الرئيسية > تقارير
أبوظبي تفشل من جديد..
هل أصبح "الانتقالي" كيانا شاذا يفتقر للحضور الشعبي والاعتراف الرسمي؟ "تقرير خاص"
المهرة بوست - خاص
[ السبت, 13 أكتوبر, 2018 - 08:17 مساءً ]
في الوقت الذي تضيق بالرئيس هادي وحكومته الأرض بما رحبت، يعود إلى العاصمة المؤقتة عدن بمواكب هائلة شخصيات أصدر الرئيس المعترف به دوليا بحقها مذكرات اعتقال، واتهمتها حكومته مرارا بتقويض سلطاتها، ومنع أي حضور لها في المناطق المحررة جنوبي البلاد، والتي لم يعد للحوثيين فيها وجود، بل لم يصلوا إليها إطلاقا.
يفرض التحالف السعودي الإماراتي إقامة جبرية في الرياض على رئيس بلاد وحكومة يقول بأنه جاء لإنهاء الانقلاب عليها، وتسليم الأرض اليمنية لها.
ليس هذا فحسب، يفتح التحالف أبواب المطارات اليمنية لشخصيات وقوى لا تختلف عن جماعة الحوثي سوى بالعمالة لأبوظبي بدلا من طهران، وتتفوق عليها بإدارة خلايا الاغتيالات والإرهاب الممارس بحق رافضي أجندات الإمارات جنوبي البلاد، وفقا لمتابعين.
تحركات جديدة ضد الشرعية..
عبر بوابة الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد جراء تدهور الريال اليمني، بفعل سياسة إماراتية لتركيع الحكومة اليمنية -وفقا لاتهامات مسؤولين حكوميين-دعا ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم من الإمارات، الأسبوع الماضي، أنصاره ومليشياته في المناطق الجنوبية إلى السيطرة على المؤسسات الحكومية لإسقاط حكومة احمد عبيد بن دغر.
وفي اجتماع للانتقالي عُقد الخميس الماضي في عدن، عقب عودة رئيس المجلس عيدروس الزبيدي من أبوظبي، حدد المجلس البدء بخطواته التي أعلنها الأسبوع الماضي ابتداءً من 14 أكتوبر الحالي، ليتراجع عن الدعوة لاحقا. وشهدت الأيام القليلة الماضية استعدادات عسكرية كبيرة لقوات "النخبة" التابعة للمجلس في عدن، وسيطرة على عدد من المنشئات والمعسكرات في محافظة شبوة، وفعاليات في المكلا وغيرها من مناطق الجنوب.
أسلحة وطائرات إماراتية ..
في تأكيد على تجاهل اعتراضات الحكومة اليمنية وبياناتها، و استمرارها في دعم قوات تقوض وجود الدولة في جنوب اليمن، كشفت قناة فرنس24 وإذاعة مونت كارلو الدولية عن تسلم قوات "النخبة الشبوانية" الأربعاء الماضي، لـ 150عربة عسكرية، و4 طائرات عمودية، تزامنا مع بدء تلك القوات السيطرة على المؤسسات الايرادية في المحافظة النفطية، تنفيذا لدعوة المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال".
تفادي فضيحة جديدة..
رأت الصحفية والناشطة أسوان شاهر بأن "تصعيد الانتقالي ضد الشرعية ليس متوقفا على البيان الأخير للانتقالي فحسب، وهو التصعيد الذي لم يجد صدى شعبيا ولا رسميا؛ الأمر الذي دفع الانتقالي لإلغاء احتفالية 14 أكتوبر، ولأسباب تتعلق بتفادي فضيحة أخرى".
وقالت شاهر في تصريحات خاصة لـ "المهرة بوست": التصعيد ضد الحكومة الشرعية بدأ منذ اليوم الأول للإمارات في عدن والجنوب، حين قررت انتهاج سياسة الوصاية على الدولة اليمنية وجاءت بأهداف خفية لا علاقة لها بالأهداف المعلنة والمتوقف وجودها في اليمن على تنفيذها.
وأشارت شاهر إلى أن الإمارات ورغم محاولات ربطها للانتقالي الجنوبي بتأريخ نضالي لأبناء الجنوب إلا أنها فشلت في شرعنة تحركاته، وبقي كيانا شاذا يفتقر للحضور الشعبي والاعتراف الرسمي بل تم ذكره ضمن تقارير دولية كمعرقل رئيسي للمسار السياسي في البلاد و"كمرتزقة يعملون ضد الحكومة الشرعية ".
وتطرقت شاهر إلى أن دفع الإمارات للانتقالي بالتصعيد عسكريا هدفه "حجز مقعد منفصل لوليدها الجديد أمام المبعوث الدولي، ككيان موازي للشرعية على غرار الحوثي، وليستكمل دورته الانقلابية من خلال الاستيلاء على مؤسسات الدولة، كما جاء في البيان التصعيدي الأخير".
صمت مريب وغير مبرر للحكومة ..
أدانت الحكومة اليمنية برئاسة بن دغر بيان المجلس الانتقالي الأسبوع الماضي، ودعته إلى التخلي عن تشكيلاته المسلحة، إلا أن تلك البيانات لا تكفي لوقف تحركات المجلس ومن ورائه الإمارات، وفقا لعدد من المتابعين.
أسوان شاهر رأت بأن صمت الحكومة الشرعية في ظل كل هذه التعقيدات والتطورات يبدو غريبا وغير مبررا. وتابعت شاهر حديثها لـ "المهرة بوست": كلمة واحدة من الرئيس هادي أمام المجتمع الدولي من شأنها أن تقلب الطاولة على الإمارات ومشاريعها وتعيد الاعتبار للدولة".
وأوضحت شاهر في تصريحات خاصة لـ "المهرة بوست": يبدو أن الانتهازية السياسية باتت عنوانا للمرحلة الحالية في البلاد، سواء على مستوى اداء الحكومة او الأحزاب المحسوبة عليها.
وأشارت شاهر إلى أن الحكومة الشرعية والأحزاب المحسوبة ليست مستعدة لاستيعاب الدرس والتكفير عن مواقفها السلبية تجاه جريمة الانقلاب، وتتجاهل مآلات الصمت والتواطؤ الذي يستهدف استعادة الدولة اليمنية، ويمس مصالح الناس بشكل كارثي، كما يفوت فرص الجميع في يمن آمن ومستقر سواء في الشمال والجنوب.
مشاركة الخبر: