الرئيسية > تقارير
بن دغر ضحية الدفاع عن السيادة الوطنية.. كيف أفتعلت "أبوظبي" الأزمات لتوقعة في دائرة الإقالة والإتهام؟
المهرة بوست - تقرير خاص
[ الثلاثاء, 16 أكتوبر, 2018 - 07:36 مساءً ]
وقع الدكتور "أحمد عبيد بن دغر"، ضحية مواقفه الوطنية العديدة منذُ توليه رئاسة الوزراء في ظل حرب تعصف بالبلاد.
وكان تصدي "بن دغر" لمحاولات الإمارات العربية المتحدة، لانتهاك السيادة الوطنية وفرض هيمنتها على جزيرة أرخبيل "سقطرى" شرقي اليمن، والتي استطاع من خلاها بالتعاون مع أبناء سقطرى لدفع أبوظبي للإنسحاب من الجزيرة واستعادة هيبة الدولة حينها.
ويرى مراقبون أن قرار إقالة بن دغر الذي أصدره الرئيس هادي مساء الإثنين، واتهمه بالتقصير وأحاله إلى التحقيق، جاء بعد ضغوط مارسها التحالف إرضاءا لأبوظبي التي دعمت احتجاجات يقودها مرتزقة الانتقالي الجنوبي ضد رئيس الحكومة.
وواجه بن دغر خلال العامين الماضيين أزمات متلاحقة، كان السبب الرئيسي ورائها ميليشيات أبوظبي التي فخخت بها كل مناطق المحافظات المحررة.
وبالرغم من الأزمات التي شهدتها المحافظات المحررة، إلا أنه كان له تواجده على الأرض وأدار أزمتي عدن وسقطرى مع التحالف بحكمة وذكاء وكان يحاول إحداث توازن نوعا في العلاقة وقد حقق بعض الانجازات كصرف رواتب المدنيين وتصدير النفط.
القرار كان بإيعاز من التحالف
نشطاء يمنيون وسياسيون اعتبروا قرار إقالة بن دغر جاء بعد فترة وجيزة من اعلان المتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي خلال في مؤتمر صحفي ان بعض النقاط التي طرحها المجلس الانتقالي الجنوبي يتفق عليها جميع ابناء الشعب اليمني.
وانتقد العشرات من النشطاء اليمنيين صيغة القرار الذي حمل بن دغر كافة المسؤولية، عن الفشل بالعديد من المواضيع، والذي كان أبرزها الإهمال الذي رافق أداء الحكومة خلال الفترة الماضية في المجالَين الاقتصادي والخدمي، وتعثر الأداء الحكومي في تخفيف معاناة أبناء شعبنا وحلحلة مشكلاته وتوفير احتياجاته وعدم قدرتها على اتخاذ إجراءات حقيقية لوقف التدهور الاقتصادي في البلد، وخصوصاً انهيار العملة المحلية".
وتابع: "كذلك لفشل الحكومة في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة كارثة إعصار لبان بمحافظة المهرة، وما أصاب أبناء المهرة من جراء هذه الكارثة دون تحرك فعلي من الحكومة ولتحقيق ما يصبو إليه شعبنا من استعادة الدولة واستتباب الأمن والاستقرار، وللمصلحة الوطنية العليا للبلاد".
وظهرت الأزمة بين بن دغر وحلفاء أبوظبي، منذ تعيينه رئيساً للحكومة خلفاً لرئيس الوزراء الأسبق، حليف الإماراتيين، خالد بحاح، وتصاعدت حتى وصلت إلى ذروتها في سقطرى مايو/أيار الماضي، حينما أقدمت أبو ظبي على احتلال ميناء ومطار جزيرة سقطرى اليمنية الاستراتيجية بالتزامن مع وجود رئيس الحكومة على رأس وفد في الجزيرة، وقد رفض الأخير التصرف الإماراتي وأصدرت الحكومة بياناً رسمياً يتضمن موقفها من هذا التصرف، وقدم اليمن شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، يحتج فيها على التحرك العسكري الإماراتي غير المبرر، قبل أن يتم الإعلان عن تسوية، بتدخل سعودي.
ضغوطات كبيرة
وفي ذات السياق كشف مصدر حكومي، عن تعرض لضغوطات كبيرة بالتزامن مع حملة إعلامية تتبناها وسائل إعلام إماراتية.
وقال المصدر في تصريح لـ "المهرة بوست"، أن الضغوط تتركز على ضرورة تغيير جزئي في الحكومة الحالية كما أن هناك توجهات إماراتية لمحاولة تغيير الحكومة بالكلية وإعادة إبراز رئيس الوزراء السابق خالد بحاح الذي وصل أمس إلى الرياض إلى الواجهة في الوقت الذي يتعرض رئيس الوزراء الدكتور أحمد بن دغر لهجوم شرس من قبل وسائل الإعلام الإماراتية.
وأشار المصدر " إلى أن الضغوط تمارس على أكثر من اتجاه سياسي وإعلامي واقتصادي لمحاولة إرضاخ الحكومة للقبول بإملاءات خارج قراراتها السيادية.
وأضاف المصدر " أن رئيس الجمهورية أكد رفضه بشكل قاطع أي إملاءات خارجية فيما بخص تغيير الحكومة موضحا أن هذا حق سيادي يخص الجمهورية اليمنية وشرعيتها المنتخبة .
نوعية البيان مفاجئة كبرى
ويذهب الصحفي اليمني "غمدان أبو اصبع"، إلى أن إقالة بن دغر لم تشكل مفاجئة، ولكن الذي فاجأ الجميع نوعية القرار المصاغ شكل مفاجئة كبرى بعد أن حمله كل الاخفاقات التي عاشتها اليمن بما فيها الاعصار ..
واضاف "بالواقع بن دغر احيط بشخصيات لم تكن بحجم المسؤولية وربما فرضت عليه ولكن الواقع يقول أن بن دغر تولى ادارة الحكومة في وقت حرج للغاية اتسم بالتصادم مع القوى الجنوبية "
ووضح أن بن دغر لم يكن السبب الرئيسي بما احيل من أجله للتحقيق .. اذا كان هذا الخبر حقيقة بقدر ماهو وضع استثنائي خاصة بكل ما يحمله من اشكاليات وفي ظل ضغوط عملت عليها اطراف سياسية هدفت الى افشاله .. وهو فشل طبيعي وان كان محدود فمن يعيش الوضع يدرك ما نحن عليه ..
وأشار الصحفي غمدان ابو اصبع الى " أن اليمن تعيش أزمة سياسية وانسانية واجتماعية الى جانب الحرب الذي يقودها المتمردون الحوثيون, واضاف فاذا كان الرئيس هادي يبحث عن معالجة الاشكالية فيجب عليه أن يصحح قواعد الاخطاء لا البحث عن ضحية لتحميلها كل تلك الاخطاء التي مارستها بطانة حسبت على ن دغر .
مشاركة الخبر: