المهرة بوست - وحدة الرصد-خاص
[ الثلاثاء, 02 أكتوبر, 2018 - 09:41 مساءً ]


أثار انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية ردود أفعال ساخطه لدى السياسيين والكتاب والناشطين وسط مطالبات للحكومة الشرعية بضرورة التحرك الجاد لإنقاذها.

وسجل الريال اليمني انخفاضا جديدا مقابل العملات الأجنبية ليصل إلى أدنى مستوياته منذ سنوات، حيث تخطى حاجز 750 ريال للدولار الواحد، وفاقدة 300% من قيمتها منذ أربع سنوات، مع عجز الحكومة واللجنة الاقتصادية عن إيقاف هذا النزيف الحاد.

وتوالت ردود افعال اليمنيين والمسؤولين وأصحاب القرار حول ايجاد خطة لمعالجة التدهور السريع للعملة المحلية، وتبادل الاتهامات بين جميع اطراف الصراع في اليمن.

ومنذ أيام تسارع انهيار الريال اليمني أمام العملات الأخرى، في ظل عجز حكومي عن التدخل لإيقاف استمرار تدهور الاقتصاد، وتجاوز سعر الدولار الواحد 750 ريال يمني، بعد أن كان لا يتجاوز 215 ريالا قبل انقلاب سبتمبر/أيلول 2014.
 
ويشكو المواطنون في مختلف المحافظات من اختلاف كبير بالأسعار في المحال التجارية، واستمرار ارتفاعها بشكل يومي.

الأمم المتحدة قالت اليوم الاثنين، إن انهيار قيمة العملة اليمنية يعرض أكثر من 3 ملايين شخص للمجاعة إلى جانب 8 ملايين ادرجوا في صف المجاعة سابقا.

ويتهم يمنيون دول التحالف الذي تقوده السعودية والامارات بالوقف وراء الأزمة الاقتصادية التي تشهدها اليمن كونها تحاصر كافة الموانئ والمنافذ اليمنية بما فيها المطارات.

من وراء الأزمة ؟..

ومطلع سبتمبر الماضي، كشف مسؤولون يمنيون بينهم مسؤول بارز في البنك المركزي اليمني في عدن،عن تورط دولة الامارات في انهيار قيمة الريال اليمني، بعد أن اشترت العملات الصعبة من السوق.

وقال المسؤولون إن رجال أعمال يمتلكون أعمالاً في الإمارات أنشأوا مراكز صرافة في المحافظات اليمنية للحصول على العملات الصعبة وسحبها من السوق.


اتهام حكومي للإمارات..


واتهم وزير النقل صالح الجبواني في الحكومة الشرعية - ضمنياً- الإمارات بالوقوف وراء انهيار العملة الوطنية.
 
وقال وزير النقل صالح الجبواني في تغريدات على تويتر إن "الهدف من دفع العملة للانهيار إسقاط الحكومة وابتزاز الرئيس" مشيرا إلى أن دفع العملة للانهيار جاء بعد صمود الشرعية في معركة يناير بعدن وأزمة سقطرى، التي خاضتها الحكومة مع الإمارات.


تدخل فاسد للتحالف..

الكاتب الصحفي أحمد الزرقة – مدير قناة بلقيس الفضائية- اتهم التحالف الذي تقوده السعودية أنها وراء الانهيار الاقتصادي في اليمن.

وقال الزرقة في تغريدة بحسابه على تويتر "اليمن بين الخوف والجوع.. ثنائية الموت الذي استقر في الجسد اليمني منذ الانقلاب وما تلاه من تدخل فاسد للتحالف الذي استثمر الازمة في اليمن لمصالحه الخاصة".

وأشار الزرقة إلى أن التحالف يسعى لجعل اليمن بلدا تحت السيطرة وفي حالة موت سريري.


الحوثي والتحالف وتدمير اليمن..


الصحفي مأرب الورد هو ايضا اتهم جماعة الحوثي والتحالف بتدمير اقتصاد اليمن وقال "الحوثي لا يريد الدولة في الشمال، والتحالف لا يريدها في الجنوب، وكلاهما يريد مليشيات واقتتال وتجويع ونهب وإدامة الفوضى لتحقيق أطماعه وأهدافه على حساب اليمنيين شعبا ودولة".

تجويع وإهانة


من جانبه قال الصحفي حسن الفقيه إن "تجويع الناس بهذه الصورة بعد سنوات من الحرب هو تحويل الناس المحايدين والناقمين على الحوثي إلى عناصر مستعدة للقتال مقابل الحصول على لقمة العيش والهروب من مواجهة تكاليف الحياة".

الناشط السياسي كمال حيدرة انتقد سياسة التحالف باليمن وقال ساخرا: "قالوا سيخنقون الحوثي اقتصاديا، بعد أربعة أعوام اختنق اليمنيون وماتوا جوعا، وبقي الحوثي ينتظرهم في "تسوية" قادمة".


سياسة فاشلة..

اما الكاتب والروائي اليمني محمود ياسين، فقد أطلق مناشده للعالم لإنقاذ اليمنيين من الموت جراء السياسة الفاشلة للتحالف والحكومة الشرعية.

وقال ياسين: "أخبروا العالم دون تحديد حتى أننا اليمنيون فقط : نحن نموت" مشيرا إلى أن هذا النداء ولو دون تعريف لإسم البلد الذي ننتمي اليه، بشر فقط".

وطالب بتدشين حملة على شبكات التواصل الاجتماعي على الهاشتاج #نحن_نموت، لتعرية جرائم الحوثيين والتحالف معا وما ارتكبوه بحق اليمنيين.


انهيار الدولة..


السياسي اليمني المهتم بالشأن الإيراني في المنطقة عدنان هاشم قال إن "اليمني الذي يبحث عن قوت يومه وعياله ويجري من مكان لأخر لا يهمه إن كنت شرعياً أو انقلابياً".

واضاف هاشم: "انهيار الدولة واستهدافها أفقد الناس الثقة بكل شيء بالحكومة وبالتحالف والحوثيين لم يعد هناك ثقة بشرعية إما بالبندقية أو بصندوق الانتخابات".
 
وتابع هاشم: "عندما تم طرد تنظيم القاعدة من المكلا، كان الكثير من الناس في قلق، فلم يكن يهم أن القاعدة تنظيم إرهابي كان التنظيم يسلم المرتبات ويشق الطرقات فلم يكن الحضرمي يفكر بشرعية أو تنظيم إرهابي بل بالخدمات أمامه".
: "يكسب إمام المسجد في عدن نفوذاً وشرعية استماع أكثر بكثير من رئيس الوزراء، لأنه – وفق تعبيره- وقف على هموم أهل الحي وقام بحل القضايا مع انهيار النظام القضائي والنيابي".

وقال "تكسب السلطة المحلية في مأرب شرعيتها من خدمة المواطنين وتوفير الأمن وتحويل المدينة إلى جنة وسط دمار مميت في كل ما جاورها؛ وبذلك تمكنت من إحباط أي جهود لاستهدافها".

وختم هاشم حديثه قائلا: "وعد التحالف العربي بـ "إعادة الأمل" لليمنيين بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف يبدو أنه دفع اليمنيين إلى الجحيم فأفقد نفسه شرعية التدخل أمام كل يمني يبحث عن قوت يومه وعياله".