حلف قبائل حضرموت يؤكد استمرار في التصعيد ويرفض أي قرارات لا تلبي مطالبه     الجيش الأمريكي يقول إنه دمر 5 مسيّرات ونظامين صاروخيين للحوثيين     ارتفاع عدد ضحايا السيول بمحافظة ذمار إلى 30 قتيلا     مصدران: سفينة مملوكة لشركة سعودية تتعرض لهجوم في البحر الأحمر والمهاجمون مجهولون     ناقلة نفط وسفينة تجارية تبلغان عن تعرضهما للهجوم في البحر الأحمر     الأمم المتحدة: وفاة وفقدان 41 شخصا جراء سيول المحويت باليمن     زعيم الحوثيين: نحضر للرد على قصف الحديدة والتوقيت سيفاجئ إسرائيل     بينها تعيين قائد جديد للقوات المشتركة باليمن.. أوامر ملكية بتعيين قادة عسكريين جدد     عدن.. غروندبرغ والعليمي يبحثان الحاجة الملحة لحوار يمني "بناء"     محافظ المهرة يصدر قراراً بتعيين مدير جديد لفرع المؤسسة العامة للكهرباء بالمحافظة     في ختام مباحثات في مسقط.. غروندبرغ يدعو إلى حوار بناء لتحقيق السلام في اليمن     اليونان تقول إنها على اتصال مع السعودية بشأن ناقلة نفط معطلة في البحر الأحمر     الحوثيون: لم نوافق على هدنة مؤقتة وإنما سمحنا بقطر الناقلة سونيون     أسبيدس: لم يتسرب نفط من الناقلة سونيون المتضررة بعد هجوم الحوثيين     مشايخ ووجهاء سقطرى يطالبون بإقالة المحافظ رأفت الثقلي ويتهمون بالفشل في إدارة الجزيرة     
الرئيسية > تقارير

الأمراض والأوبئة تترصد أبناء "المهرة" بعد إعصار "لبان" وسط تحذيرات (تقرير خاص) 


سيول إعصار لبان تغمر شوارع مدينة الغيظة

المهرة بوست - خاص
[ الاربعاء, 24 أكتوبر, 2018 - 10:00 مساءً ]

ضربت محافظة المهرة شرقي اليمن، عاصفة مدارية، عُرفت باسم "عاصفة لبان"، وذلك مع الساعات الأولى لفجر الأحد 14 أكتوبر الجاري، استمرت على مدى أربعة أيام؛ خلفت عشرات الضحايا، ونزوح الآف الأسر.

وأدى الإعصار، إلى إعلان المهرة، محافظة منكوبة، أُقيل على إثرها رئيس الحكومة السابق الدكتور أحمد بن دغر، بقرار جمهوري؛ بحجة عدم قيام الحكومة اليمنية بواجبها لإغاثة أبناء المهرة، وذلك بعد المناشدات المتكررة من قبل السلطات المحلية، لإغاثة المواطنين، الذين لم يجدوا سوى أسطح المنازل للبقاء فيها؛ بعد أن غمرت سيول الأمطار بيوت المواطنين.  

وبعيدا عن كل ذلك، بات الوضع الصحي في المهرة، هو الكارثة التي تهدد الملايين من أبناء المحافظة بالإصابة بالأمراض المختلفة، والأوبئة المتنوعة، والتي تترافق عادة مع حصول الكوارث الطبيعية، وما تخلفه من ضحايا وتدمير للبنى التحتية، في كافة مجالاتها.

حالة مفجعة

تصنف منظمة الصحة العالمية، الأعاصير المدارية، ضمن الظواهر الطبيعية الأشد تدميراً، إذ "يمتد أثر الأعاصير على مساحة واسعة بسبب الرياح العاصفة والأمطار الغزيرة؛ ولكن معظم الخسائر في الأرواح والممتلكات لا تنتج عن الرياح وإنما عن أحداث ثانوية مثل عُرّام العواصف، والفيضانات، والانهيالات الأرضية". 

وتعرف الأمم المتحدة، الكوارث الطبيعية بأنها، "حالة مفجعة يتأثر من جرائها نمط الحياة اليومية فجأة ويصبح الناس يعانون من ويلاتها ويصيرون في حاجة إلى حماية، وملابس، وملجأ، وعناية طبية واجتماعية واحتياجات الحياة الضرورية الأخرى".

ووفقا لهذا التعريف، فإن الإعصار المداري الذي ضرب محافظة المهرة، قد نتج عنه تغير لنمط حياة المواطنين، في المحافظة، بعد تدمير المنازل، وشبكات الصرف الصحي، والمياه، والكهرباء، وانقطاع شبكات التواصل؛ فضلا عن إصابة المواطنين بالجوع، وغيرها، الأمر الذي يجعل من هذه البيئة، محطة مناسبة لإنتشار الأمراض.

مناشدات

وإزاء الوضع الصحي الكارثي الذي تعيشه محافظة المهرة، والناجم عن إعصار "لبان"، أكد مكتب الصحة بـ"المهرة"، ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار إلى 12 قتيلا و126 مصابا". 

وحذر مكتب الصحة بالمحافظة، من "انتشار الأمراض والأوبئة إذا لم يتم العمل الفوري، على تجفيف المياه الراكدة الناجمة عن الإعصار".

من جهته، ناشد وكيل وزارة الصحة اليمني الدكتور جلال باعوضة، "المنظمات الدولية والمحلية، سرعه التدخل الميداني في محافظة "المهرة". واصفا الوضع الصحي والإنساني بـ "الكارثي".

وأكد الوكيل بامعوضة، في تصريح صحفي "أهمية تدخل المنظمات الدولية؛ للحد من تفاقم الوضع الصحي، والحد من تفشي الأوبئة والأمراض المُعدية؛ بعد انتشار المستنقعات المائية وتضرر المنشئات الصحية في المديريات المنكوبة".

يأتي هذا في الوقت الذي حذرت فيه منظمة الصحة العالمية، من معاودة إنتشار الموجة الثالثة لمرض الكوليرا، والذي يفتك باليمنيين للعام الثاني على التوالي. حيث تسبب هذا الوباء من وفاة 2500 شخص، وإصابة نحو مليون يمني.

انتشار الأمراض

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور اليمني، أحمد الرعيني، أن انتشار الأمراض، والأوبئة، التي تأتي عقب الكوارث الطبيعية؛ ناتج عن ما وصفه بـ"اختلال النظام البيئي".

وأوضح الدكتور الرعيني في تصريح خاص لــ"المهرة بوست"، أن "الكوارث الطبيعية، ومنها ما أصاب مؤخرا محافظة المهرة، جراء إعصار لبان، أدى إلى اختلال النظام البيئي في المحافظة، ما يجعلها عرضة للإصابة للأمراض والأوبئة المختلفة، وهو الأمر الذي يستدعي ضرورة التدخل العاجل لمنع انتقال الأمراض، وتحديدا الكوليرا والدفتيريا".

وأشار إلى "أن الإعصار ألحق أضرارا واسعة في البنية التحتية، ومنها مشاريع الصرف الصحي، الأمر الذي أدى إلى طفح المجاري واختلاطها بمياه الشرب، وهذا الأمر يعرفه الجميع أنه أحد أسباب مرض الكوليرا في اليمن، ومن هنا تأتي هذه الخطورة أن هذه الأضرار سبب مباشر في إنتشار الكوليرا، ولذا لا بد أن تقوم الجهات المختصة بتوفير مياه الشرب النظيفة، وإصلاح ما خلفه الإعصار وتحديدا الصرف الصحي، للحد من إنتشار هذا الوباء".

واضاف: "الإعصار كذلك خلف عشرات الضحايا بحسب التقارير الرسمية، وهذه الضحايا وجدت وهي عبارة عن جثث مرمية في الشوارع بعد غرقها بسيول الأمطار، وهذه الجثث ووجودها في العرى، وانتشالها بعد وقت متأخر، لاشك تسبب تواجد الحشرات والبعوض الممرضة والقاتلة، كل هذه الأمور عوامل مساعدة لإنتشار الأمراض والأوبئة بعد هذا الإعصار".

ولفت إلى أن "الإعصار وما سببه من أضرار في البنية التحتية، التي سبق الإشارة إليها، مثّل بيئة مناسبة لتواجد الحشرات والبعوض الممرضة، التي تسبب إضافة إلى مرض الكوليرا، كذلك بعضها تسبب الدفتيريا، والملاريا، وانتشار الكثير من الأمراض الجلدية، مثل الحساسية وغيرها في أوساط المواطنين".

ودعا الدكتور الرعيني في هذا الصدد، الجهات المختصة؛ لتوفير البيئة الصحية المناسبة للطلاب والطالبات في المدارس باعتبارها أحد الأماكن المناسبة والخصبة لإنتقال الأمراض، وذلك بالتزامن مع انتشار البعوض والحشرات القاتلة، وإزدحام الطلاب، وتحول معظم المدارس إلى أماكن للنازحين، والتي تساهم في حدوث العدوى المرضية بين الطلاب والطالبات داخل الفصول الدراسية".

المستنقعات

ويبرز السؤال الأهم عقب كثير من الظواهر الطبيعية التي تحدث آثارا كبيرة في حياة الناس، ما هي العوامل المناسبة لإنتشار الأمراض، عقب الأعاصير ومنها إعصار لبان؟

يكشف الدكتور، علي قاسم الراشدي، عن هذه الأسباب قائلا: إن أبرز هذه الأسباب هي "المستوطنات أو ما تعرف باسم "المُستنقعات"، والتي تقع في المناطق الساحلية المنخفضة، والتي تحصل عادة عقب الأعاصير ومياه الأمطار، التي تسبب بشكل مباشر بتواجد البعوض والحشرات التي تقوم بنقل الأمراض والأوبئة المختلفة".
 
وأضاف في حديثه لــ"المهرة بوست"، أن العوامل المساعدة في إنتشار الأمراض كذلك، "رداءة تصميم المباني أو تشييدها، الأمر الذي يجعل المنازل أثناء العواصف أو الأعاصير بيئة غير مناسبة للبقاء فيها، بل تصبح بيئة ممرضة لا تختلف كثيرا عن الشوارع، أي انها تصبح ممتلئة بالبعوض والحشرات التي تسبب الأمراض، خصوصا مع عدم وصول الشمس إلى هذه المنازل، وعدم تعرضها للتهوية الجيدة". حسب وصفه.

الصحة النفسية

وأشار الدكتور الراشدي، إلى أن التغذية المناسبة لها دور كبير في الوقاية من انتشار الأمراض، موضحا أن الحالة المعيشية التي تصيب الناس تنعكس بشكل أكبر على قدرة المقاومة لإنتشار الأمراض. داعيا في هذا الصدد، الجهات المختصة إلى الإهتمام بتقديم الأغذية الكافية للمواطنين، وتوفير كل بيئة السلامة.

وأختتم حديثه بالتأكيد "على ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية التي يتأثر بها المواطنين، خصوصا تلك الأسر التي تعرضت للنزوح، فهي بحاجة للمساعدة النفسية، وتقديم البرامج التأهيلية وخصوصا للنساء والأطفال، لمعالجة هذه الحالات التي قد يكون لها تأثير سلبي على حياتهم".



مشاركة الخبر:

تعليقات