الرئيسية > أخبار اليمن
تفجير السلفيين لجامع الفازة التاريخي بالحديدة.. لماذا ولمصلحة من ؟!
المهرة بوست - خاص
[ الثلاثاء, 23 أكتوبر, 2018 - 06:55 مساءً ]
أثار تفجير جامع الفازة التأريخي من قبل عناصر تابعة لـ "ألوية العمالقة" المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي في مديرية التحيتا بالحديدة، اليوم الثلاثاء، سخطا شعبيا واسعا لدى العديد أبناء المحافظات اليمنية على منصات التواصل الاجتماعي.
واعتبر الكثير منهم حادثة تفجير ضريح الفازة، الذي يقدر عمره بأكثر من ألف وأربعمائة عام، بمثابة "سلوكا يجسد ما تبحث عنه دول التحالف في اليمن، حيث السعي لمحو كل المعالم التاريخية في البلاد، وذلك لكونها دولا وليدة اليوم ولا تأريخ لها".
جريمة نكراء..
الكاتب علوان مهدي الجيلاني قال في منشور له على صفحته في فيس بوك، إن "هذا الجامع بني في القرن الثاني الهجري واشتهر كمكان مبارك أعاد بناؤه النجاحيون ثم الأيوبيون، أما الرسوليون والطاهريون فكانوا يقيمون فيه احتفالاتهم الدينية ثم رممه العثمانيون، واحترمته الدول كلها، بوصفه مكان خلوة الصالحين والعلماء حتى جاء الذين حسبناهم الملاذ".
وأوضح الجيلاني أنه "بتدمير مسجد الفازة وتسويته بالأرض، تفقد تهامة وزبيد واليمن كلها واحداً من أهم شواهدها الروحانية على مدار 1200 سنة"، مضيفا "ومن هنا مرت عشرات الدول وجحافل كثيرة من الجيوش عبر التاريخ، لم تفكر في إيذاء المسجد ولا تربصت للنيل منه".
وأشار الجيلاني إلى أنه ليس من الممكن أن "تُطلق أيدي المتطرفين لتدمر التراث الديني والإنساني بهذا الشكل"، موضحا أن «هذه جريمة نكراء يجب الوقوف في وجهها".
وناشد الجيلاني، "اليونسكو ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني وكل هيئات حقوق الإنسان في العالم من أجل إيقاف هذا العبث".
عمل إرهابي..من يخدم؟
وفي هذا الصدد، رأى الصحفي والكاتب عدنان هاشم بأن "تفجير مسجد الفازة لا يخدم سوى جماعة الحوثيين، ويذهب باتجاه جعل الطرف الذي قام بالتفجير جماعة متطرفة ارهابية هدفها انتقاص التاريخ وتحويل الصراع إلى صراع طائفي".
وقال هاشم في تصريحات لـ "المهرة بوست" إن "هذه الحوادث تتكرر في صفوف القوات الموالية للشرعية لتشويه صورتها ودورها ومعركتها الوطنية".
من جهته قال الناشط ماجد الوافي إن قام بتفجير جامع الفازة اليوم الثلاثاء، ينتمون لـ "جماعة إرهابية حاقدة على الوطن، هدفها طمس المعالم التاريخية اليمنية بحجة البدع والشرك".
من زاوية أخرى رأى الصحفي هاشم الأبارة "أن تهديم مسجد الفازة في التحيتا من قبل السلفيين في ألوية العمالقة مؤشر يدل على نتائج مخيبة للأمال عن معركة تحرير الحديدة"، مضيفا، "لا لمقايضة الانقلاب بالتطرف، هذه حسبة فاشلة وتؤسس لمشكلة لا تقل فداحة عن الانقلاب".
حوادث سابقة
سبق أن مارست جماعات سلفية متشددة ذات السلوك خلال الفترة الماضية من الحرب، حيث تم تفجير عدد من الأضرحة والمزارات في تعز، أبرزها ضريح الشيخ أبو ابراهيم بقرية الغرافي الأثري في مدينة المخا، و ضريح الشيخ عبدالهادي السودي وسط مديرية المظفر، وكذا ضريح العلامة الرميمة في مديرية مشرعة وحدنان بجبل صبر.
وتتكون "ألوية العمالقة" من مجاميع تنتمي للتيار السلفي المدخلي، الذين تلقوا تعليمهم على يد مشائخ ودعاة سعوديين في دار الحديث بدماج حتى هجرتهم جماعة الحوثي في العام 2015، ليشكلوا لاحقا مجموعات عسكرية خارج سيطرة الدولة، وتقاتل الحوثيين تحت راية السعودية، ومؤخرا استقطبتهم الإمارات.
مشاركة الخبر: