الرئيسية > تقارير
ما الذي دفع التحالف للتراجع عن اعتقال الشيخ الحريزي؟ (تقرير خاص)
المهرة بوست - خاص
[ الجمعة, 28 سبتمبر, 2018 - 12:39 صباحاً ]
في تخبط واضح للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن نفى علاقته بمذكرة الاعتقال الذي صدرت لاعتقال وكيل محافظة المهرة السابق الشيخ علي سالم الحريزي، والذي لقى استنكار واسع وتضامن شعبي مع الحريزي.
وجاء نفى المتحدث الرسمي باسم التحالف العقيد / تركي المالكي على شاشة العربية، بعد ردود أفعال واسعة، اجتاحت محافظة المهرة بشكل خاص واليمن بشكل عام احتجاجا على أمر اعتقال الشيخ الحريزي.
وكانت شخصيات قبلية واجتماعية في المهرة، قد عبرت عن استياءها الكبير للتهور الغير مسؤول الذي أقدم عليه التحالف في مذكرة الإعتقال.
وأكد المئات من النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي، عن تضامنهم الكبير مع الشيخ الحريزي، الرجل الذي لطالما قدم كل ما بوسعه في الدفاع عن وطنه وأهل بلده.
كما أن التوجيه باعتقال الحريزي دفع بمشائخ وشخصيات اعتبارية في المهرة إلى التحذير من خطورة هذه الخطوة، بإعتبارها مساساً بالسيادة الوطنية، واستهداف لكافة أبناء المهرة ، كما بادرت عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية في المهرة ورؤساء الاحزاب السياسية والمكونات الاجتماعية إلى تسجيل مواقف تاريخية، جعلت موقف التحالف في ضعف وجعلته يختار نفي اشتراكه بمذكرة الاعتقال.
تخبط وفشل
واعتبر مراقبون تصريحات "المالكي" تؤكد التخبط الذي ينتهجه التحالف في محافظة المهرة، مشيرون إلى أن مذكرة الإعتقال صادرة من غرفة العمليات المشتركة في حضرموت - والتي يوجد بها مندوب لقوات التحالف الذي يشرف على كل التعميمات والاوامر.
محللون سياسيون اعتبروا التصرفات التي ينتهجها التحالف، تأتي في إطار التخبط ومحاولة جر محافظة المهرة الى مربع العنف وهي المحافظة الآمنة المطمئنة البعيدة عن كل الصراعات والأزمات.
قلب الطاولة
وفي السياق قال الصحفي والمحلل السياسي، ياسين التميمي إن "خيار المواجهة اتخذه أبناء محافظة المهرة مع التحالف السعودي الإماراتي ، والاستفزازات التي تمارسها القوات السعودية لم تترك مجالا للتهديدات من أي نوع".
وعن تراجع التحالف حول اعتقال الحريزي يرى التميمي في تصريح لـ "المهرة بوست" أن صمود الوكيل وشجاعته والتفاف أبناء محافظة المهرة حوله، هدد بقلب الطاولة على كل الترتيبات السعودية في المهرة، لهذا قررت الرياض التراجع عن اعتقال الشيخ الحريزي".
واضاف: "في الواقع التهديد باعتقال شخصية وطنية بحجم الشيخ الحريزي يطرح تساؤلات مهمة بشأن ما تبقى لنا من سيادة وطنية، وبشأن التغطية المفتوحة التي تمنحها السلطة الشرعية لهذه الانتهاكات والتجاوزات المستفزة".
تهدئة
من جهته الناشط السياسي، كمال حيدرة، قال إن "تراجع التحالف او بالأصح السعودية عن قرار اعتقال الشيخ الحريزي يأتي في سياق أن المملكة ليس من مصلحتها خوض مواجهة مع المجتمع المحلي في المهرة، ما زال وهي في طريقها لتحقيق أهدافها هناك بطريقة أخرى".
واضاف حيدرة في تصريح لـ "المهرة بوست" إن "الدور السعودي في المهرة يتغطى بغطاء الحرب ضد التهريب، ويتم وضع هذه المهمة كإحدى مهام الحرب ضد مليشيا الحوثي، ولذلك فإن هذا الدور يحوز على قبول السلطة الشرعية، أو على الأقل شراء صمت الشرعية على ما يدور هناك".
الناشط السياسي يقول: إن "تراجع التحالف عن الاعتقال يأتي في سياق التهدئة"، مضيفا: "خلال الأيام الماضية رأينا أن الفعاليات الشعبية في المهرة ردت بشكل واضح، بأن أي تحرك من جانب التحالف ضد الحريزي، الذي يمكن اعتباره قائد الحراك الشعبي ضد التواجد السعودي في المحافظة، ولذلك من الطبيعي أن نرى سعي التحالف للتهدئة، لأنه لا يريد الظهور وكأنه يخوض حربه في اليمن سعياً لتحقيق أهداف أو مطامع خاصة به".
خطوة للتراجع
اما الكاتب والسياسي عباس الضالعي فقال: "اعلان التحالف خطوة للتراجع عن اعتقاله والاكتفاء بنفي كلامه واستمرار الهجوم عليه اعلاميا والتحريض عليه وتشويه صورته عبر خلايا الذباب الالكتروني (الأقلام المأجورة) لامتصاص الصدمة التي تلقاها الطائشين مسؤولي الملف اليمني الذين ورطوا التحالف في قضايا ليس له حاجة بها".
يضيف الضالعي في تصريح لـ "المهرة بوست" أن "حضور الشيخ الحريزي بموكب شعبي كبير والتفاف مشائخ المهرة حوله وتوافدهم بشكل متواصل للوقوف معه، واسناده، كان له دور ايجابي دفع بالتحالف للتراجع عن القيام بأي خطوة غير محسوبة تجاه الشيخ".
يمضي السياسي الضالعي قائلا: إن "تصريح الحريزي بأن توجيهات اعتقاله أمر لا يعنيه، مواقف الثبات على الحق والالتفات الشعبي الواسع والتفاف محافظات ومكونات أخرى لرفض سياسة العبث التي يمارسها تحالف السعودية والامارات في المهرة، والغضب المتصاعد ضد هذا العبث رجح الكفة لصالح موقف الشيخ الحريزي".
وقال: "المؤكد أن مخططات السعودية لن تمر ولن يسمح لها بتمرير انابيب النفط "تسلل" وسترحل قواتها من المهرة ، هذه هي النتيجة العامة بدون أي تفاصيل".
مشاركة الخبر: