الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومواقع إسرائيلية في منطقة أم الرشراش     وساطة محلية تفشل في الإفراج عن شخصية اجتماعية في شبوة     البحرية البريطانية تعلن إسقاط صاروخ أطلقه الحوثيون لاستهداف سفينة     باحث: مزاد علني بإسرائيل يفشل في بيع آثار يمنية     زعيم الحوثيين يعلن استهداف 102 سفينة أمريكية وبريطانية وإسرائيلية منذ أكتوبر     قتلى وجرحى باشتباكات بين مسلحين قبليين في لحج     وفاة طفلة مصابة بالدفتيريا بمخيم للنازحين في مأرب     إسرائيليون يتهجمون على وزير الأمن القومي "بن غفير" ويحاصروه بمقر حكومي     القوات الحكومية تعلن إحباط هجوم للحوثيين في تعز     هيئة بريطانية تعلن عن دوي ارتطام وتصاعد للدخان من البحر جنوب غربي عدن     الأرصاد يتوقع هطول أمطار متفاوتة الشدة على عدد من المحافظات ويحذر من الصواعق     مباحثات "أمريكية عمانية" بشأن التصعيد في البحر الأحمر     كتائب القسام تعلن إيقاع قوتين إسرائيليتين في كمينيْن بالمغراقة في غزة     سفينة حربية يونانية تعترض طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر     حجة.. إصابة مدني جراء انفجار لغم في ميدي    
الرئيسية > تقارير

انسحاب إماراتي من المهرة.. صراع النفوذ يعصف بالتحالف السعودي الإماراتي في اليمن


خلاف سعودي إماراتي على النفوذ في اليمن

المهرة بوست - تقرير خاص
[ السبت, 22 سبتمبر, 2018 - 11:22 مساءً ]

يوما بعد آخر تتكشف المطامع السعودية والإماراتية في محافظة المهرة البوابة الشرقية لليمن والتي تشهد حراكا شعبيا منذ يوليو الماضي؛ رفضا لسياسات الرياض وهيمنتها على منفذي شحن وصرفيت وميناء نشطون ومطار الغيضة الدولي، وإغلاقها وانشاء مواقع عسكرية بالمحافظة.
منذ ديسمبر العام الماضي، دفعت السعودية بقوات عسكرية واحكمت قبضتها على المهرة مستغلة الحالة الحرجة التي تمر بها اليمن، لتنفيذ مشاريع خاصة بها، بعيدة عن الاهداف الرئيسية التي جاءت من أجله وهو أنهاء الانقلاب واعادة الشرعية.
وقبل السعودية، كانت الأطماع الإماراتية في المحافظة قد بدأت بإنشاء تشكيلات عسكرية، وشراء ذمم ولاءات سياسيين وشخصيات قبلية، لكن النفوذ الإماراتي قوبل برفض زعماء قبائل.
وتتباين أجندات الرياض وابوظبي في اليمن، وما تنفذه هاتين الدولتين في اطار التحالف العربي يكشف عن خلافات عميقة بينهما، وتمثل اجندات استعمارية خارجة عن الهدف الرئيسي التي أتى التحالف من أجلها وهو استعادة الدولة وانهاء الانقلاب.
الامارات تعي جيدا أن السعودية تعمل على تقليص نفوذها في سقطرى والمهرة وأن تحالفهما يمر بمرحلة خلاف داخلي شديد منذ قرابة عام  وذلك على اثر عدم الاتفاق على توزيع مناطق توسع النفوذ تحت ذريعة تحقيق أهداف التحالف العربي.
انسحاب إمارتي
ومؤخرا، سحبت الإمارات قواتها من مبنى المجمع الحكومي بمديرية الغيظة عاصمة محافظة المهرة، والذي تتخذ منه مقرا لها منذ ثلاثة أعوام وتم تسليمه للقوات السعودية.
وأكدت مصادر مطلعة لـ "المهرة بوست" أن القوات الإماراتية تتهم السعودية بمحاربة التواجد الإماراتي بصورة متعمدة، على الرغم أن الإمارات تقوم بدفع مرتبات عدد 2000 جندي منذ قرابة ثلاثة أعوام، في مديريات المحافظة.
ويرى مراقبون أن انسحاب القوات الاماراتية من المهرة هو ازاحة بالقوة من السعودية على أثر خلاف توسع النفوذ.
المراقبون ذاتهم وصفوا التدخل السعودي والإماراتي في اليمن بـ "صراع ثيران الخليج " بإشارة منهم إلى الأطماع الاستعمارية لأبوظبي والرياض واختلاف أجندتها.
معركة كسر العظم
وفي ذات السياق يعتبر مسؤول حكومي، أن "الخلافات بين المملكة والإمارات بدأت تطفوا للسطح بعد أزمة الشرعية مع الإمارات في سقطرى، مشيرا إلى أنها معركة كسر العظم والتوسع في النفوذ بين الرياض وابوظبي".
وقال المسؤول الحكومي في تصريح لـ "المهرة بوست" مفضلا عدم الكشف عن هويتة أن الشرعية في سقطرى صعدت من لهجتها ضد الإمارات وأرسلت مذكرة احتجاج الى مجلس الأمن، وهذا لم يكن ليحدث بدون تنسيق بين الشرعية والسعودية، وحلت قوات سعودية بديلا عن القوات الإمارات، وفق تعبيره.
وأضاف في المقابل أنطبق الوضع ذاته على "المهرة" حيث تم استبدال حضور الإمارات بالحضور السعودي مع أن من المفترض عدم تواجد أي قوات غير قانونية في مناطق بعيدة عن الصراع مع الانقلابيين".
وأوضح أن الرفض الشعبي لأبناء المهرة وسقطرى، كان في الطريق الصحيح، مشيرا إلى مناطقهم تنعم بالأمن والإستقرار وهذا الذي يجب ان يستمر ودخول القوات السعودية إلى هناك غير مبرر.
وأردف "اذا كان هناك اتهامات او شكوك في موضوع التهريب كان يتم حل هذه الإشكالية بتدريب وتأهيل أبناء الجيش والأمن في المهرة، وهم من يتولون مكافحة التهريب، وليس إرسال أرتال من الدبابات والعربات والمصفحات مع الجنود اليها".
الشرعية غطاء لتحقيق الأطماع 
من جانبه قال الصحفي والمحلل السياسي عباس الضالعي "بعد اربع سنوات من الحرب العبثية لتحالف السعودية الامارات وعدم تحقيق الاهداف التي أعلنت مع انطلاق عاصفة الحزم وانحراف اهدافها، اتضح بشكل جلي غير قابل للشك أن تلك الاهداف كانت عبارة عن غطاء لأهداف خفية لتحقيق مخططات واطماع للسعودية والامارات في اليمن".
واضاف الضالعي في تصريح لـ "المهرة بوست": "الحرب الحالية لم يعد لها مبرر، وليس لها علاقة بإعادة الشرعية وانهاء الانقلاب خاصة مع منع الرئيس والحكومة بالعودة الى العاصمة عدن المحررة لأكثر من ثلاث سنوات ورفض التحالف عودة مؤسسات الدولة، والاكثر من هذا قام التحالف بإنشاء تشكيلات مناطقية مسلحة بديلا عن اجهزة الامن ودعم مليشيات متعددة لمواجهة تواجد الدولة وقياداتها ومؤسساتها الدستورية ".
وأشار إلى أن الامارات اتجهت نحو البسط على الجزر والموانئ والسواحل اليمنية، والمطارات، بينما تقوم السعودية بالبسط على محافظة المهرة وحضرموت مع خلاف مع الامارات التي تسعى للحد من اي تواجد سعودي على المناطق الاستراتيجية.
يواصل الضالعي حديثه قائلا: "إن احتلال السعودية للمهرة أغضب ابوظبي، والايام القادمة ستكشف حجم الخلاف علنا بعد قيام السعودية بالوقوف وراء انسحاب القوات الاماراتية من المهرة".
خلاف في أطواره الأولى
ولفت إلى أن اطماع السعودية والامارات في المهرة الهدف منها تثبيت تواجد عسكري واستخباري لإلحاق الضرر بالشقيقة سلطنة عمان.
ويؤكد "الضالعي" أن الخلاف بين الامارات والسعودية واطماعهما في اليمن في اطواره الاولى وسيتزايد في الفترة القادمة، ويتحول الى صراع مسلح على الأرض وبأدوات يمنية خالصة، وسيكون المستفيد الاول من هذا الصراع هي مليشيا الحوثي وايران والضحية الاولى هو الشعب اليمني والسلطة الشرعية المهترئة.
وذكر أن "الحل الوحيد لمواجهة هذا العبث والغطرسة وانتهاك السيادة، هو بيد اليمنيين". وقال "المطلوب  رفع أصواتهم وتوحيد صفوفهم، لأن استعادة الشرعية وانهاء الانقلاب أصبحت كذبة كبيرة وغطاء لتدمير اليمن واحتلال المناطق الاستراتيجية".
تقاسم النفوذ
الصحفي المختص في الشؤون الإيرانية والخليجية "عدنان هاشم " يرى أن : "لا شيء ينبئ بالخلافات وتحول الأهداف مثل الخلافات بين السعودية والإمارات على النفوذ والسيطرة والتحكم في اليمن".
واضاف هاشم لـ "المهرة بوست" إن أبوظبي تهدف للسيطرة على السواحل الجنوبية والشرقية لليمن، ضمن خطة للهيمنة على مضيق باب المندب والتأثير في دول الجوار لليمن (السعودية/سلطنة عمان) اللتان تؤثران في مسار خطط ولي عهد أبوظبي بشأن تحويل الإمارات إلى قوة إقليمية مؤثرة.
وأشار إلى أن الأهداف الاقتصادية الإمارتية في اليمن واضحة وماثلة. وقال: "بالنسبة للسعوديين فإن وجودهم في الجنوب يعني حماية أمن القومي للمملكة، وأيضاً الخروج من عباءة مضيق هرمز وإيجاد ميناء نفطي في بحر العرب يمكن السعودية من تصدير النفط دون المرور بمضيق هرمز".
ولفت إلى أن الدولتين تملك الأجندات نفسها في جنوب اليمن، وطالما بقيت الحكومة اليمنية ضعيفة، فإن خلاف الدولتين قد يتطور إلى حرب بالوكالة".


 



مشاركة الخبر:

كلمات دلالية:

تعليقات