المهرة بوست - تقرير خاص
[ الجمعة, 12 أكتوبر, 2018 - 01:12 صباحاً ]

أثخنت جماعة الحوثي الإنقلابية منذُ انقلابها على الشرعية قبل أكثر من ثلاثة أعوام في انتهاكاتها ضد كافة شرائح المجتمع وكان للمرأة النصيب الأكبر من تلك الإنتهاكات.
وخلال السنوات الثلاث الماضية تعرضت المرأة اليمنية لإنتهاكات واسعة من قبل الجماعة، متخطية كل الأعراف والقوانين الدولية.
وتنوع أشكال تلك الإنتهاكات ما بين التحرش والضرب بالهراوات والصواعق الكهربائية، وإجبار بعضهن على التجنيد وحمل السلاح.
ولاتزال المرأة تدفع ثمن فاتورة الحرب، حيث أصبحت إما مقتولة أو أرملة لفقدان الآلاف لأزواجهن أو متسولة، بعد أن دفعهن الفقر للخروج إلى الشوارع لمد أياديهن من أجل لقمة عيش تبقيها على قيد الحياه , أو في الشوارع تجمع ما تسهل لها من اخشاب واوراق لتواجه بها ازمة الغاز الخانقة خاصة في العاصمة اليمنية صنعاء ,غير تعرضها للاعتداء اللفظي والجسدي من قبل عناصرها الرجال او النساء المجندات ما يطلق عليهن بالزينبيات.
ومؤخرا أقدمت مليشيا الحوثي  في انتهاك صارخا لكل القيم الانسانية  والدينية والاعراف القبلية اليمنية ,على الاعتداء على طالبات جامعة صنعاء بعد ان اقتحمت الحرم الجامعي بمئات المسلحين والمجندات الزينبيات  وأعتدوا عليهن بالضرب بالهروات والصواعق الكهربائية , ومن ثم اعتقالهن وسجنهن لمدة يوم وأكثر من يوم.
انتهاك مخجل الكرامة المرأة اليمنية
تقول الصحفية جوهرة عبدالله إن جماعة الحوثي أو ما أسمتها سلطة الأمر الواقع في صنعاء، تنتهك كرامة المرأة  اليمنية المصانة  بشكل بشكل عنيف ومخجل .
وأشارت "عبدالله" في تصريح لـ "المهرة بوست"، إلى أن مايجري ضد المرأة  لم تعهده اليمن عبر حقبتها من قبل.
واضافت أن المليشيا الحوثية باتت تشكل خطرا على المجتمع وقيم التعايش والسلام وتمثل تهديدا متناميا يسعى لطمس هوية اليمن وفرض هوية طائفية دخيلة على المجتمع اليمني).
وذهبت الصحفية "جوهرة" إلى أن الحوثي لم يحترم عرف وعادات وقيم المتمع وحتى لم يحترم الدين الاسلامي الذي يتغنى به،  ليعرف مكانة المرأة وتقديرها التي وضعها الله بإن شرفها ان تكون امهات الانبياء .
وأفادت أن الحوثي عبر مسلحية اعتدى على حرمة النساء التي تربى شعب اليمن على صيانتها ومارس كل اساليب الاعتداء والاهانات  الموجهة اليهن في حال عدم الرضوخ لهم .)
من جانبها قالت الناشطة "هدى عايض"، إن الحوثي ينتهك حقوق المرأة منذُ انقلابه على الدولة، حيث بدءها من الإعتداء على أمهات المختطفين اللاتي يكافحن من أجل حرية فلذات أكبادهن المختطفين بدون وجه حق.
أضافت: ومؤخرا أعتدى المسحلين الحوثيين على المتظاهرات اللاءي خرجن للمطالبة بجثمان على عبدالله صالح، وصولا للمظاهرة المنددة بارتفاع الاسعار وتدهور الريال اليمني .. وقد اصبح الوضع جدا لا يطاق بسبب تضييق الخناق على المرأة والاعتداء عليها بالضرب والسجن .. )
المنظمات الدولية .. وسيلة للارتزاق المالي..
إخصائيون في علم الاجتماع استغربوا الصمت الغريب من قبل المنظمات الدولية حيال الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة اليمنية من قبل الجماعة الانقلابية.
وقال أحد أساتذة علم الاجتماع والذي فضل عدم ذكر أسمه في تصريح لـ "المهرة بوست" إن الصمت المطبق على المنظمات الحقوقية في صنعاء يؤكد تخليها سبب وجودها  في اليمن، مشيرا إلى أنها أصبحت في نظر اليمنيين وسيلة للارتزاق المالي , وليس لها علاقة بالقيم والمبادئ الانسانية .. .
وتساءل عن غياب دور منظمات المجتمع المدني المتخصصة في قضايا المرأة والتي كانت تضج الساحة اليمنية بالبيانات والتنديدات والوقفات والاحتجاجات لقضايا جندرية وحقوقية.
وأضاف عندما جاء الوقت الحقيقي للإنتصار للمرأة اليمنية صمتت كل الدعوات التي كانت تدعو لحقوق المرأة وبشكل مخجل ومخز دون ان تصدر أي  بيان يدين اي انتهاك طال النساء وخصوصا الناشطات والاعلاميات ونساء المجتمع المدني .
20 الف حالة انتهاك
وكانت منظمة رايتس رادار قد كشفت في تقرير سابق لها عن تعرض  في مارس النساء في اليمن لانتهاكات جسمية خلال فترة الحرب على مدار ما يقارب ثلاث سنوات، سواء على أيدي مسلحي جماعة الحوثي أو القوات الموالية للإمارات في المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
وقالت التقرير إن "الانقلابين الحوثيين والقوات الموالية للإمارات مارسوا عمليات قمع وهدر لكرامة المرأة اليمنية وحرمانها من أبسط الحقوق، فضلاً عن ممارسة انتهاكات جسيمة ضد النساء تمثلت في القتل والإصابة والعنف والاعتقال والتحرش الجنسي وتشريد الآلاف".
وتابعت أن "المرأة اليمنية تعرضت خلال فترة الحرب لاستهداف مباشر وغير مباشر، على إثر ضعف مؤسسات الدولة، وانعدام الرقابة الأمنية، مع وجود فارق في عدد ونوع الانتهاكات، إذ ظلت النسبة الكبرى منسوبة إلى الحوثيين"، وقالت المنظمة إنها رصدت أكثر من 20 ألف حالة انتهاك ارتكبها الحوثيون ضد المرأة خلال السنوات الثلاث الماضية، موزعة بين حالات قتل وإصابة واعتداء جسدي وحالات عنف وغيرها.