعودية نظيرتها الإماراتية بقصف أي تجمع للمجلس الانتقالي الجنوبي أو انتشار بالسلاح في مدينة عدن، ودعت السلطات في أبوظبي إلى الاحتفاظ بالنفوذ الحالي قبل أن يتحول كل شيء.

وقال المسؤول الأمني اليمني إن كل ذلك حدث من الجنرالات السعوديين بأوامر من الملك سلمان بن عبدالعزيز، فيما لم يشترك ولي العهد في أيٍ من تلك القرارات، متوقعاً أن يكون الجنرالات السعوديين العارفين بالشأن اليمني يد في تنحية ولي العهد السعودي من القرارات المتعلقة بوقف تمدد الإمارات من خلال الضغط على الملك.

وقال دبلوماسي خليجي لـ”اليمن نت” إن السعودية ستبذل جهدها لتحسين سمعتها في اليمن مع سوء السمعة الذي تعرَّضت لها بعد اغتيال وحشية تعرض لها الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وارتباط مقتله بتسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية في اليمن ودور السعودية في التسبب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وأشار الدبلوماسي إلى أن سفراء الدول العشر الراعية للانتقال السلمي في اليمن، تشعر بشك كبير حول جهود الرياض في إعادة الإعمار، خاصة مع تدشينها لإعادة الإعمار من محافظة المهرة التي تجنبتها الحرب.

وأوضح "أن سفراء روسيا وبريطانيا وفرنسا تحدثوا في اجتماع عُقد مؤخراً عن أطماع الإمارات والسعودية في اليمن وما تتحدث به وسائل الإعلام، وكان رد السلطتين السعودية والإمارات بالتكذيب لكن الجميع يعرف ما يدور ويحصلون على معلومات من الميدان".

وقال الدبلوماسي "إن الأوضاع في محافظة حضرموت تفرض تحرك السعودية نحو محافظة عدن، لإجبار الإمارات على وقف التصارع معها في وداي حضرموت حيث تقوم الرياض بتجنيد القبائل لحماية أنبوب النفط الذي سيمتد إلى محافظة المهرة، مشيراً إلى أن أبوظبي أيضاً تسعى للسيطرة على منابع النفط في وادي حضرموت في وقت ترفض السعودية ذلك".

الإمارات ترد

لم يمض على تحركات السفير السعودي في عدن، أكثر من 24 ساعة حتى ردت الإمارات على ذلك، بالإيعاز لمسؤوليها لتنفيذ عدد من الزيارات الميدانية واللقاءات الحكومية، لمناقشة الوضع في اليمن.

حيث استقبل رئيس الوزراء، معين عبدالملك، الثلاثاء، وزير الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتي، ريم الهاشمي، والوفد الوزاري الإماراتي المرافق لها.

وبحسب وكالة سبأ، فقد بحث اللقاء الذي حضره عدد من المسؤولين اليمنيين والإماراتيين، التحديات التي تواجه الحكومة، ومعالجة الوضعين الاقتصادي والإنساني في المحافظات المحررة وبقية محافظات البلاد.

كما التقت ريم الهاشمي، وزير الصحة العامة والسكان، الدكتور، ناصر باعوم، حيث ناقشا وضع القطاع الصحي في بلادنا واحتياجاته من مشاريع التأهيل لإصلاح ما دمرته الحرب.

وكانت الوزيرة الاماراتية، قد اطلعت على النشاط الملاحي لمحطة الحاويات في ميناء عدن الدولي، يوم الثلاثاء أيضا.

ووصلت ريم الهاشمي، صباح الثلاثاء، إلى العاصمة المؤقتة عدن، وكان في استقبالها في مطار عدن وزير الصحة العامة والسكان الدكتور ناصر باعوم، والسفير الاماراتي في اليمن سالم خليفة الغفلي.

وعكست تلك التحركات التي قامت بها الوزيرة الإماراتية عن طبيعة الصراع السعودي الإماراتي، الذي تزامن مع وصول الحكومة إلى عدن، وسط مخاوف من أن يتحول ذلك التحالف الهش بين الدولتين في اليمن، إلى مواجهة عسكرية.





 




مشاركة الخبر:

تعليقات