الرئيسية > أخبار اليمن
اختلاف أجندات السعودية والإمارات في المهرة .. دلالات ومؤشرات "تقرير خاص"
المهرة بوست - خاص
[ الأحد, 23 سبتمبر, 2018 - 08:51 مساءً ]
توالت ردود فعل اليمنيين المتباينة بعد انسحاب القوات الإماراتية من محافظة المهرة، أقصى شرقي اليمن، وتسليمها للقوات السعودية، حيث تشير أغلبها إلى وجود خلافات بين الدولتين في تنفيذ الاجندات والمشاريع الخاصة.
وأثار انسحاب القوات الاماراتية من المهرة تساؤلات عدة: هل ستكون المهرة بداية للمواجهات وحرب المصالح والأطماع بين السعودية والإمارات؟.
والجمعة الماضية، سحبت الإمارات قواتها من مبنى المجمع الحكومي بمديرية الغيظة عاصمة محافظة المهرة، والذي تتخذ منه مقرا لها منذ ثلاثة أعوام، وتم تسليمه للقوات السعودية.
ومنذ قرابة عامين، تسابق السعودية والإمارات الزمن؛ للسيطرة على محافظة المهرة، مستخدمة تدخلها العسكري في اليمن؛ بحجة استعادة الشرعية، وتوقيف تهريب الأسلحة المتدفقة إلى الحوثيين، لتنفيذ هذه الأجندات التي تكشف كل يوم أن ما زعمت أنها أهداف عاصفة الحزم، ليست سوى الواجهة للسيطرة على اليمن وثرواتها.
مراقبون اعتبروا الانسحاب المفاجئ للقوات الإماراتية من المهرة ليس إلا إزاحة بالقوة من السعودية على أثر خلاف توسع النفوذ .
توسع في النفوذ الجيوسياسي
المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي قال: "ليس هناك أدنى شك في وجود خلاف سعودي إماراتي حول أجندة كليهما والتي تتمحور حول التوسع وتكريس النفوذ الجيوسياسي في مناطق الأطراف التي تزداد أهميتها، لاعتبارات عديدة تخص الدولتين" وفق تعبيره.
وأضاف التميمي في تصريحات لـ "المهرة بوست": "كان هناك تحرك متزامن لكلا الدولتين لفرض النفوذ عبر الانتشار العسكري المباشر في كلٍ من محافظتي سقطرى والمهرة، وكلا المحافظتين تشتركان في الخلفية التاريخية والوحدة الاجتماعية، والأهمية الاستراتيجية كذلك".
اخفاق
التميمي أشار إلى أن الإمارات أخفقت في ترسيخ نفوذها العسكري، ومرد ذلك إلى الدور السعودي الذي ساند الحكومة وشجعها على المضي في تصعيد الموقف عبر منظمة الأمم المتحدة، في حين أن الرياض لجأت لحيل عديدة لتثبيت وجودها في المهرة، لمواجهة الرفض الشعبي الكبير الذي عبر عنه أبناء المحافظة".
ولفت التميمي إلى أن من الحيل التي استخدمتها السعودية، تنفيذ مشاريع واستدعاء الرئيس هادي لوضع حجر الأساس، ومباركة وجودها في المحافظة.
وأضاف: "الانسحاب الإماراتي إن حدث فهو يشكل تحركاً رمزياً ولن يترك أثراً يذكر، لأن الإمارات التي حاولت منذ ثلاثة سنوات بناء نخبة مهرية فشلت في تكريس وجود قوي ومؤثر لها في المهرة، وهي محاولات يعلم الجميع أنها كانت تصب في إطار محاولات الإمارات الحثيثة لتضييق الخناق على سلطنة عمان وتقويض النفوذ التقليدي لهذه الاخيرة في المهرة".
وتابع التميمي: "من السابق لأوانه الحديث عن أن الانسحاب الإماراتي جاء نتيجة لضغط سعودي، لكن من الواضح أن البلدين ليسا على وفاق فيما يتعلق بأجندتهما التوسعية في المهرة وسقطرى".
وأردف: "ليس هناك أدنى شك في أن ما نراه اليوم في كل من المهرة وسقطرى يندرج في إطار أجندة مختلفة تماماً تصب باتجاه ترتيبات خطيرة على حساب الدولة اليمنية وسيادتها، وتخرج تماماً عن الأهداف المعلنة للتحالف العسكري الذي تقوده الرياض والذي تدخل في اليمن منذ 26 مارس 2015".
تسابق في النفوذ
علي الذهب، الباحث السياسي والخبير في الشئون الاستراتيجية والعسكرية، قال إن "إنشاء السعودية أنبوبا نفطيا في المهرة، والذي يمتد من أراضيها إلى ميناء نشطون ومنه إلى بحر العرب، أثار الخلاف بين السعودية والامارات".
وأضاف الذهب في تصريح لـ "المهرة بوست": إن "السعودية بدأت بكشف مطامعها على نحو مماثل للإمارات، التي اتخذت خطوات عملية للسيطرة على جزيرة سقطرى، دون وجود مبرر لذلك، حيث لا أثر للحوثين فيها، ولم تشهد أي تمرد على السلطة الشرعية".
ولفت الباحث السياسي أن إنشاء السعودية لميناء نفطي في المهرة قد يعزز الخلافات بين الرياض وأبوظبي.
وتوقع الباحث السياسي أن الوضع سيزداد تعقيدا إذا ما كان هدف هذا المشروع، نقل النفط السعودي من حقل "الشيبة"، الواقع ضمن المناطق المتنازع عليها بين السعودية والإمارات؛ حيث يقع هذا الحقل على بعد 10كم من حدود إمارة أبوظبي، ويبلغ إنتاجه اليومي أكثر من مليون برميل".
وعن الحديث عن إرهاب في المهرة قال الذهب إن "هذا تأكيد نوايا اهداف التحالف غير المعلنة من تدخله في اليمن، واستباق سعودي للهيمنة، بذريعة حماية أمنها القومي".
مشاركة الخبر: