مباحثات "أمريكية عمانية" بشأن التصعيد في البحر الأحمر     كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغراقة في غزة     سفينة حربية يونانية تعترض طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر     حجة.. إصابة مدني جراء انفجار لغم في ميدي     القوات الأمريكية تعلن التصدي لصاروخ باليستي وأربع مُسيّرات حوثية     وزير الدفاع يبحث مع السفير الصيني جهود تحقيق السلام في اليمن     تراجع كبير في حركة السفن بقناة السويس جراء الهجمات الحوثية في البحر الأحمر     وزير الدفاع الأمريكي يبحث مع نظيره اليوناني التعاون الدفاعى وجهود حماية التجارة فى البحر الأحمر     انتشال جثث 14 مهاجرا قبالة سواحل تونس     إصابة شاب مدني بانفجار لغم بدراجة نارية في حجة     جماعة الحوثي تعلن تنفيذ ثلاثة عمليات هجومية ضد سفن أمريكية وإسرائيلية     تعز.. تنفيذ حكم الإعدام رميا بالرصاص بحق مدان بالقتل     وفاة وإصابة 14 شخصا بحوادث مرورية في عدة محافظات     منتخب المهرة للشطرنج يحل بالمركز  الثاني عربياً في البطولة المُقامة بروسيا     جماعة الحوثي تطالب برنامج الأغذية العالمي باستئناف المساعدات في مناطق سيطرتها    
الرئيسية > تقارير

تلويح حلفاء "السعودية" بوقف مبيعات الأسلحة .. هل يجبر المملكة على الانسحاب من اليمن ؟

المهرة بوست - تقرير خاص:
[ الأحد, 28 أكتوبر, 2018 - 11:02 صباحاً ]

بات واضحا تأثير قضية اغتيال الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" الذي قتل في قنصلية بلاده في اسطنبول، على حكام المملكة العربية السعودية الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بتهمة القتل في مواجهة غضب العالم بأكمله، لكن وعلى مايبدوا أن لهذه الحادثة الدموية ارتداد قد يطال ملف الحرب اليمنية أيضا، حسب ما تظهره الكثير من المعطيات التي تتجلى بشكل واضح في التهديدات الغربية، التي تتوعد السعودية بوقف مبيعات الأسلحة، ما يعني أن السعودية قد تجد نفسها عاجزة عن مواصلة الحرب في اليمن.

واشنطن ولندن وباريس وبرلين وروما ومدريد كلها عواصم لأكبر الدول المنتجة والمصدرة للسلاح إلى السعودية، باتت تهدد وتلوح بوقف مبيعات الأسلحة للسعودية، بل باتت تناقش ذلك بشكل جدي في أروقتها الحكومية والرسمية، كما أن الكثير من المنظمات الدولية والإنسانية طالبت علانية بوقف بيع الأسلحة وإيقاف الحرب في اليمن، كل ذلك كان ردة فعل لمقتل الصحفي الأعزل "خاشقجي"، لكن الكثير من المراقبين والسياسيين يشككون في إنسانية تلك الدول، ويرون أن تهديداتهم هي محاولة لابتزاز السعودية، واستحلاب أموال الدولة الثرية التي يقودها أمير طائش يدعى "محمد بن سلمان"، لأن تلك الدول هي أكبر المستفيدين من استمرار الحرب اليمنية وانتعاش مبيعات أسلحتهم.

تأثير قوي ..

وتغيير عاصف الصحفي والكاتب اليمني "كمال السلامي" شدد على أن حادثة اغتيال "جمال خاشقجي"، ستلقي بظلالها بدرجة أساسية على الحرب في اليمن، خصوصا من بوابة حقوق الإنسان، فكما هو واضح كان البعد الإنساني هو المحرك الأكبر في قضية خاشقجي، وهو ذات البعد الذي يكثر الحديث حوله بخصوص الحرب في اليمن.

ويرى "السلامي" في حديث خاص ل"المهرة بوست" أن هذه الحادثة ستجعل حكومات العالم تعيد النظر في تعاملها مع الحرب التي يخوضها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، مشيرا إلى الأخطاء والحوادث التي شابت العمليات العسكرية بقيادة السعودية، والتي تسببت بمقتل وإصابة آلاف المدنيين، وبالتالي فإن حادثة خاشقجي ستعيد إحياء ملف تلك الأخطاء.


ولفت إلى أن "خاشقجي" بات من أبرز الأصوات المنادية بالبحث عن حل آخر للأزمة في اليمن بدلا عن الحل العسكري، وهو ما أثار غضب الحكومة السعودية عليه، وربما كان ذلك من أبرز دوافع استهدافه، وكما أن خاشقجي أصبح أيقونة عالمية، فإن ما نادى به قد يصبح عالميا أيضا.

ويؤكد "السلامي" أن حادثة خاشقجي ستؤثر على البيت السعودي، أي داخل أروقة الأسرة الحاكمة السعودية وسيكون هناك تأثير كبير للحادثة، وبالتالي فإنه من المتوقع أن يكون هناك تغيير عاصف في التعاطي مع كثير من الملفات التي يديرها ولي العهد محمد بن سلمان وفريقه، وفي مقدمة تلك الملفات الحرب في اليمن.

هل يتوقف دعم واشنطن ؟

السناتور الأمريكي البارز المستقل بيرني ساندرز، قال إنه إذا ثبت فعلاً أن السعوديين قتلوا الصحافي جمال خاشقجي، فعلى الولايات المتحدة أن تنأى بنفسها عن المملكة في الشرق الأوسط وأن تقطع علاقاتها بالحرب في اليمن، وأضاف "ساندرز" في تصريحات لشبكة سي إن إن الأمريكية، أعتقد أن أحد الأشياء القوية التي يمكننا القيام بها ليس فقط وقف المبيعات العسكرية، وليس فقط فرض عقوبات على السعودية، ولكن الأهم من ذلك، الخروج من هذه الحرب الرهيبة في اليمن بقيادة السعوديين”.

وقال موقع "ميدل ايست آي" في تقرير ترجمه "المهرة بوست" إن مقتل الإعلامي السعودي أوجد فرصة جديدة لدفع الولايات المتحدة لإنهاء دعمها للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، والتي أودت بحياة آلاف الأشخاص وأغرقت البلاد في أزمة إنسانية عرضت الملايين من الناس لخطر الموت جوعاً، ونقل الموقع عن "شيرين الأديمي" الأستاذ المساعد في جامعة ولاية ميشيغان قولها "بصراحة هذه أفضل فرصة وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تستطيع بها الولايات المتحدة سحب دعمها للسعوديين في اليمن."

وأضافت الأديمي أن الزخم ضد المملكة على أثر قضية مقتل خاشقجي يتزايد ، مؤكدة أن جزء من هذا الزخم كان قد جاء في هيئة قرار طرحه عضو الكونجرس الأمريكي، رو خانا في أواخر سبتمبر، قبيل اختفاء خاشقجي، والذي دعى فيه إلى سحب التدخل العسكري الأمريكي في الحرب في اليمن التي لم يصرح بها الكونغرس، وعلى الرغم من الضغوط المستمرة على الرياض لقول ما حدث حقا لخاشقجي، فإن القرارات الرامية إلى إنهاء الدعم الأمريكي للجهود الحربية السعودية في اليمن التي تمت تجربتها من قبل قد فشلت.

السعودية قد تتخلى عن الشرعية !

الكاتب والباحث اليمني في الشؤون الإيرانية والخليجية، "عدنان هاشم"، يرى أن السعودية قد توقف الحرب وتترك الشرعية تواجه مصيرها وحدها، الأزمة التي تعاني منها ستدفعها إلى الانسحاب من معظم الملفات التي كانت بيد ولي العهد، ويشير إلى افتتاحيات الصحف الكبيرة في العالم والبرلمانات والحكومات، كلها تناقش إعادة العلاقة بين بلدانهم والسعودية، التي تبدأ بإعادة العلاقة من سحب التأييد للمملكة في اليمن ما يترك السعودية بدون غطاء دولي إلى جانب وقف التسليح واستعادة الخبراء.

ويؤكد "هاشم" في تحليل نشره على فيسبوك، أن المملكة تملك تاريخا طويلا في التخلي عن حلفاءها في اليمن، بقايا الإمامة ثمَّ الانفصاليين وشيوخ القبائل وآخرين، واعتبر اعتماد الحكومة الشرعية على السعودية في كل تحركاتها، سلاح، ذخيرة، تموين، غذاء، رواتب، إدارة، سياسة خارجية، سياسة داخلية، تخطيط دون بدائل، يعني أن الحوثي سيعود لا محالة أقوى من أي وقت مضى، مصحوبا بدعم وتأييد العالم ككتلة لا تتشظى مقابل تكوينات متصارعة تبحث عن نفوذ.

وكان كتاب سعوديون مثل تركي الدخيل وعبدالرحمن الراشد هددوا بالتقارب مع إيران، وكشف مقال الراشد عن رغبة السعودية في تسوية الملف اليمني مع إيران وترك الحوثيين كنفوذ على باقي التكوينات. وفي عام 2015 أطلقت المملكة العربية السعودية حرباً وحشية للقضاء على مقاتلي الحوثيين في اليمن، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء، وأطاحوا بالحكومة، وشن التحالف بقيادة السعودية حملة قصف لا هوادة فيها منذ ذلك الحين واتهم بارتكاب جرائم حرب بما في ذلك استهداف المستشفيات والمدارس.

وتقول الأمم المتحدة هذا الشهر إنه مع احتدام الحرب، اضطر مئات الآلاف من اليمنيين إلى النزوح من منازلهم، وأصبح 13 مليون شخص معرضون لخطر المجاعة، وفي حين تختلف التقديرات، يعتقد أن ما لا يقل عن عشرة الف شخص قد قتلوا - على الرغم من أن بعض الجماعات تقول أن عدد القتلى قد يكون بعشرات الآلاف.



مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات