المهرة بوست - خاص
[ الثلاثاء, 02 أكتوبر, 2018 - 11:14 صباحاً ]

مع استمرار انهيار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، وعجز الحكومة الشرعية عن وضع حد لهذا الإنهيار الكبير والمفاجئ، أجرى الرئيس اليمني اتصالا هاتفيا بولي العهد السعودي، يطلب فيه مساعدة مالية توقف انهيار العملة.

جاء الرد سريعا لكنه كان مخيبا لآمال اليمنيين ومثيرا للسخرية والغضب في آن واحد، حيث أعلنت وكالة "واس" السعودية عن 200 مليون دولار كمنحة مالية قدمها الملك السعودي "سلمان بن عبد العزيز"، وهو ما أثار موجة من السخرية والانتقادات على مواقع التواصل الإجتماعية في اليمن.

غضب وسخرية ..

الكاتب والباحث اليمني "ياسين التميمي" قال إن منحة الـ200 مليون دولار جيدة، ولكنها لا تكفي، وجاءت بعد اتصالات محرجة للرئيس وللحكومة المحتجزة في الرياض، وأضاف "التميمي" في منشور على فيسبوك، أن اليمن دولة كبيرة وشعبها يتجاوز تعداده الـ30 مليون إنسان، ولديه موارد معطلة، وهو يعيش تحت الاحتلال السعودي الإماراتي في هذه المرحلة، وعلى هاتين الدولتين القيام بمسؤولياتها الأخلاقية كاملة تجاه الشعب اليمني.

وعلق الناشط اليمني "رامز الشارحي"ساخرا، أن المنحة السعودية تساوي راتب مدير البنك ونائبه لمدة سنة ونصف، وأكد أن اليمن كانت تصدر الغاز بشكل يومي بأكثر من هذا المبلغ، وأوضح أن المنحة لن تحل المشكلة، وأن البلاد بحاجة إلى إدارة لمؤسساتها، وبحاجة لحكومة مصغرة وفتح الموانئ والمطارات وتصدير النفط والغاز وترشيد للمال العام.

"محمد السامعي" ناشط وطبيب يمني مقيم في ألمانيا، اعتبر أن اليمنيين لم يتعرض للإهانة كما يحدث الآن، وشدد أن هناك إصرار عجيب على سحق كرامة اليمنيين، وقال إن هذا المبلغ التافه يقدمه أصغر تاجر جملة في اليمن وليس أكبر مصدر للنفط في العالم والمتسبب الأول في انهيار عملة البلاد.

وأشار السامعي في حسابه على فيسبوك، إلى أن هذا المبلغ قدمه السعوديون لشركة "إي?انكا ترمب" أثناء زيارتها للرياض مع والدها، منحوها المبلغ زي الفكة على هامش النصف تريليون دولار التي دفعها بن سلمان لوالدها.

"أسامة المليكي" صحفي وناشط إعلامي، توعد السعودية بالثأر، وقال في منشور، سنثأر منكم مرتين، الاولى لأنكم دمرتم اقتصاد بلدنا والثانيه لانكم قدمتم 200 مليون دولار عندما قررتم تلافي خطأكم، وأشار إلى أن ولي عهد السعودية، اشترى (يخت) بقيمة 550 مليون دولار، ولما انهار اقتصاد البلد الجار بسبب الحرب التي شنها سموه عليه جاد والده بمائتين مليون دولار منحة من جلالته !

تحذيرات دولية واحتجاجات..

وشهدت عدد من المحافظات اليمنية احتجاجات كبيرة ضد سياسات السعودية والإمارات، التي سببت الانهيار الاقتصادي، وأغلقت عشرات من المحلات التجارية ومحلات الصرافة أبوابها معلنة توقف تجارتها بسبب انهيار العملة الوطنية الريال اليمني أمام العملات الصعبة.

وكان وزير النقل اليمني "صالح الجبواني" اتهم صراحة الإمارات بالوقوف وراء انهيار العملة اليمنية، وقال إن الدفع بانهيار العمل هي محاولة لإسقاط الحكومة الشرعية وابتزاز الرئيس هادي، بعد صمود الحكومة في أحداث يناير بعدن، وتصديها للإمارات ومشاريعها في جزيرة سقطرى.

وطالبت الأحزاب اليمنية في بيان مشترك بمحافظة تعز، التحالف السعودي الإماراتي بتحمل مسؤوليته في انهيار العملة، ودعته لضخ ودائع مالية، والسماح للحكومة بالاستقرار في عدن، ورفع يده عن الموانئ والمطارات اليمنية.

وحذرت الأمم المتحدة، إن انهيار العملة اليمنية، قد يعرض أكثر من 3 ملايين شخص إضافي إلى 8.4 مليون شخص لخطر المجاعة، ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة، لوقف تفاقم تدهور أسوأ أزمة إنسانية في العالم.