المهرة بوست - خاص
[ الجمعة, 05 أكتوبر, 2018 - 09:58 مساءً ]

تظاهر الآلاف من أبناء محافظة المهرة (البوابة الشرقية لليمن) اليوم الجمعة، في مدينة الغيظة، لرفض التواجد العسكري والتدخلات السعودية والإماراتية في المهرة، وتنديدا بالوضع الاقتصادي المزري الذي تعيشه البلاد.

وفي مشهد ملفت تؤكد التظاهرة الحاشدة اليوم والتي حضرتها شخصيات بارزة وقيادات مجتمعية، صلابة ولحمة وتماسك ابناء المهرة بالدفاع عن سيادة وطنهم، وعدم التفريط في أي جزء منه.

وكان من أبرز المشاركين في تظاهرات اليوم، السلطان عبدالله بن عيسى آل عفرار رئيس المجلس العام لأبناء محافظتي المهرة وسقطرى، واللواء قحطان المجيبي عضو مجلس الشورى ومدير الأمن السابق للمحافظة، وكذلك وكيل المحافظة السابق الشيخ علي سالم الحريزي، وعدد من الشخصيات الاجتماعية والسياسية بمحافظة المهرة.

ومشاركة الشخصيات القيادية والمؤثرة في محافظة المهرة أعطت الاحتجاجات زخما كبيرا، حيث اعتبرها المشاركين في الاحتجاجات تصعيدا جديدا ضد التحالف في المحافظة، وتأكيدا على الالتفاف الشعبي حول القيادات السياسية البارزة التي أعلنت وقوفها إلى جانب المعتصمين.  

وفي سياق ذلك أكد المتظاهرون الذين رفعوا أعلام الجمهورية اليمنية، ورددوا هتافات رافضة للتواجد السعودي الإماراتي على الأراضي اليمنية، مضيهم بالنضال السلمي حتى مغادرة القوات السعودية والإماراتية محافظتهم. 

اللجنة التنظيمية للاعتصام أكدت في بيان لها، على استمرار احتجاجاتهم بإرادة قوية من كل أبناء المهرة، وتمسكهم بسلمية نضالهم حتى تحقيق كافة المطالب المشروعة التي كفلها دستور الجمهورية اليمنية، وكافة القوانين والمواثيق الدولية التي حددها المعتصمين في ست نقاط أبرزها إنهاء التواجد العسكري السعودي في المحافظة، وتسليم المنافذ الحدودية. 

وكان أبناء المهرة قد أعلنوا العودة إلى الاعتصامات منتصف سبتمبر الماضي، بعد انقلاب قيادة التحالف السعودي الإماراتي والسلطة المحلية في المحافظة على تنفيذ بنود إتفاق مع المعتصمين، تم رفع الإعتصامات على موجبه لمدة شهرين.

سياسيون اعتبروا المظاهرة اليوم في المهرة وبحضور شخصيات بارزة ومسؤولين وسياسيين تجسيد قوي يكشف عن صلابة حراك المهرة وقيادته في وجه المحتل السعودي.

تجسيد لمعاني الوحدة 

وفي السياق قال الصحفي والمحلل السياسي ياسين التميمي، إن "تظاهرات اليوم في المهرة وبحضور شخصيات بارزة يقدم برهانا قويا على وحدة القرار والموقف، ويؤكد في الوقت نفسه على أن حراك المهرة وسقطرى تجسيد قوي لمعاني الوحدة الوطنية الراسخة واللحمة المتماسكة والخيارات الواضحة للمنخرطين في هذا الحراك من عموم مواطني المهرة".

واضاف التميمي في تصريح لـ "المهرة بوست": "ما من شك أن تظاهرات اليوم بهذا الحضور الثقيل لقيادات المهرة ومواطنيها سيصعب المهمة العسكرية للسعودية والتي تهدف إلى فرض نفوذ سعودي مباشر على المحافظة وإعادة توظيفها لصالح الأهداف والغايات السعودية الاستراتيجية منها والتكتيكية".

واعتبر التميمي الحراك في المهرة، رسالة لدعوات الخراب التي يدعو لها ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا في الجنوب.

عمق وطني..

وقال: إن "حراك المهرة يوجه صفعة قوية لدعوات التخريب باسم الجنوب التي يطلقها أبواق الخراب من مقر إقامتهم في ابوظبي" بإشارة منه إلى قيادات الانتقالي الجنوبي الذي يتزعمه عيدروس الزبيدي.

يواصل المحلل السياسي حديثه بالقول "يتميز حراك المهرة بصلابة قيادته وبلحمته الاجتماعية الموحدة وبعمقه الوطني، بالنظر إلى اتصال أهدافه بحماية التراب الوطني وسيادة اليمن واستقلاله".

وبحسب التميمي لأن "حراك المهرة" يقف في مواجهة قوة مكشوفة الأهداف ومفضوحة وتغامر باختبارها إرادة اليمنيين وصلابتهم".

واضاف: "ما يتميز به الحراك أيضا وقوفه بشجاعة نادرة أمام قوة تفوقه عتادا، لكنها تفتقد إلى البعد الأخلاقي الذي هو سلاح اصيل في يد ابناء المهرة الشجعان" وفق تعبيره.

توحيد الموقف..

من جهته قال المحلل السياسي عباس الضالعي  إن "حضور كبار قادة محافظة المهرة وشخصياتها الاجتماعية في الحشد الشعبي الرافض لتواجد القوات السعودية المحتلة دليل على توحيد الموقف الشعبي خلف القيادة المهريه، وانه لاوجود لانقسام شعبي حول رفض تواجد القوات السعودية".

واضاف الضالعي في تصريح لـ "المهرة بوست": "المهرة اليوم أرسلت رسالة للتحالف بأن موقفها صلب وموحد ولا وجود لأي انقسام كما يروج له اعلام تحالف الغدر".

 ولفت إلى أن المهرة تجاوزت الانقسام وأصبحت نموذج يحتذى به، واثبت ذلك هو حضور كبار قادتها وفي مقدمتهم السلطان عبدالله عيسى بن عفرار والشيخ المناضل علي سالم الحريزي".

واعتبر هذا الحضور دليل على أن موقف المهرة واحد وأن الاختراق الذي تحاول السعودية والامارات القيام به مرفوض وغير مرحب به.