الرئيسية > أخبار اليمن
نيويورك تايمز: لماذا نسي ترمب اليمن بخطابه في الأمم المتحدة؟
المهرة بوست - عربي 21
[ الجمعة, 28 سبتمبر, 2018 - 04:38 مساءً ]
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا للمعلق نيكولاس كريستوف، يهاجم فيه بلاده، الولايات المتحدة؛ لأنها توفر القنابل ودعما آخر للحرب التي قتلت مدنيين وأدت إلى مجاعة.
ويقول كريستوف في مقاله، الذي ترجمته “عربي21” إن “هناك حاجة للتوقف والتفكير في مأساة اليمن في ظل الإدمان على أخبار تعيين قاض في المحكمة العليا بريت كافانو، وعلاقة الرئيس دونالد ترامب المتوترة مع نائب وزير العدل رود روزنستاين”.
وأشار إلى أن “الرئيس الأمريكي لم يذكر اليمن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء، مع أن أمريكا تساعد على قتل وتشويه وتجويع أطفاله، وهناك ما يقرب من ثمانية ملايين يمني يعيشون على حافة المجاعة بسبب فشل المحاصيل الزراعية، وما يرتكبه حلفاء الولايات المتحدة، ووصفت الأمم المتحدة ما يجري في اليمن بأنه أسوأ كارثة إنسانية في العالم، ونحن مسؤولون عنها”.
ويقول كريستوف إن “قنبلة صنعتها شركة (لوكهيد مارتن) ضربت حافلة مدرسية الشهر الماضي، وقتل 51 شخصا، وقبل ذلك قتلت قنابل أمريكية 155 كانوا في بيت عزاء، و97 شخصا كانوا في السوق، فيما أجبر الأطفال اليمنيون الجوعى على أكل حساء مر مصنوع من الحشائش، وحتى الذين ينجون من المجاعة فإنهم سيظلون يعانون طوال حياتهم من الناحية العقلية والجسدية، وفي الوقت الذي تظل فيه قضايا أمنية دولية يمكن التحاور فيها، إلا أن الأمر مختلف في هذه الأزمة في اليمن: تصرفنا لا يمكن فهمه”.
ويلفت الكاتب إلى أن الولايات المتحدة لا تشارك مباشرة في ضرب المدنيين، لكنها توفر الدعم الأمني والسلاح والوقود في الجو لمساعدة السعودية والإمارات العربية المتحدة في الغارات الجوية، وتدمير الاقتصاد، وتجويع الشعب.
وينوه كريستوف إلى أن السعوديين يهدفون إلى سحق المتمردين الحوثيين، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء وتحالفوا مع إيران، قائلا إن “هذا درس متقن في الواقعية السياسية؛ لأننا نكره آيات الله في إيران، لكننا مستعدون لتجويع أطفال المدارس اليمنيين”.
ويورد الكاتب نقلا عن مدير “هيومان رايتس ووتش” كينث روث، قوله: “جعلت إدارة ترامب نفسها متواطئة في جرائم اليمن”.
ويعلق كريستوف قائلا: “لنكن واضحين، فإن هذه كارثة أخلاقية للحزبين؛ لأن السياسة بدأت في عهد الرئيس باراك أوباما لكن بضمانات، إلا أن ترامب ضاعفها، وقام بإلغاء الضمانات”.
وتنقل الصحيفة عن المسؤول السابق في عهد أوباما ورئيس مجموعة الأزمات الدولية حاليا روبرت مالي، قوله إن “الحرب في اليمن اليوم هي أسوأ كارثة إنسانية على مستوى العالم”، واعترف مالي بالخطوات غير الموفقة التي قامت بها إدارة أوباما، “لكن تحركنا وعدم تحركنا جعلنا وبشكل حتمي متواطئين”.
ويعلق كريستوف قائلا إن “المذبحة في اليمن لم تثر غضبنا لأن السعوديين استخدموا الحصار المفروض على اليمن لإقصاء الصحافيين، فأنا أحاول منذ عامين، لكن السعوديين منعوا جماعات الإغاثة من السماح لي بالسفر معها”.
ويعتقد الكاتب أن “كلا الطرفين في اليمن تصرفا بطريقة وحشية، والطريق الوحيد للخروج من الحرب هو الدبلوماسية، ويبدو أن ولي العهد السعودي يفضل المجاعة ودولة فاشلة في اليمن على التنازل، وكلما زودناه بالأسلحة طال أمد المعاناة، ويجب علينا استخدام تأثيرنا، والحد من تصرفات السعوديين، لا التصفيق لهم”.
ويختم كريستوف مقاله بالقول إن “الكثير من اليمنيين يعبرون عن غضبهم عندما يكذب ترامب، أو يكتب تغريدات لا يمكن التسامح معها، لكن علينا أن نحفظ غضبنا لشيء أكثر وحشية، وهو مساهمتنا في تجويع الأطفال ومفاقمة أسوأ كارثة إنسانية في العالم”.
مشاركة الخبر: